تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فِي غَيرِها مَسْدُودٌ، وهُوَ عَن طريقِ هُداهُ وَسَعادَتِهِ مَصدودٌ، بَل كُلَّما ازدادَ كَدَحاً وَاجتِهاداً: اِزدادَ مِنَ اللهِ طَرداً وَإبعاداً. ذلكَ بِأنَّهُ صَدََ عَن الصِّراطَ المُستَقيمَ، وَأعرضَ عَن الْمَنهَجَ القَويمَ، ووَقَفَ مَعَ آراءِ الرِّجالِ، وَرَضِيَ لِنَفسِهِ بِكَثرَةِ القيلَ وَالقالِ، وَأُخلِدَ إِلَى أَرضِ التَّقليدِ، وَقَنِعَ أَن يَكونَ عِيالاً عَلَى أَمثالِهِ مِنَ العَبيدِ، لَم يَسلُك مِن سُبُلِ العِلمِ مَناهِجَها، ولَم يَرتَقِ فِي دَرجاتِهِ مَعارِجَها، وَلا تَأَلَّقَت في خُلدِهِ أَنوارَ بَوارِقِهِ، وَلا باتَ قَلبُهُ يَتَقَلَّبُ بَينَ رِياضِهِ وَحَدائِقِهِ، لكِنَّهُ ارتَضَعَ مِن ثَدي مَن لَم تَطهُر بالعِصمَةِ لِبانُهُ، وَوَرَدَ مَشرِباً آجِناً طالَماكَدَّرَهُ قَلبُ الوارِدِ وَلسانُهُ، تَضِجُّ مِنهُ الفُروجُ والدّما والأَموالِ إِلَى مَنْ حَلَّلَ الحَلالَ وَحَرَّمَ الحَرامَ، وتَعُجُّ مِنهُ الحُقوقُ إِلَى مَنزِلِ الشَّرائِعِ وَالأَحكامِ، فَحَقَّقَ على مَن كانَ فِي سَعادَةِ نَفسِهِ ساعِياً، وكَانَ قَلبُهُ حَيّاً واعِياً، أَن يَرغَبَ بِنَفسِهِ عَن أَن يَجعَلَ كَدَّهُ وَسَعيَهُ فِي نُصرَةِ مَن لا يَملِك لَهُ ضَرّاً وَلا نَفعاً، وَأَن لا يُنزِلْها فِي مَنازِلِ الذينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وهُم يَحسَبُونَ أَنَّهُم يُحسِنونَ صُنعاً. فَإنَّ للهِ يَوماً يَخسَرُ فيهِ الْمُبطِلُونَ وَيَربَحُ فيهِ الْمُحِقُّونَ ? وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ? (الفرقان:27) ? يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَأُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ? (الاسراء:71)، فَما ظَنُّ مَن اتَّخَذَ غَيرَ الرَّسولِ إِمامَهُ، ونَبَذَ سُنَّتَهُ وَراءَ ظَهرِهِ، وَجَعَلَ خَواطِرَ الرَّجالِ وَآرائِها بَينَ عَينَيهِ وَأَمامَهُ، فَسَيَعلَمُ يَومَ العَرضِ أَيُّ بِضاعَةٍ أَضاعَ، وَعِندَ الوَزنِ ماذا أَحضَرَ مِنَ الجَواهِرِ أَو خرثى المَتاعِ [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn2). أحمده كثيرا عدد خلقه وكلماته وملء أرضه وسمواته وأسأله الصلاة على نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه و سلم وعلى آله أجمعين وعلى جميع النبيين والمرسلين وسلم تسليما

أما بعد: فلقد قام علماء الأمة الأفذاذ بالأمر الذي امرهم الله عز في علاه من تبليغ هذا الدين و تبينه للناس بشتى السبل و الوسائل , فكل حسب جهده و طاقته و تخصصه وطول باعه في علو م الشريعة ولما كانت السيرة النبوية هي التطيبق العملي للسنة النبوية و فيها من العبر و دعوة الناس للإقتداء بسيد البشر في جميع الأحوال والأزمان و لكل الأشخاص قام العلماء الأفذاذ بتدوينها و تعليمها للأجيال حتى ترسخ في نفوسهم تلك المعاني السامي في الدعوة و التعليم و الجهاد و الأخلاق و المعاملة و الحياة الإجتماعية التي و جدت في أكمل الخلق , فهو سيدنا و قدوتنا في كل الأحوال

فكل قام بواجبه الذي كلف به و حتى و قف المقام عند الإمام الحافظ أبوحاتم بن حبان فقام بواجبه تجاه السيرة النبوية فضمن مقدمة كتابه الثقات شيئا من ذلك البحر العظيم أسباب إختيار الموضوع:

فهذا بحث متواضع على قدر جهد المقل في إمام عظيم و كتاب قيم الا وهو السيرة النبوية من كتاب الثقات لإبن حبان البستي مقدم الى قسم فقه السنة في مادة على وفق النقاط التى كلفنا بها من قبل أستاذ المادة الستاذ الدكتور سليمان العريني حفظه الله ووفقه

أهمية هذا البحث:

إن أهمية هذا البحث متعلقة بأهمية السيرة النبوية و مدى الحاجة اليها و كذلك يزاد ذلك كون مؤلفه من كبار المحدثين و معلوم ان المحدثين هم اكثر الناس تحريا للصواب و نبذ الضعيف من الروايات و يكفيه شرفا أنه حكاية عن سيرة أفضل الخلق و أكملهم نبينا محمد صلى الله عليه و سلم

أسأل الله العظيم أن يجعله خالصا لوجه الكريم موجبا لرضوانه العظيم

خطة البحث:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير