المطلب السادس: عقيدة و أثرها في كتابه:
قال أبوسماعيل عبدالله بن محمد الأنصاري مؤلف كتاب "ذم الكلام " سمعت عبدالصمد بن محمد بن محمد, سمعت أبي يقول: أنكروا على أبي حاتم بن حبان قوله: النبوة " العلم و العمل "فحكموا عليه بالزندقة , هجر وكتب فيه إلى الخليفة،فكتب بقتله.
قال الذهبي: هذه حكاية غريبة، وابن حبان فمن كبار الائمة، ولسنا ندعي فيه العصمة من الخطأ، لكن هذه الكلمة التي أطلقها، قد يطلقها المسلم، ويطلقها الزنديق الفيلسوف، فإطلاق المسلم لها لا ينبغي، لكن يعتذر عنه، فنقول: لم يرد حصر المبتدأ في الخبر، ونظير ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: " الحج عرفة " ومعلوم أن الحاج لا يصير بمجرد الوقوف بعرفة حاجا، بل بقي عليه فروض وواجبات، وإنما ذكر مهم الحج.
وكذا هذا ذكر مهم النبوة، إذ من أكمل صفات النبي كمال العلم والعمل، فلا يكون أحد نبيا إلا بوجودهما، وليس كل من برز فيهما نبيا، لان النبوة موهبة من الحق تعالى، لاحيلة للعبد في اكتسابها، بل بها يتولد العلم اللدني والعمل الصالح. وأما الفيلسوف فيقول: النبوة مكتسبة ينتجها العلم والعمل، فهذاكفر، ولا يريده أبو حاتم أصلا، وحاشاه، وإن كان في تقاسيمه من الاقوال، والتأويلات البعيدة، والاحاديث المنكرة، عجائب، وقداعترف أن " صحيحة " لا يقدر على الكشف منه إلا من حفظه، كمن عنده مصحف لا يقدرعلى موضع آية يريدها منه إلا من يحفظه فكما هو معلوم لم يثبت على إبن حبان رحمه الله ما يقدح في عقيدته ولم يثبت في كتبه مايدل على ذلك بل كان على مذهب اهل السنة والجماعة كما هو واضح من خلال كتاب الثقات إذ أنه أكثر من تجريح اهل البدع بسبب بدعهم
المطلب السابع: وفاته:
توفي في مدينة بست في شوال سنة354فرحمه الله رحمة واسعة
المبحث الثاني:التعريف بالكتاب:
المطلب الأول: إسم الكتاب:الثقات
المطلب الثاني: منزلته بين كتب السير و المغازي:
يعد قسم السيرة من كتاب الثقات لإبن حبان من التصانيف التي دونت في التاريخ عامة , وتناول مؤلفوها السيرة في مقدمات هذه الكتب فالكتاب من المصادر التكميلية إذ ثمة مجموعة كبيرة من المؤلفات التي ثحدثت عن سيرة الرسول صلى الله وسلم على نحو مباشر و غير مباشر, وهي تأتي في المرتبة الثانية بعد المصادر الأساسية للسيرة من حيث الدقة و الهمية ,تكمل منظومة المصادر العديدة للسيرة النبوية.
المطلب الثالث: منهج المؤلف:
شرح الحافظ ابن حبان طريقته فقال:
فأول ما أبدأ في كتابنا هذا ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم ومولده ومبعثه وهجرته إلى أن قبضه الله تعالى إلى جنته ثم نذكر بعده الخلفاء الراشدين المهديين بأيامهم إلى أن قتل علي رضي الله عنه.
قلت: بدأ كتابه رحمه الله بمقدمة بين فيه سبب تأليفه للكتاب ثم ذكر فصولا هي:
1 - في الحث على لزوم سنة المصطفى
2 - ثم ذكر الحث على نشر العلم إذ هو خير ما يخلف المرء بعد
3 - ثم الخبر الدال على إستحباب حفظ تاريخ المحدثين
4 - ثم شرع رحمه الله بكتاب السيرة وقد قسم كتابه إلى ثلاث أقسام القسم: الأول: ما قبل الهجرة وابتداءه في ذكر مولد المصطفى ثم ذكر نسب ولد سيد آدم وأول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة إلى أن ختم هذا القسم بذكر بيعة الأنصار بالعقبة الآخرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
القسم الثاني: ذكر سيرته صلى الله عليه وسلم منذ بداية هجرته إلى المدينة فبدأه:
1 - بفصل ذكر هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى يثرب
2 - ثم ذكر قدومه إلى المدينة إلى أن انتهى بهذا القسم بفصل ذكر وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما القسم الثالث: قد ابتدأه بسيرة الخلفاء الراشدين فابتدأ هذا القسم بفصل قال:
1 - إستخلاف أبي بكر بن أبي قحافة الصديق رضي الله عنه وختمه بمقتل علي رضي الله عنه
2 - ثم أتبع هذا القسم بذكر الخلفاء بعد علي رضي الله عنه وختم هذا بالخليفة المطيع بن المقتدر العباسي وقال عنه: هو باق لا أدري ما الله صانع به إلا أنه خليفة يموت او يقتل لا محالة لأن له اسوة بمن فقدهم والله أعلم.
3 - وابن حبان رحمه الله أحيانا يسند وفي كثير من الأحيان لا يسند وغالب ما يسنده يكون في أول الباب.
المملكة العربيه السعودية
وزارة التعليم العالي
الجامعة الإسلامية
كلية الحديث الشريف و الدراسات الإسلامية
قسم/فقه السنة
مرحلة الماجستير
¥