تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن دِقَّة الإمام البخاري أنه أراد بيان الجواب على هذه المسألة الاصطلاحية الدقيقة من خلال هذا الحديث؛ الذي يستدل بجمع ألفاظه أنّ "حدثنا" و "أخبرنا" كلاهما سواءٌ في ثبوت اتصال الرواية، يقول الحافظ ابن حجر: (فإن قيل: فمن أين تظهر مناسبة حديث ابن عم1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر للترجمة، ومحصل الترجمة التسوية بين صيغ الأداء الصريحة؛ وليس ذلك بظاهر في الحديث المذكور؟، فالجواب: أنّ ذلك يستفاد من اختلاف ألفاظ الحديث المذكور، ويظهر ذلك إذا اجتمعت طرقه، فإن لفظ عبد الله بن دينار المذكور في الباب: " فحدثوني ما هي"؛ وفي رواية نافع عند المؤلف في التفسير: " أخبروني "؛ وفي رواية عند الإسماعيلي: " أنبئوني "؛ وفي رواية مالك عند المصنف في باب الحياء في العلم: " حدثوني ما هي"؛ وقال فيها: " فقالوا أخبرنا بها"، فدلَّ ذلك على أنَّ التحديث والإخبار والإنباء عندهم سواء) (6).

فلاحظ هذه الدقة المتناهية من الإمام البخاري، حيث روى هذا الحديث لبيان هذه المسألة الدقيقة في علوم الرواية، والتي ينبني عليها الحكم باتصال أو انقطاع جملة كبيرة جداً من أحاديث السنة النبوية الشريفة، ولاحظ أيضاً سلامة أفهام أهل العلم من المحدثين؛ حيث تنبهوا لمراد البخاري وشرحوه، وبطبيعة الحال: فإن مثل هذا العلم –في دقته ومتانته- لا يَسْتَوْعِبُهُ عقل ما تمرس العلم ولا اشتغل بدقائقه، ولا قلب فيه سوء ظن بالسنة النبوية الشريفة، ولا قلب فيه سوء ظن بالسنة النبوية الشريفة، ولذا فأنت واجِدٌ في هذا الجنس من الناس من يتعجَّب من وجود مثل هذه الأحاديث في صحيح الإمام البخاري؛ ويسأل بخَرَقٍ بارد: (ما الفائدة العلمية أو التشريعية المرجوة من إدراج مثل هذه الحكاية؟)، ولا يستحي من كثافة فهمه لدقائق العلم ووسائل التعليم حتى يصرِّح بتسمية مثل هذه الأسئلة النبوية "أحاجٍ وألغاز"!!، ولك أنْ تعجب إذا علمت أنَّ مثل هذه الإشكالات السطحية هي التي حملت "ابن قرناس" هداه الله على الحكم على هذا الحديث –بمجرد عدم فهمه له- أنه كذب مختلق، فسبحان من جعل العقل قيد اللسان.

- - - - - -

الحواشي:

1 - الحديث في صحيح البخاري- طوق النجاة - (1/ 22).

2 - الحديث والقرآن 33.

3 - صحيح البخاري 1/ 22.

4 - المرجع السابق.

5 - شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (1/ 140).

6 - فتح الباري لابن حجر 1/ 144.

7 - يقول ابن فارس في معجم مقاييس اللغة 1/ 396: (فالثَّوَلُ داءٌ يصيب الشّاةَ فتسترخي أعضاؤها، وقد يكون في الذُّكْرَانِ أيضاً، يقال تيسٌ أثْوَلُ، وربّما قالوا للأحمق البطيء الخَيْر أثْوَل).

8 - العُرَام الجهل، والعَرِمُ الجاهلُ، انظر: لسان العرب 12/ 394.

ـ[حفيظ التلمساني السلفي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 03:24 م]ـ

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالك أخي الفاضل مع هذا البحث إن شاء الله تكون بخير.

تعليقا على ما فات:

أقسم بالله أخي الفاضل أني أقرأ الترهات التي يطلقها أو كما سميتها أخي بالإشكالات وأضحك بدون الالتفات إلى ردك عليه ولا أراه يستفيق

المسكين لا يعلم أن الله يحيط من شاء من رسله بالغيب رصدا.

أسأل الله الكريم أن يوفقك لما هو آت

وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[10 - 11 - 10, 06:43 ص]ـ

مرحباً بأخي الكريم (حفيظ التلمساني السلفي) وحفظك الله من كل مكروه، وأما أنا ففي نعمة من الله وعافية ..

وأما هذا الرجل المردود عليه:

فشبهه التي يثيرها برغم سقوطها وضعفها إلا أنك لو لاحظت تتابع بعض الأصاغر على تلقفها في المنتديات واحتفاؤهم بالكاتب في مواقع على الشبكة؛ لبانت الحاجة إلى التصدي لبيان زيف كتاباته رحمة به وببقية إخواننا المغترين به ..

ومن هنا فأنا أدعو طلاب العلم المباركين إلى الاشتغال بتزييف كتبه الأخرى المنتشرة على الشبكة، فإن في ذلك ذب عن سنة محمد صلى الله عليه وسلم ..

وأسأل الله تعالى أن يهدي ابن قرناس ويصلح قلبه ويكفيه شر نفسه آمين ..

ودمت طيباً ..

ـ[حفيظ التلمساني السلفي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 11:31 ص]ـ

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه

والحمد لله على عافيتك أخي الفاضل وأدام عليكم النعمة نعمتان في الدنيا والآخرة

أخي الحبيب

لا تفهم من كلامي أني أدعوك للتوقف عن الرد على المبطلين كلا وألف كلا فالرد على مثل هؤلاء الحثالة موجود في سلف الأمة مقر في كتبهم جزاهم عنا كل خير.

وأعلم علم اليقين من كتاباتك أنه لا صغيرة مع الإصرار كما أنه لا كبيرة مع الاستغفار

وإنما أنا كشخص وحدي فقط لا ألتفت لما يقول لأني أعلم أنه لن ينفعني وأيضا لست أهلا للرد على المواضيع بهذا النحو.

جزاك الله خيرا وبارك الله في أعمالك الصالحة للذب على سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلام

دمت في حفظ الرحمن ورعايته وأقرئ السلام للشيخ الدكتور خالد الدريس حفظه الله إن أمكنك ذلك

واعلموا أني أحبكم في الله حبا أطمع أن أستظل به تحت ظل الرحمن رغم بعد المكان والزمان وقلة المعرفة

وصلى الله وسلم على نبي الأمة محمد وآله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير