الشيخ، فيسرع النظر فيما صنع، وقد يضيف أشياء يسيرة من تمهيد أو خاتمة، ثم يضع اسمه على الكتاب أو الجزء أو الرسالة، ويخرج ذلك لتتداوله أيدي النساخ والقراء. ولا نستبعد أن تكون رسالته (البيان في رياضة الصبيان) من هذا القبيل.
ولعله ـ من ناحية أخرى ـ حين يستبد به عرام شهوته إلى التأليف قد يكتفي بتعقيبات أو تعليقات أو مايراه إصلاحاً لكتاب ما يراه محتاجاً إلى ذلك، فيخرج من هذا النحو كتباً، أو أجزاء، أو رسائل تحمل عناوين جديدة، وبذلك ترك لنا هذا المحصول الوافر من المجلدات والكتب.
*خاتمة: فضل السيوطي على المكتبة العربية الإسلامية:
ومهما يكن من أمر فإن الجلال بما أوعبه من معارف موسوعية متعددة الفنون والألوان، وبما أوتي من مقدرة فائقة على لملمة ما تشعث من نصوص للمعنى الواحد، وحصافة أصيلة في التهدي إلى موضوعات فيها الجدة والطرافة والابتكار، وسعة اطلاع على ذخائر ما زخرت به المكتبة العربية الإسلامية من موروث المعارف إلى عصره، كل ذلك ملكه قدرة مطواعة على أن يخرج للناس كتباً فرائد حفيلة في أبوابها، أمثال:
(الأشباه والنظائر في الفقه الشافعي)، و (الأشباه والنظائر في النحو) و (الإتقان) و (التحبير)، و (الدر المنثور)، و (المزهر)، و (لب الألباب) و (بغية الوعاظ في طبقات الحفاظ)، و (بغية الوعاة) و (حسن المحاضرة) و (الجامع الصغير)، و (همع الهوامع)، و (تاريخ الخلفاء)، و (الاقتراح) ونحو هذا الكثير الكثير، مما يقع بعضه في مجلدات عديدة، وبعض في مجلد واحد، وبعض يخرج أجزاء، أو رسائل تقع في أوراق قليلة. وقد أوفى الحديث عن ذلك مترجموه، ولعل ما قدمناه من إلماحات إلى ذلك يغني عما لا يتسع لمثله هذا المقام.
25/ 12/1992
*هوامش البحث:
(1) ـ روضة المقياس: حي في القاهرة. قال المقريزي في الخطط: 2/ 177: "الروضة: تطلق في زماننا هذا على الجزيرة التي بين مدينة مصر ومدينة الجيزة، وعرفت في أول الإسلام بالجزيرة وبجزيرة مصر، ثم قيل لها: جزيرة الحصن، وعرفت إلى اليوم بالروضة".
وقال في: ج2/ص: 185: "وبطرف الروضة المقياس الذي يقاس فيه ماء النيل اليوم، ويقال له: المقياس الهاشمي: وهو آخر مقياس بديار مصر".
وقد توفي المقريزي قبل ولادة السيوطي بأربعة أعوام، سنة: 845هـ.
(2) ـ الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة: 1/ 197.
(3) ـ الدرر الكامنة: 3/ 63.
(4) ـ الدرر الكامنة: 2/ 87.
(5) ـ الضوء اللامع بأعيان القرن التاسع: 4/ 145. ذيل الدرر الكامنة: الترجمة: 258.
(6) ـ الضوء اللامع: 2/ 6.
(7) ـ الضوء اللامع: 2/ 21.
(8) ـ الضوء اللامع: 2/ 36.
(9) ـ الضوء اللامع: 2/ 126.
(10) ـ الضوء اللامع: 10/ 350.
(11) ـ الضوء اللامع: 7/ 259.
(12) ـ شذرات الذهب في أخبار من ذهب: 8/ 9.
(13) ـ الضوء اللامع: 8/ 2 ـ 32. الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة: 1/ 53.
(14) ـ الكواكب السائرة: 1/ 301.
(15) ـ حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة: 1/ 337.
(16) ـ جلال الدين السيوطي: 106/ 107.
(17) ـ هي المدرسة الظاهرية البيبرسية: بخط بين القصرين في القاهرة: بناها الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري سنة: 662هـ، وتوفي الظاهر سنة: 676هـ. (الخطط المقريزية: 2/ 378).
(18) ـ حسن المحاضرة: 1/ 338، التحدث بنعمة الله: 203.
(19) ـ هو محمد بن علي بن وهب بن مطيع، تقي الدين، ابن دقيق العيد، القشيري، المصري، المالكي، ثم الشافعي، الحافظ، المحدث، ولد في شعبان سنة 625هـ، وتوفي بالقاهرة سنة: 702هـ (الدرر الكامنة: 4/ 91).
(20) ـ هو عمر بن رسلان، بن نصير بن صالح، سراج الدين، البلقيني، الكناني، الشافعي، الحافظ، ولد في شعبان سنة: 724هـ، وتوفي بالقاهرة في ذي القعدة سنة: 805هـ. (ذيل الدرر الكامنة، الترجمة: 181).
(21) ـ يشير إلى الحديث الشريف: "إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها". انظر: الجامع الصغير: 1/ 125)، ومقدمة كتاب نظم العقيان، لفيليب حتي: ش.
(22) ـ مقدمة كتاب نظم العقيان، لفيليب حتي: ش.
(23) ـ هو القاضي عضد الدين، عبد الرحمن بن أحمد الإيجي المتوفى سنة: 756هـ. (الدرر الكامنة: 2/ 322).
(24) ـ هو تقي الدين عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان، أبو عمرو، الشهرزوري، الشهير بابن الصلاح، الشافعي، الحافظ صاحب التصانيف، توفي بدمشق في ربيع الآخر سنة: 643هـ، (وفيات الأعيان: 1/ 312).
¥