تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الحافظ الكبير ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ في «شرح علل الترمذي» ـ عند الكلام عن الحديث الغريب الذي هو ضد المشهور ـ (ص 300 ـ 301 بتحقيق صبحي السامرائي): «قال أبو بكر الخطيب: أكثر طالبي الحديث في هذا الزمان يغلب عليهم كَتْبُ الغريب دون المشهور، وسماع المنكر دون المعروف، والاشتغال بما وقع فيه السهو والخطأ من رواية المجروحين والضعفاء حتى لقد صار الصحيح عند أكثرهم مجتَنَباً، والثابت مصدوفاً عنه مطرحاً، وذلك لعدم معرفتهم بأحوال الرواة ومحلهم، ونقصان علمهم بالتمييز وزهدهم في تعلمه، وهذا خلاف ما كان عليه الأئمة من المحدثين والأعلام من أسلافنا الماضين.

وهذا الذي ذكره الخطيب حق، ونجد كثيراً ممن ينتسب إلى الحديث لا يُعْنَى بالأصول الصحاح كالكتب الستة ونحوها، ويُعْنَى بالأجزاء الغريبة، وبمثل مسند البزار، ومعاجم الطبراني، وأفراد الدارقطني وهي مجمع الغرائب والمناكير».

قلت: فإذا وجدتَ حديثاً في أحد «المعاجم» الثلاثة، رجاله كلهم ثقات أو صدوقون، فلا تتسرع بالحكم عليه بالصحة أو الثبوت، إذ لابد أن تجد فيه خللاً ما، من إعلال، أو شذوذ، أو عدم اشتهار بعضهم بالرواية عن بعض.

وقد يجتمع فيه الأمران جميعاً ـ كما في حديثنا هذا ـ المخالفةُ في الإسناد وانتفاءُ الرواية.

وليس هذا خاصاً بالطبراني وحده، و «مسند البزار»، و «أفراد الدارقطني»، فإنما ذكرها الإمام ابن رجب على سبيل التمثيل بقوله: «وبمثل مسند البزار ... ».

أما البزار فقد سمى كتابه «المسند المعلل» فهو يشبه في معناه «علل ابن أبي حاتم» و «علل الدارقطني»، وفي الغالب يكون الوجه الراجح هو الوجه المرسل، أو الموقوف أو الذي فيه راوٍ مبهم أو ضعيف التبس اسمه باسم ثقة ... إلخ.

نعم، لا تعدم أن تجد فيه حديثاً معلاًّ بالوقف على صحابي، فإن صح الإسناد فيكون أثراً صحيحاً، أو بالإرسال عن كبار التابعين الذين لايُسندون إلا عن أهل الثقة والصدق، أو لايروون إلا عن أصحاب النبي ـ ? ـ كسعيد ابن المسيب، وأبي أمامة بن سهل بن حنيف، ونحوهما فتكون لهم مكانة متميزة في الاحتجاج أو الاعتبار.


بلاد الأندلس دمع لم يجف ولن .. الحنين إليها دائم ومستمر .. تاريخ عز ومعزه .. علم وحضارة ومعرفة ..

ـ[بدر الرويلي]ــــــــ[21 - 12 - 10, 12:59 م]ـ
أشكر الجميع على مرورهم العطر، كما أشكرهم على الدرر التي أتحفونا بها ...

لكن سؤالي للأخ أبو الوليد الأندلسي ولباقي الأخوة المشاركين:

ماذكرتموه صحيح لاغبار عليه، وهو مقيد عندي، لكن جوهر السؤال هو:

هل كل ما انفرد به الطبراني ضعيف؟

أنا معكم أنه مجمع الغرائب والعجائب فهل هذه الغرائب في جميع أفراده؟

أنا أبحث عن نص أو قول لهذه القاعدة، وقد ذكرها لي أحد طلبة العلم ممن درسو على الشيخ ابن باز، إلا أني لم أجدها مكتوبةً ومنصوصاً عليها.

فمن توفرت لديه هذه المعلومة أرجو أن يتحفنا بها موثقةً.

ولكم مني خالص الدعاء ....

محبكم
أبو أسامة
بدر الرويلي

ـ[أبو الوليد الأندلسي]ــــــــ[21 - 12 - 10, 01:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم بدر الرويلي نفع الله بك
ظاهر قول الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف -رحمه الله تعالى- في الغالب يدل على ذلك.
وبالنسبة لهذه القاعدة تحتاج إلى جمع أفراد الحافظ الطبراني رحمه الله تعالى، ثم النظر في أسانيدها.
وحبذا أخي الكريم لو يفرد هذا الموضوع ببحث.
علما أن أحد المشايخ أخبرني مشافهة أنه يعمل على تحقيق مخطوط زوائد المعجم الكبير للطبراني للهيثمي.
وقد يستعان على هذا البحث بهذا الكتاب وكذلك بمجمع الزوائد، وجامع المسانيد لابن كثير وطبعا المعجم نفسه.
والله المستعان.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير