4. طلب رجل من أهل اليمن يوم فتح مكة من الصحابة أن يكتبوا له خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفتح فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال: (اكتبوا لأبي شاه)، رواه البخاري.
5. حديث أنس: (قيدوا العلم بالكتاب) رواه الدارمي، وصححه السيوطي، وقال الهيثمي رجال الصحيح.
6. حديث رافع بن خديج: " قلت يا رسول الله إنا نسمع منك أشياء أفنكتبها؟ قال: (اكتبوا ولا حرج) " رواه الطبراني في الكبير.
7. كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتاب الصدقات والديات والفرائض والسنن لعمرو بن حزم.
8. قال النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه: (اتئوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده) رواه البخاري.
9. كتابة النبي صلى الله عليه وسلم للصحيفة بين المهاجرين والأنصار وبين المسلمين و اليهود.
رأي العلماء في تعارض هذه الأحاديث:
لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كتابة الحديث خشية اختلاطه بالقرآن الكريم الذي لم يكن قد جمع بعد، وكذلك خشية انشغال المسلمين بالحديث عن القرآن وهم حديثو عهد به، وإلى ذلك ذهب الرامهرمزي (ت 360هـ)، بقوله تعقيباً على حديث أبي سعيد الخدري وحديث أبي سعيد: "حرصنا أن يأذن لنا النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب فأبى، فأحسبه أنه كان محفوظاً في أول الهجرة، وحين كان لا يؤمن الاشتغال به عن القرآن ".
وأما أبو سليمان الخطابي (ت 388هـ) فقال: "وجهه والله أعلم أن يكون إنما كره أن يكتب شيء مع القرآن في صحيفة واحدة أو يجمع بينهما في موضع واحد تعظيماً للقرآن وتنزيهاً له أن يسوى بينه وبين كلام غيره ".
ولذلك فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة المتقنين للكتابة أن يكتبوا الحديث مثل عبد الله بن عمرو بن العاص حيث اطمأن إلى عدم خلطة القرآن بالحديث. وذهب بعض العلماء ورأيهم ينسجم مع ما ذكر آنفاً إلى أن أحاديث السماح بالكتابة نسخت أحاديث النهي عنها، وذلك بعد أن رسخت معرفة الصحابة بالقرآن فلم يخش خلطهم له بسواه، وممن ذهب إلى النسخ من المتقدمين ابن قتيبة الدينوري، ومن المعاصرين الشيخ أحمد محمد شاكر، وهذا الرأي لا يتعارض مع تخصيص بعض الصحابة مثل: عبد الله بن عمرو بالإذن في وقت النهي العام، لأن إبطال المنسوخ بالناسخ لا علاقة له ولا تأثير في تخصيص بعض أفراد العام قبل نسخه.
كتابة الحديث في جيل الصحابة كما وردت أحاديث في النهي عن الكتابة والسماح بها، كذلك وقف الصحابة مواقف متباينة من كتابة الحديث، فمنهم من كره الكتابة، ومنهم من أجازها، ومنهم من روي عنه الأمران، كراهية الكتابة وإجازتها وهذه مواقف بعض كبار الصحابة الذين كرهوا كتابة الحديث:
1. جمع أبو بكر الصديق رضي الله عنه خمسمائة حديث ثم أحرقها.
2. استشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصحابة في تدوين الحديث، ثم استخار الله تعالى في ذلك شهراً ثم عدل عن ذلك وقال: "إني كنت أريد أن أكتب السنن، وإني ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتباً فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله، وإني والله لا أشوب كتاب الله بشيء أبداً ".
3. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "أعزم على كل من كان عنده كتاب إلا رجع فمحاه، فإنما هلك الناس حين اتبعوا أحاديث علمائهم وتركوا كتاب ربهم ".
4. أتى عبد الله بن مسعود بصحيفة فيها حديث فدعا بماء فمحاها، وقال: "بهذا أهلك أهل الكتاب قبلكم حين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ".
5. وردت روايات تدل على كراهية صحابة آخرين للكتابة وهم: زيد بن ثابت، وأبو هريرة، وعبد الله بن عباس، وأبو سعيد الخدري، وعبد الله بن عمرو، وأبو موسى الأشعري، وقد أوضح كل من هؤلاء الصحابة أن سبب كراهته كتابة الحديث خوفه من انشغال الناس بها وانصرافهم عن القرآن الكريم.
أما مواقف الصحابة التي تدل على تجويزهم الكتابة فهي:
1. كتب أبو بكر الصديق رضي الله عنه لأنس بن مالك فرائض الصدقة التي سنها الرسول صلى الله عليه وسلم.
2. كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعتبة بن فرقد بعض السنن، ووجد في قائم سيفه صحيفة فيها صدقة السوائم.
3. كان عند علي رضي الله عنه صحيفة فيها العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر.
¥