تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[17 - 10 - 10, 10:31 م]ـ

آمين ..

وحياك الله أخي أبا مجاهد الكندري

ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[21 - 10 - 10, 12:50 ص]ـ

الفصل الثاني:

(في دراسة نماذج من الأحاديث المنتقدة في كتابه)

الحديث الأول:

ساق المؤلف أول حديث ينتقده في الصحيح، وهو حديث أبي سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعاً: (يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ثم يقول الله تعالى أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فيخرجون منها قد اسودوا، فيلقون في نهر الحيا أو الحياة –شك مالك-، فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل، ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية) (1).

قال ابن قرناس معلقاً على هذا الحديث النبوي الشريف: (إذا كان الحديث قال به الرسول، فمن أخبره بخبر الجنة والنار، وهما من عالم القيامة الذي لم يخلق بعد .. وكل ما سيحدث في يوم القيامة هو من عالم الغيب الذي تفرد الله سبحانه بعلمه لوحده: "عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً" الجن 26، ويقول النص: "فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحيا - أو الحياة-"، أي أنهم أخرجوا وهم على هيئاتهم، ولكن سودت ألوانهم النار، فيكون إلقائهم –كذا- في النهر لكي ينظفهم، وتعود ألوانهم لحالها الطبيعية قبل دخول النار، لكن الحديث يعود ليقول: "فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل، ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية"، مما يعني أنه قد أعيد خلقهم من جديد، وأنبتوا كما تنبت الحبة في جانب السيل، وهذا يناقض الكلام السابق الذي ينص على أنهم كانوا مخلوقين وبهيئات، ولكن النار سودتهم .. وبعد الحساب يكون المصير، فمن حقت عليه الشقاوة، بما طسبت –كذا- يداه فهو في النار، ومن حقت عليه السعادة فهو في الجنة، ولن يكون هناك خلق ثالث، ولن ينبتوا كما تنبت الحبة في جانب السيل صفراء ملتوية، .. وستكون وجوه أهل النار مسودة أي مكفهرة، وليست سوداء من الاحتراق، يقول تعالى: "ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة .. ") (2).

- - -

لقد استفتح الكاتب كلامه على هذا الحديث بقوله: (إذا كان الحديث قال به الرسول) (3)، يعني أنه الآن سيفترض جدلاً أنّ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد قاله، وسيناقشه بناء على هذا الافتراض، والمفاجأة أنَّ هذا الافتراض لم يكن عاصماً للحديث من تكذيب الكاتب له، فَرَجَعَ ليرُدَّ على الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قوله إذ قال: (لن يكون هناك خلق ثالث، ولن ينبتوا كما تنبت الحبة في جانب السيل صفراء ملتوية) (4)!.

فلاحظ أنَّ هذه الجرأة من الكاتب في ردّ الحديث إنما هي: (إذا كان الحديث قال به الرسول)؛ فلا أدري ما الذي بقي ليقوله في تكذيب الحديث لو كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يقله، فهل عند من ردّ على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خبره وقوله مثقال ذرّة من إيمان، أو في قلبه نصيب للشريعة من تعظيم؟.

أقول: ساق المؤلف الحديث السابق ثم استشكل من الحديث أربعة إشكالات باهتة:

1 - من أخبر الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بهذا وهو من عالم الغيب الذي تفرد الله بعلمه؟.

2 - أنهم ألقوا في نهر الحيا لكي ينظفهم من الاسوداد الذي لحقهم بسبب النار فقط، فكيف يعود الحديث ليخبرنا أنهم قد أعيد خلقهم ثانية: (فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل .. )، وهم أصلاً مخلوقون من قبل؟.

3 - أنّ سواد وجوه أهل النار بمعنى الاكفهرار لا بمعنى السواد من الاحتراق.

4 - أن الناس في الآخرة إما إنسان حقت عليه الشقاوة فهو في النار، وإما إنسان حقت على السعادة فهو في الجنة، فكيف يخبرنا الحديث بوجود خلق ثالث ينبت الناس فيه كما تنبت الحبة في جانب السيل؟.

وهذه الأسئلة -كما هو ظاهر- جوابها يسير جداً، فأما الأول:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير