والواقع أنّ هذا البغي يمتدُّ لإبطال كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كله –مما سوى القرآن-، من تعليمه للصحابة -رضي الله عنهم- بقوله وفعله، وشرحه لهم تفاصيل الشرائع والأحكام التي وردت في القرآن الكريم، وهذا كله قد سبق الكلام عليه.
وهذا كله دال على أن الكاتب لا يُعْتَمَدُ على نتائجه وما خَلَصَ إليه في هذا السبيل؛ إذ إنه يستند في نقض جبال الحقائق على شبهٍ أوهى من بيت العنكبوت، في مسائل لم يحسن فهمها، أو تعامى عما يبطل كلامه في ثناياها.
ولكن لا حيلة في من تَجَلْبَبَ مِعْطَفَ الأُستاذ، وأَدَارَ على رأسه كَوْرَ عِمَامَةِ العَالم، وهو مبتدئٌ في مدارج التعليم، كما قيل:
مَا لي أرَاكَ عَلى المسَائِلِ عَارِمَاً تَسُْطو عَلَيها بالجَهَالَةِ بَاذِ (9)
وأراكَ تَنْتَحِلُ الفَضِيلَةَ حَالماً تَغْدُو بِثَوبِ الشَّيْخِ والأُسْتَاذِ (10)
- - - - - -
الحواشي:
1 - انظر الحديث والقرآن 34، والحديث في صحيح البخاري- طوق النجاة - (1/ 26).
2 - سنُّ ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عند حصول هذه الحادثة على أقل الأحوال (21)، وعلى أكثر ما قيل (34)، وذلك أنّ في القصة أنهما سألا أبيَّ بن كعب1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -؛ وأبيٌّ اختلف في سنة وفاته، وأقل ما قيل في سنة وفاته هو سنة (19هـ)، وأكثر ما قيل سنة (33هـ).
3 - الحديث والقرآن 35.
4 - (الحديث والقرآن) 35.
5 - هذا الذي اعتمده الذهبي في السير 3/ 332، وروى الطبراني10/ 233/10567، وأبو نعيم معرفة الصحابة 3/ 1701 من طريق يحيى بن بكير قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: (وُلِدْتُ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ، وَنَحْنُ فِي الشِّعْبِ، وَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ ثَلاثَ عَشْرَةَ)، ولكن إسناده منقطع كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 464/15530، ويغني عنه ما في صحيح البخاري 1/ 26/76 عن ابن عباس1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه قال: (أَقْبَلْتُ رَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ أَتَانٍ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ نَاهَزْتُ الِاحْتِلَامَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِمِنًى إِلَى غَيْرِ جِدَارٍ فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ وَأَرْسَلْتُ الْأَتَانَ تَرْتَعُ فَدَخَلْتُ فِي الصَّفِّ فَلَمْ يُنْكَرْ ذَلِكَ عَلَيَّ)، فدل الحديث على أنّه كان قد ناهز الاحتلام عام حجة الوداع، وقد أخرج البلاذري في أنساب الأشراف 1/ 458 بإسناده عن الواقدي أنه قال: (لا خلاف أنه ولد في الشعب، وبنو هاشم محصورون، فولد قبل خروجهم منه بيسير، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين، ألا تراه يقول: وقد راهقنا الاحتلام)، قال الذهبي في السير 3/ 335 بعد نقله لقول الواقدي فقال: (وهذا أثبت مما نقله أبو بشر في سنه).
6 - سير أعلام النبلاء 3/ 349.
7 - انظره في سير أعلام النبلاء 3/ 349، وقد ساق إسناد ابن سعد.
8 - انظر الحديث والقرآن 34، والحديث في صحيح البخاري- طوق النجاة - (1/ 26).
9 - (باذَ) الرجل (يبوذُ): إِذا تعدى على الناس، وانظر: لسان العرب - (3/ 478).
10 - البيتان لراقمه.
ـ[حفيظ التلمساني السلفي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 12:29 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخا الفضل جوزيت خيرا
قولك: أفيكون إذا جاء في القرآن فهو مقبول، وإذا جاء في كلام رسول الله فهو مردود!!.
أعلق على هذا بكلام أعجبني لا أعلم صاحبه إلا ظنا.
وهذا من التعصب المذهبي، إذ من طباع البشر و أخلاقهم: أن يألفوا ما أخذوه بالرّضا و التّسليم، و يأنسوا به، فإذا وجدوا لهم مخالفاً فيه، تعصّبوا له، ووجّهوا قواهم إلى استنباط ما يؤيّده و يثبته، ويدفع عنه حجج المخالفين لهم فيه، لا يلتفتون إلى تحري الحق، واستبانة الصّواب، فيما تنازعوا فيه.
وبارك الله فيك وزادك علما
إن شاء الله مجد الأمة قريب بالتصفية والتربية وإبادة القرن إلى القرن من عبدة الدولار والله يتكفل بالزمان
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[12 - 11 - 10, 12:11 ص]ـ
¥