ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[04 - 10 - 10, 02:46 م]ـ
أورد أخونا عز الدين المعيار وفقه الله جملة من كلام أهل العلم ممن قال أن المفصود بالحديث أهل المغرب اليوم الذين يسكنون شمال إفريقية
منهم
الحميدي {ت488هـ
أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي {ت520هـ}
عياض {ت 544هـ}
ابن الزيات {ت 617هـ}
وعليه فلا يصح قول الشيخ الألباني
و قد أبعد النجعة من فسره من المعاصرين ببلاد المغرب المعروفة اليوم في شمال افريقيا لأنه مما لا سلف
ولايبعد ألا يكون اطلع على قول هؤلاء بل هو الظن به
ونحن في انتظار المزيد
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[04 - 10 - 10, 03:03 م]ـ
ولا يبعد أن يكون المراد بالحديث مصر
وممن قال بذلك السيوطي قال رحمه الله:
ومما يؤيد أن المراد بالغرب من الأرض رواية عبد بن حميد وبقي ابن مخلد ولا يزال أهل الغرب ورواية الدارقطني لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق في المغرب حتى تقوم الساعة قلت لا يبعد أن يراد بالمغرب مصر فإنها معدودة في الخط الغربي بالاتفاق وقد روى الطبراني والحاكم وصححه عن عمرو بن الحمق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون فتنة أسلم الناس فيها الجند الغربي قال بن الحمق فلذلك قدمت عليكم مصر وأخرجه محمد بن الربيع الجيزي في مسند الصحابة الذين دخلوا مصر وزاد فيه وأنتم الجند الغربي فهذه منقبة لمصر في صدر الملة واستمرت قليلة الفتن معافاة طول الملة لم يعترها ما اعترى غيرها من الأقطار وما زالت معدن العلم والدين ثم صارت في آخر الأمر دار الخلافة ومحط الرحال ولا بلد الآن في سائر الأقطار بعد مكة والمدينة يظهر فيها من شعائر الدين ما هو ظاهر في مصر
الديباج على مسلم - (4/ 514)
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 03:18 م]ـ
بارك الله في أخي أبي القاسم
لقد قال بهذا قبل هؤلاء العلماء أعلام مشاهير منهم أبو العرب التميمي {ت333هـ} في " طبقات علماء افريقية و تونس " و غيره ... و إنما اقتصرت على بعض النصوص لقوتها و وضوحها
وعلى الرغم من أني أفضل ترك التعليق إلى ما بعد تقديم جملة من أقوال أصحاب هذا المذهب أو الاختيار فإنه لا تفوتني أن أغتنم هذه الفرصة لأشير إلى ملحظ هام لاحظه العلامة ابن خلدون في عدم معرفة إخواننا في المشرق بدقائق أمور المغرب
قال في المقدمة:"و أنا ذاكر في كتابي هذا ما أمكنني منه في هذا القطر المغربي إما صريحا أو مندرجا في أخباره و تلويحا لاختصاص قصدي في التأليف بالمغرب و أحوال أجياله و أممه و أن الأخبار المتناقلة لا تفي كنه ما أريد منه، و المسعودي إنما استوفى ذلك لبعد رحلته كما ذكر في كتابه مع أنه لما ذكر المغرب قصر في استيفاء أحواله و فوق كل ذي علم عليم و مرد العلم كله إلى الله "
و تجنبا للسقوط في عدم الاستيفاء أجدد دعوة الإخوة الكرام إلى المشاركة في إقامة هذا البناء حتى يأتي بإذن الله شاملا كاملا و الله ولي التوفيق
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 10:39 م]ـ
5 - القرطبي {ت 656هـ}
قال أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي في "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" بعد أن ذكر جملة من التأويلات:
" ... وقيل أراد به غرب الأرض و هو ظاهر حديث سعد بن وقاص و قال فيه: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق في المغرب حتى تقوم الساعة و رواه عبد بن حميد ... ورواه بقي بن مخلد في مسنده ...
قلت: وهذه الروايات تدل على بطلان التأويلات المتقدمة و على أن المراد به أهل المغرب في الأرض لكن أول المغرب بالنسبة إلى المدينة - مدينة النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إنما هو الشام و آخره حيث تنقطع الأرض من المغرب الأقصى و ما بينهما وكل ذلك يقال له: مغرب. فهل أراد المغرب كله أو أوله؟ كل ذلك محتمل ... "
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 10:57 م]ـ
6 ـ الكتاني {ت 1382هـ = 1962م}
نختم أسماء علماء هذه المجموعة بالعالم المحدث محمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني الذي بعد أن استعرض جملة من أقوال سابقيه ـ في كتابه: البيان المغرب عن معاني بعض ما ورد في أهل اليمن و المغرب ـ كالإمام القرطبي الذي ذهب إلى أن أهل الغرب هم العلماء و الحافظ السيوطي الذي لم يستبعد أن يراد بالغرب مصر و قول الجزنائي في جني زهرة الآس و البوجمعاوي في وشي الديباج إن المراد بأهل الغرب أهل المغرب الذي هو ضد المشرق ...
قال:" و على كل حال فالمتعين عندي في حديث الطائفة بالمغرب ... هو أن المراد به طائفة من المسلمين من المغرب أو الشام أو الحجاز لا تزال فيهم بقية الذب عن دينهم و التمسك به و إن انفردوا و خالفهم الغير و المراد ببقاء ظهورهم على الحق إلى أن تقوم الساعة ظهور حجة و دليل في الغالب ... "
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[05 - 10 - 10, 11:35 م]ـ
قرأت هذا الحوار المفيد؛ وأحسن ما وجدت فيه من الناحية العلمية هو ما كتبه الأخ المعيار الإدريسي حفظه الله تعالى ..
ولاحظت في البعض وطنية ينبغي لطلاب العلم أن يتجنبوها؛ فالمسلم أرضه أرض الإسلام، ولا يفضل بعضها على بعض إلا بدليل شرعي ظاهر ..
وأضيف هنا أن الذي يفهم من ظاهر هذا الحديث ويجب حمله عليه هو أن المراد بالغرب في الحديث أو المغرب في الرواية الأخرى هو: ما كان على جهة الغرب من المدينة النبوية ولعله يجمع الأقوال المعتبرة في المسألة؛ وليس المقصود عموم أهل الغرب وإنما أهل السنة المتمسكين بها منهم.
والله تعالى أعلم.
¥