والظاهر أن تأليف أبي نعيم لهذا الكتاب جاء تلبية لرغبة بعض الناس -وقد يكونون من طلبته- لجمع روايات في النبوة والدلائل والمعجزات وخصائص النبي صلى الله عليه وسلم.
المطلب السادس: موضوع الكتاب ومنهجه:
وهذا المنتخب يشمل مقدمة وواحدا وثلاثين فصلا،وذلك قد ضمن أبو نعيم مقدمته تعريف النبوة والنبي والرسول والوحي، وذكر أن النبوة التي هي سفارة بين الله تعالى وعباده لا تتم إلا بأربع بخصائص تتوفر في الأنبياء، وهي:
1 - الفضيلة النوعية: ومعناه أن الله تعالى لايختار للرسالة إلا من كان متقدما على من بعث إليهم.
2 - الفضيلة الإكرامية: ومعناه إمداد الله تعالى لرسله بلطائف وكرامات تثبت قلوبهم وتيسر عليهم مهمة البلاغ.
3 - الإمداد بالهداية: ومعناه إمداد الله تعالى لرسله بمواد الإرشاد.
4 - التثقيف عند الزلة: ومعناه تنبيه الله تعالى لرسله في لحظات الضعف وإرشادهم إلى ما هو الأصوب في علمه سبحانه وتعالى.
وأبو نعيم حافظ متقدم يسوق الأحاديث بأسانيده،ومنها الصحاح والحسان والضعاف والواهيات. وفيه عدة أحاديث موضوعة ومن جملة من ينقل عنهم بأسانيده من أئمة السير ابن إسحاق والواقدي والفريابي. وبالنظر في الأنموذج الذي ساقه محققا الكتاب من الجزء الأول الوحيد المتبقي بدار الكتب المصرية نلاحظ،كما لاحظ ذلك المحققان، أن من منهج أبي نعيم أنه يسوق الحديث بروايات متعددة ومن طرق مختلفة. وهو ما لانجده في المنتخب المطبوع، فلعل صاحبه حذف هذه المرويات واقتصر على واحدة منها طلبا للاختصار.
أما فصول الكتاب:
1 - فقد عرض فيها أبو نعيم (من الفصل 1 إلى 17) لفضل النبي صلى الله عليه وسلم وما ورد من البشارات في الكتب السابقة،وهواتف الجان وأخبار الكهان بنبوته. ثم عرض لما تضمنته أحداث سيرته صلى الله عليه وسلم من أعلام النبوة بدءا بولادته ونزول الوحي عليه وهجرته إلى المدينة.
2 - ومن الفصل 18 إلى 24 عرض فيها دلائل النبوة في شكوى البهائم والسباع للرسول وتسليم الأشجار وإطاعتهن له وبركته في الطعام وغيره وإجابة دعائه في أمور مختلفة ومواطن متفرقة.
3 - ومن الفصل 25 إلى 29 ذكر ما جرى من الآيات في غزواته وسراياه وما ظهر من الآيات لأصحابه في حياته وبعد وفاته، وما وقع من الآيات بوفاته صلى الله عليه وسلم.
4 - وختم هذه الفصول بعقد مقارنة (في الفصل 30) بين فضائل نبينا وآياته صلى الله عليه وسلم وفضائل وآيات بعض إخوانه الأنبياء السابقين وهم: إبراهيم وموسى وصالح وداود وسليمان ويوسف ويحيى وعيسى.
5 - وفي الفصل 31 ذكر حديث ابن أبي هالة وحديث عائشة رضي الله عنهما في صفته وأخلاقه صلى الله عليه وسلم. وكان حريا بهذا الفصل أن يلحق بالفصل 12 حيث ذكر هناك جملة من أخلاقه وصفاته صلى الله عليه وسلم.
هذا و صلى وسلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref1) - مقدمة الإستذكار
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref2)- مقدمة تهذيب السنن
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref3)
[4] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref4)
[5] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref5)
[6] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref6) - مقدمة الإستذكار
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref7)- مقدمة تهذيب السنن