تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[توسعة صحن الكعبة .. هل باتت ضرورة شرعية]

ـ[محمد المراغي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 06:39 م]ـ

توسعة صحن الكعبة

هل باتت ضرورة شرعية

(كل في فلك يسبحون)

لعل الناظر إلى حشود الطائفين الغفيرة في صحن الكعبة المشرفة لا يجد بدا من التساؤل:

ألم يحن الوقت لتوسعة صحن الكعبة؟ أليس واقع المطاف والطائفين يلح بذلك ويؤذن؟ أليس قد بات ذلك ضرورة شرعية وواقعية خاصة بعد أن رأينا الطائفين وقد أغلق دونهم المطاف بجحافل الطائفين المتكدسة رأيناهم يطوفون في سطح المسجد الحرام رغم شساعة مسافة المطاف فيه؟ وما موقف التوسعة الجديدة من ذلك؟ أسئلة أزفت آزفة طرحها، وتحتم الجواب. وبداية فإنني أعني بالصحن المطاف المحيط بذات الكعبة الذي يطاف فيه حولها، الذي ضاق عن الطائفين ضيقا ينبغي أن ينتبه إليه قبل التوسعة الجديدة، ليعد مخطط علمي جديد هندسي محكم تماما لعمليات توسعة الحرم الشريف ولتوسعة البلد الحرام مكة أجمعها شرفها الله، يوازي الزيادة المطردة الهائلة لمجيبي الأذان الجليل من الطائفين - في صحن الحرم الشريف - والعاكفين والركع السجود ويراعي فيه ما يلي:

* أن صحن الكعبة - وييدو ذلك واضحا جدا، ويزداد وضوحه يوما بعد يوم - لم يعد يحتمل المزيد من أعداد الطائفين والطائفات؛ مما قد يجعل الزيادة - وهي أمر واقع - خطرا على سلامة فلك الطواف يلجلج عجلة سباحته، مع عدم كفايته لطواف الأعداد المتزايدة؛ مما قد يربك حركة المناسك عامة، فضلا عن الموسمية منها – رمضان والحج -، ويضع الضيوف والمسؤلين في كافة المجالات في حرج بالغ، وموقف متأزم، لا حل له إلا التوسعة، التي ستكون تكلفتها، مع حتميتها، باهظة إن لم تدرك قبل تنفيذ التوسعة الجديدة.

* أن التوسعة الجديدة ستعني سد الطريق على توسعة هندسية

جراحية دقيقة، تنجز الهدف المنشود بأدنى الخسائر ودون التعرض المخل لتوسعة الملك فهد التي كلفت الملايين.

* أن تخطيط الحرم العلمي ينبغي أن يراعي أن حدود الحرم العام كلها – الحدود الشرعية البالغة أقصى حدود البلد الحرام - قد لا تكون يوما من الأيام، ولعله يكون قريبا، بعيدة من جباه الركع السجود، ما يعني النأي عن زرعها بما يعسر نزعه من متشامخ البنيان، وليكن هذا البنيان المتشامخ خارج حدود الحرم المكي العام، وذلك ضمن تخطيط يؤسس لمدينة مكية جديدة تقام كلها خارج حدود الحرم العام المحدد بالحدود الشرعية المعلومة، موازية لمكة المشرفة ومحيطة بها كامتداد عمراني طبيعي لها، بحيث تجعل حدود البلد الحرام رصيدا خالصا لتوسعات متتابعة مدروسة ومخططة للمسجد الحرام: مطافه ومسجده ومداخله ومخارجه، ولا يفتنن أحد بالظن أن ذلك بعيد التحقق، فإن نظرة واحدة إلى التكدس المتضاغط عاما بعد عام في حدود المطاف لا بد أن ترجع بإدراك مسيس الحاجة إلى توسعة الصحن، والحرم، ومكة جميعا التي من شعابها يفد الحجيج وفيها ينزلون.

* ينبغي أن تكون توسعة الصحن (المطاف) توسعة هندسية تقدر أبعاد وجود المسعى وتحديده مسافة معينة لهذه الجهة من المطاف لا يمكن توسعتها، مع إدراك أن هذا لا يعني مطلقا عدم جدوى تنفيس الصحن وترحيبه من باقي الجهات، إذ إن المسافة الحالية بين الكعبة والمسعى تعادل تقريبا ضعف المسافة بينها وبين بعض الجهات الأخرى، وحتى إن لم يكن ذلك فلا بد أيضا من توسعة الصحن فإن المحدودية في جانب لا تبرر التضييق في باقيها. بل سيكون حال الطائفين أقرب إلى حال أجرام السماء في دورانها، فإننا نرى فلكها يضيق في جانب مع اتساعه في باقي الجوانب، (كل في فلك يسبحون). فتوسعة الصحن ضرورة في كل الأحوال.

* لقد اطلعت على المخطط المستقبلي الافتراضي للحرم ولمكة، ولكنه، ومع تقديري له، قد أعد كعمل نهائي لوضع نهائي محدد، برغم أن الواقع بالنسبة لنا لا نهائي وليس بمحدد، إذ إن أعداد الحجيج في زيادة لا يمكن استيعاب معدلات تسارعها وضغطها، ويحرم مئات الآلاف وربما الملايين من الراغبين في الحج كل عام لهذا السبب، إن تكلفة إزالة هذه البنايات العملاقة، وربما للتو من إتمامها، ستكون باهظة وفوق حدود الاحتمال، وليس في بنائها خارج حدود الحرم أي مغبة شرعية، بل قد يكون ذلك مندوبا أو واجبا دخولا في قوله تعالى: {أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير