ومن العلماء الجهابذة النقاد من الطبقة الثالثة بالكوفة محمد بن عبد الله بن نمير الهمذاني الخارفي رحمة الله عليه
ثم ذكر بابا في معرفته بعلم الجرح والتعديل
ثم قال:باب في كلام محمد بن عبد الله بن نمير في علل الحديث
ثم ذكر تحته حديثين أعلهما ابن نمير الأول بعلة المخالفة والثاني بعلة النكارة
فهذه رتبة علية إذ عده أبو محمد ابن أبي حاتم مع الرتوت من أئمة هذا الفن
- قال أبو إسماعيل الترمذي: كان أحمد يعظم محمد بن عبد الله بن نمير تعظيما عجيبا ويقول: هو درة العراق.
وقال أبو عمر الطالقاني:رأيتهم يقولون: الناس عندنا أربعة: أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين.
وقال الذهبي في التاريخ: وله كلام في الجرح والتعديل والعلل ...
فصل في ذكر بعض تعليلات ابن نمير
هي كثيرة ومبثوثة في بطون الكتب
وكان لابن نمير مصنف في التاريخ
وتواريخ المتقدمين يخلطون فيها بين علم التأريخ والجرح والتعديل والعلل والانساب كتاريخ البخاري وابن أبي خيثمة
وقد ذكرت أن أبا حاتم ذكر له تعليلين فلينظرا
وأنا أنتقي بعض التعليلات من تعليلاته المنثورة وهي تدل على ما ورائها
وهي تشمل على بيان علم ابن نمير بـ:
1. علم طبقات الرواة وهو من صميم علم العلل
2. معرفة أوهام الثقات وغيرهم
- قال أيو يوسف الفسوي في المعرفة والتاريخ: حدثني محمد بن عبد الله بن نمير قال:
أبو الشعثاء: سليم بن أسود المحاربي، وأبو الشعثاء الكندي: يزيد بن المهاصر، وعمرو بن مرة أكبر من قيس بن مسلم، وسلمة أكبر من عمرو بن مرة، وأبو قيس وائل وهو دون هؤلاء في الحفظ، وزبيد قريب بعضهم من بعض، وأشعث بن أبي الشعثاء حسن الحديث، والحكم نحو سلمة، والأعمش أحفظ من منصور، ومنصور أقوم حديثًا، وأقل اختلافًا في الرواية، والحكم مولى لكندة، وعمرو بن مرة من مراد من أنفسهم، ومحمد بن سالم يروى إنه أخذ كتاب الشعبي من الديوان ....
في نص طويل نفيس
ثم قال:
عبد الله بن الحارث الذي يروي عنه خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود، لم يسمع عبد الله بن الحارث هذا من عبد الله بن مسعود شيئًا، وهو عبد الله بن الحارث المكتب.
قلت له: تنكر من حديث عبد الله شيئًا. قال: لا.
ثم قال الفسوي: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يوهن أبا أسامة، ثم قال يعجب لأبي بكر بن أبي شيبة ومعرفته بأبي أسامة ثم هو يحدث عنه.
قال ابن نمير: وهو الذي يروي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ونرى أنه ليس بابن جابر المعروف ذكر لي أنه رجل يسمى بابن جابر فدخل فيه، وإنما هو انسان يسمى بابن جابر
قال يعقوب (هو الفسوي): صدق هو بن تميم.
قال أبو يُوسف (هو الفسوي): وكأني رأيت بن نمير يتهم أبا أسامة أنه علم ذلك وعرف ولكن تغافل عن ذلك.
قال لي بن نمير: أما ترى روايته لا تشبه شيئًا من حديثه الصحاح الذي روى عنه أهل الشام وأصحابه الثقات.
وذكره الحسن بن الربيع بشيء من أمر أبي أسامة قَال: كان سُفيان كبير الناس وينظر فيه لكي يصحح ويعرف حديثه بذلك. ا.هـ
- قال أبو أحمد ابن عدي: فبلغني عن محمد بن عبد الله بن نمير أنه ذكر هذا فقال:
باطل، شُبه على ثابت، وذاك أن شريكا كان مزاحا وكان ثابت رجلا صالحا فيشبه أن يكون ثابت دخل على شريك وهو يقول حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم فالتفت شريك فرأى ثابتا فقال يباسطه من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار فظن ثابت لغفلته أن هذا القول هو متن السند الذي قرأه. ا.هـ
- نقل ابن رجب في شح العلل قال:"وقال محمد بن عبد الله بن نمير: المسعودي كان ثقة، اختلط بآخره، سمع منه عبد الرحمن بن مهدي ويزيد بن هارون أحاديث مختلطة، وما روى عنه الشيوخ هو مستقيم".
- وفي العلل لابن أبي حاتم:"وذكر أبو زرعة عن محمد بن عبد الله بن نمير عن محمد بن فضيل عن الأعمش عن أبي وائل قال صليت خلف علي فكان يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله.
قال أبو زرعة قال ابن نمير هذا خطأ ولم يبين الصحيح ما هو.
فقال أبو زرعة الصحيح الأعمش، عن أبي رزين عن علي.
قلت كذا رواه الثوري عن الأعمش. ا.هـ
- قال أبو عثمان البرذعي: وسألت أبا زرعة: عن معاوية بن أبي العباس
فقال: نظرت بدمشق في كتاب لمروان بن معاوية عن معاوية هذا فرأيت أحاديث عن شيوخ الثوري وأحاديث يعرف بها الثوري وأبوابا للثوري فاستربته وتركته
قال أبو زرعة: فذكرت ذلك لابن نمير فقال كان هذا جار الثوري أخذ كتب الثوري فرواها عن شيوخه
وقال لي أبو زرعة: قلتُ لابن نمير شيخ يحدث عنه الحماني يقال له علي بن سويد؟
فقال لم تفطن من هذا؟
قلتُ: لا
قال: هو معلى بن هلال جعل الحماني معلى عليا ونسبه إلى جده وهو معلى بن هلال بن سويد
والله أعلم
¥