خلقت الدنيا وأهلها لأعرفهم كرامتك علي ومنزلتك عندي ولولاك ما خلقت الدنيا. قال ابن الجوزي هذا موضوع أبو السكين وإبراهيم بن اليسع ويحي البصري متروكون ووافقه الحافظ ابن حجر والحافظ السيوطي على أنه موضوع انتهى ..
وأما الحديث الثاني فقال الحافظ الذهبي في الميزان عمرو بن أوس يجهل حاله أتى بخبر منكر أخرجه الحاكم في قسم الموضوع من المستدرك من طريق جندل ابن واثق عن عمرو بن أوس عن سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس رضي الله عنهما أوحى الله إلى عيسى بن مريم آمن بمحمد فلولاه ما خلقت آدم ولا الجنة و النار قال الذهبي هذا موضوع عن ابن عباس.
ومن أقوى الحجج عند هؤلاء على معتقدهم الذي وصفنا في المقدمة ما نظمه البوصيري مما تضمنته هذه الأحاديث التي ذكرنا لكم النصوص على كذبها واختلاقها بقوله في الميمية.
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من ... لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
وقوله:
ولن يضيق رسول الله جاهك بي ... إذا الكريم تجلى باسم منتقم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم
وقال غيره مما هو من نظمه وشكله:
لولاه ما خلقت شمس ولا قمر ... ولا نجوم ولا لوح ولا قلم
إلى غير ذلك من قريض من لا يميز بين صحيح الحديث و ضعيفه ولا يبالي بتصحيحه من تحريفه ولقد وقع بيني وبين رجل يوما من سكان شمال موريتانيا يقال له محمد ابن البار وهو ممن له شيعة منهم وأتباع يعتقدون أنه من أعلم الخلق وأولاهم بالله كلام ومناظرة ألزمته فيها الحجة والدليل على ما يعتقده هو و أمثاله على أنه لولا محمد صلى الله عليه وسلم ما تفضل الله تبارك وتعالى على احد ولا على شيء من الدواب والحشرات بأي شيء من الأرزاق وسائر المنافع فاحتج علي بقول البوصيري المتقدم لولاه لم تخرج الدنيا من العدم فقلت له قول البوصيري ليس حجة في الشريعة فقال لي البوصيري أفضل منك فقلت له ويحك متى علمت منزلتي عند الله حتى تفضل علي من لا تعلم ما لقي عنده فعلمت أن الشيخ ليس كما يعتقدون أتباعه.
إخواني وأين هؤلاء من أمر الله تبارك وتعالى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم أن يبلغنا " قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ".
اللهم اشرح للإسلام صدورنا واعقد على الإيمان بك قلوبنا, ولا تضلنا بعد إذ هديتنا ربنا.
وإذ قد أتينا على ما سمح به الوقت مما يتعلق بنقد حديث مصنف عبد الرزاق بن همام وما في معناه من الموضوعات ومضللات العوام, فنذكر لكم إن شاء الله تعالى أيضا من نص على وضعه وضعفه وعدم وجود سند له, فقد سئل الحافظ السيوطي عن حديث مصنف عبد الرزاق كما في الحاوي في الفتاوى أي من الجزء الأول صفحة 500 منه فأجاب بأنه لا سند له يثبت البتة وقال العلامة ابن عجيبة المغربي في شرح حكم أحمد بن عبد الكريم بن عطاء الله الإسكندري في ذكر منازع الصوفية منها أنه ضعيف عند العلماء وأن عليه اعتماد المتصوفة وقال أحمد الصديق الغماري في مقدمة كتابه المغير على ما في الجامع الصغير أنه موضوع لا يشك طالب علم في وضعه واختلاقه وسئل عنه الألباني, فأجاب بأنه باطل.
وقد نجز بحمد الله تعالى ما وعدنا به من نقد الحديث الذي عمت البلوى باعتماده وضل الكثير من الورى باعتقاده, راجين من الله أن يهدينا وسائر المسلمين عند كل مضلة إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما عليه السلف الهداة, وأن يعيذنا من تفريط المفرطين وغلو المفرطين و لجاج المتعصبين لأوضاع المبطلين آمين يا رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وأصحابه الطاهرين الطيبين.
كتبه وجمعه من مداركه الراجي من الله تعالى أن يسلك به أقوم مسالكه, الفقير إلى مولاه محمد أحمد بن عبد القادر الشنقيطي منشأ القرشي التيمي نسبا المدني وطنا, لثمان ليالي بقيت من شوال عام 1390 هـ, وسميت هذه الرسالة تنبيه الحذاق على بطلان ما شاع بين الأنام من حديث النور المنسوب لمصنف عبد الرزاق بن همام.
كتبه على برنامج الوورد
الفقير إلى عفو ربه أبو عبد الرحمن
راجياً من كل من قرأه خالص الدعاء
وأسأل الله عز وجل أن ينفع به من قرأه
ونشره أبو عمر المنهجي - الدفاع عن السنة
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[14 - 10 - 10, 12:37 م]ـ
وقد خرجت نابتة في العصر من أصحاب: محمود سعيد ممدوح وغيره، وادعوا أنهم وجدوا الجزء المفقود في أول مصنف عبد الرزاق، ونسبوا ذلك له، وفيه أحاديث يشيب منها الرأس لا تخدم إلا مذهب الصوفية، واستدلوا بكلام أسلافهم أمثال ابن عربي، ويسمونه (محيي الدين)!!! بل والله (مميت الدين) ...
كيف يصبح محييا للدين من يدعي وحدة الوجود الكفرية!!!
وقد صاح بهم أهل العلم وبينوا للناس كذبهم ودجلهم أمثال الشيخ عبد الكريم الخضير، والشيخ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد وغيرهم كثير ...
وقد جمع الردود عليهم ورد عليهم أحد طلبة العلم في مجلد متوسط، اطلعت عليه قبل شهر تقريبا في مكتبة دار المحدث بالرياض وهي التي تبنت طبعه، فجزاه الله خيرا ...
¥