[تنبيه الحذاق على بطلان ما شاع بين الأنام من حديث النور المنسوب لمصنف عبد الرزاق]
ـ[ابو عبد الرحمان الصفاقسي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:06 ص]ـ
تنبيه الحذاق
على بطلان ما شاع بين الأنام من حديث النور المنسوب لمصنف عبد الرزاق
تأليف
أحمد عبد القادر الشنقيطي المدني
الطبعة الثانية عام 1402 هـ
مكتبة دار اليقين للنشر والتوزيع
الرياض – الملز
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه.
أما بعد ............
فقد قرأت ما كتبه أخونا العلامة الشيخ محمد أحمد بن عبد القادر الفقيه الشنقيطي في بيان الأدلة الدالة على بطلان الحديث المنسوب إلى مصنف الإمام عبد الرزاق بن همام الصنعاني رحمه الله الدال على أن أول المخلوقات هو نور نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأن كل شيء خلق من ذلك النور الخ ..
فألفيته قد أجاد فيما كتب وأفاد وأبرز من الدلائل والبراهين النقلية والعقلية ما يدل على بطلان هذا الحديث وأنه من جملة الأخبار الموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكل من تأمل الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة علم يقينا أن هذا الخبر من جملة الأباطيل التي لا أساس لها من الصحة وقد أغنى الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن مثل هذا بما أقام من الدلائل القاطعة والبراهين الساطعة والمعجزات الباهرة على صحة نبوته ورسالته عليه الصلاة والسلام كما أغناه عن هذا الخبر المكذوب وأشباهه بما وهبه من الشمائل العظيمة والصفات الكريمة والأخلاق الرفيعة التي لا يشاركه فيها أحد ممن قبله ولا ممن بعده فهو سيد ولد آدم وخاتم المرسلين ورسول الله إلى جميع الثقلين وصاحب الشفاعة العظمى والمقام المحمود يوم القيامة إلى غير ذلك من خصائصه وشمائله وفضائله الكثيرة صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله ونصر دينه وذب عن شريعته وحارب ما خالفها وأسأل الله أن يجزي أخانا الشيخ العلامة محمد أحمد بن عبد القادر عما كتبه في هذا المقام ما جزى به المحسنين المدافعين عن نبيهم صلى الله عليه وسلم وسنته والعاملين على نشرها والذب عنها وأن يجعلنا وإياه وسائر إخواننا من دعاة الهدى وأنصار الحق ما بقينا إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله سيدنا وإمامنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه والحمد لله رب العالمين.
رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الأسانيد برامج للمتون لتعلم , والصلاة والسلام على من قال – لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى أبن مريم.
وبعد فإني رأيت السواد الأعظم ممن يزعم بعضهم أنه من أهل العلم وهو من الجهل يسير في داج من الظلم, أصبحوا يعتقدون أن أول شيء خلقه الله من الكائنات هو نور محمد صلى الله عليه وسلم, ويعتقدون أنه أيضا أصل للكائنات كلها أو ما فيه خير منها, وأن من لم يعتقد هذا لا عقيدة له تنفعه يوم الدين, لإنكاره عندهم ما هو ضروري من الدين ويعتقدون أنه لولا محمد - ص - لم يخلق الله تبارك وتعالى شيئا من المخلوقات البتة, وأن مبنى عقيدتهم هذه تدور على ما روى وجادة عن مصنف عبد الرزاق بن همام عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول شيء خلقه الله تعالى من المخلوقات فقال نور نبيك يا جابر خلقه الله وخلق بعده كل شيء, وخلق منه كل خير. وفي بعض الروايات هذا الخبر خلقه وخلق منه كل شيء وهي المشهورة الكثيرة في التقاييد المحتوية على هذا الخبر إلى آخر خبر طويل جدا في نحو أربع صفحات من القالب الكبير, وفي وسطه تقسيم هذا النور إلى عشرة أقسام وتعيين خلق كل نوع من الكائنات من قسم معين من الأقسام العشرة, فرأيت أن من الواجب كفاية, والنصيحة لأهل الإسلام والديانة أن أكشف بالنقد والبحث الحثيث عن مرتبة ما أعتمد عليه هؤلاء عند أهل الحديث.
فأقول و بالله تعالى أستعين, وأغزو وأصول إن ثبت أن هذا الحديث في مصنف عبد الرزاق فهو من الطامات العظام التي في ضمنه كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر فإنه قال: إن مصنفه مشتمل على عظائم من الأخبار.
¥