[طلب حكم حديث (بينما رجل فيمن كان بقلكم كان في مملكته فتفكر فعلم ان ذلك منقطع ... )]
ـ[ابن مولود الكوردي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام
ما حكم حديث عبدالله بن مسعود، الذي رواه امام احمد و طبراني وغيرهم:
نص الحديث: بينما رجل فيمن كان قبلكم كان في مملكته فتفكر فعلم ان ذلك منقطع ... )
علما بأن علق عليه شيخ الارنؤوط بالضعف و شيخ احمد شاكر بالحسن وبارك الله فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[07 - 11 - 10, 04:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رواه الامام أحمد في المسند (451/ 1) و ابو يعلى (261/ 9) و الهيثم بن كليب الشاشي (158/ 1) في مسنديهما.
قلت: يرويه سماك بن حرب واختلف عنه , فرواه عنه:
1 - عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي [صدوق اختلط بآخره]
2 - قيس بن الربيع [سيئ الحفظ يضطرب في حديثه وكان يلقنه ابنه بعدما كبر]
كلاهما عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن ابيه ... به.
وخالفهما عمرو بن ابي قيس الرازي [صدوق يهم] فرواه عن سماك عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده ... بنحوه
قلت والطريق الاول أصح.
وقال الشيخ الالباني: ((فيمكن القول بأن سماكا سمعه عن القاسم عن أبيه، ثم سمعه من أبيه مباشرة. و لعل صنيع الهيثمي يشير إلى ذلك بقوله (10/ 219): " رواه البزار و الطبراني في " الأوسط " و " الكبير "، و إسناده حسن ". قلت: فجمع بين رواية البزار و
الطبراني مع اختلاف روايتهما عن سماك، كأنه يشير أنه لا اختلاف بينهما يضر))
قلت: بل هذا اختلاف يضر وليس سماك ممن يُتحمل منه ذلك , وسماك نفسه فيه كلام والراجح فيه أنه [صدوق في حفظه كلام و روايته عن عكرمة ضعيفة وهو مع هذا كله كَبُر فكان يُلقَّن فيَتَلَقَّن].
قلت: والذي ظهر لي أن هذا حديث [ضعيف] فيه علل منها:
1 - طريق المسعودي يرويها عنه يزيد بن هارون وهذه طريق ضعيفة لأن المسعودي كان قد اختلط ويزيد ممن سمع منه بعد الاختلاط.
2 - طريق قيس بن الربيع أيضا ضعيفة لضعف قيس.
3 - طريق عمرو بن ابي قيس مضطربة فقد رواه الذهبي و ابن قدامة بأسناد لا بأس به عنه عن سماك عن عبد الرحمن بن زيد عن ابيه عن ابن مسعود ... بنحوه!!!
فانظر كيف أصبح الحديث من رواية عبد الرحمن بن زيد عن ابيه!! ولم أجد سماكا يروي عن أحد اسمه عبد الرحمن بن زيد , و زيادة على هذا فقد تقدم أن هذه الطريق غير محفوظة.
4 - والعلة الاهم وهي العلة المشتركة بين كل ما تقدم من طُرُق وهي أن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لقي أباه ولم يسمع منه إلا أحاديث يسيرة وليس هذا منها قال إمام الائمة علي بن المديني في العلل: ((سمع من أبيه حديثين، حديث الضب، و حديث
تأخير الوليد للصلاة)) وقال الامام أحمد: ((كان له عند موت أبيه ست سنين)) وقال سفيان الثوري وغيره: ((سمع من ابيه)) وقد صرح في بعض هذه الاحاديث بالسماع من ابيه وقد روى امام المحدثين ابي عبد الله البخاري في التاريخ الصغير من طريق القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه انه قال: ((لما حضرت عبد الله الوفاة قلت له أوصني قال أبك من خطيتك ... )) قال الحافظ عن اسناد البخاري هذا: ((سنده لا بأس به)) وقال العجلي: ((يقال أنه لم يسمع من أبيه الا حرفا واحدا " محرم الحلال كمستحل الحرام ")) وقال الامام يحيى بن معين: ((لم يسمع لا هو ولا أَخوه أبو عبيدة من أبيهما شيئا))
قلت: أما أبو عبيدة فكل ما يرويه عن ابيه صحيح رغم أنه لم يسمع منه وعلى هذا مشى الائمة المتقدمون إلى أن وجدنا في زمن العجائب هذا من يُعِلُّ أحاديث أبي عبيدة عن ابيه بالانقطاع!!.
نعود إلى عبد الرحمن , قال يحيى في رواية أخرى: ((سمع من أبيه و من علي)) و قال أبو حاتم: ((سمع من أبيه)) وقال الحاكم: ((اتفق مشايخ أهل الحديث أنه لم يسمع من أبيه)) ثم تعقبه الحافظ بقوله: ((و هو نقل غير مستقيم)) و الراجح عندي أنه سمع لكن أحاديث يسيرة وقد قال الحافظ: ((الذي صرح فيه بالسماع من أبيه أربعة أحدها موقوف)) وليس ما سمعه محصور في هذه الاربعة فإن صرح بالسماع عن ابيه وكان الاسناد إليه جيدا فيعتمد ذلك.
و الخلاصة أن الحديث [ضعيف] وقد صححه الالباني في الصحيحة و البوصيري في الاتحاف وغيرهما , وضعفه الحافظ ابن طاهر المقدسي و غيره و كذلك الشيخ أبي اسحاق الحويني في تنبيه الهاجد.
و الله أعلم.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[07 - 11 - 10, 04:53 ص]ـ
وقد ضعفه أيضا كما الشيخ شعيب في تحقيق المسند للإمام أحمد و حسين سليم أسد في تحقيقه لمسند ابي يعلى.