قال سمير: وهذا الظن لا يغني من الحق شيئاً، والاحتمال الذي أورده في الراوي المقصود لم يقل به أحد، فيما أعلم، بل الراوي هو علي بن علي الرفاعي جزماً وتحقيقاً لا ظناً ولا تخميناً.
ولست أدري على أي أساس شكك في الراوي ثم غلب الظن الخاطئ، فإنه لا مجال هنا لأي احتمال، ويكفي الشيخ أن يراجع التهذيب [7/ 318] في ترجمة أبي المتوكل الناجي شيخ علي، ففيه ذكر أن من الرواة عنه: علي بن علي الرفاعي، ولم يذكر علي بن زيد بن جدعان.
وفي ترجمة علي الرفاعي من التهذيب [7/ 366] ذكر أيضاً أنه يروي عن أبي المتوكل الناجي ولم يذكر في ترجمة علي بن زيد [8/ 322] رواية له عن أبي المتوكل.
وهذه إحدى الطرق التي لا يجهلها المبتدئون في علم الحديث والرجال للتأكد من الرواة إذا اشتبهت عليهم أسماؤهم.
وطريقة أخرى هي الرجوع إلى من خرج الحديث من نفس الطريق، وكتب التخريج الأخرى، ففي مجمع الزوائد للهيثمي [10/ 151] قال:)) رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار والطبراني في الأوسط، ورجال أحمد وأبي يعلى وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح، غير علي بن علي الرفاعي، وهو ثقة ((اهـ.
وفي مسند أبي يعلى [2/ 296/ح1019] حدثنا شيبان حدثنا علي بن علي الرفاعي حدثنا أبو المتوكل الناجي ... الخ.
وفي مستدرك الحاكم [1/ 493] من طريق علي بن الجعد أخبرني علي بن علي الرفاعي ... الخ.
[10]-ص 117 وردت كلمة "سبب" في موضعين في السطرين الثالث والخامس، فعلق الشيخ ربيع في الحاشية على الموضع الثاني فقط بأن المناسب للسياق "سب"، وفاته الموضع الأول وهو مثله كذلك.
[11]-ص 117 ذكر في الحاشية كلاماً لابن عبد البر ثم عزاه إلى الموطأ، والصواب أن يعزوه إلى التمهيد شرح الموطأ.
[12]-ص 124 قال الشيخ في الحاشية:)) أو يكون هناك عدد من الوسائط بين محمد بن حميد وبين مالك فيهم كذاب أو كذابين ((.
قال سمير: والصواب: كذابون.
[13]-ص 126 ذكر الشيخ ربيع في الحاشية حديث أبي بكر في المسند وقال:)) رواه أحمد [1/ 4 - 5] بتحقيق أحمد شاكر [1/ 15] وصححه، وفي تصحيحه نظر، فإن في إسناده أبا هنيدة، قال الذهبي في الميزان [4/ 583]: لا يعرف.
ونقل أحمد شاكر عن ابن سعد أنه قال: كان معروفاً قليل الحديث ((اهـ.
قال سمير: تعجل الشيخ ربيع كعادته، فانتقد العلامة أحمد شاكر دون حجة، ووهم في الراوي المقصود، وكأنه لا يوجد في الرجال من يكنى أبا هنيدة إلا هذا، ولو تأنى ودرس الإسناد لعرف المراد.
فأبو هنيدة المذكور في رواية الإمام أحمد جاء مصرحاً باسمه فيه، قال أحمد: حدثني أبو نعامة قال: حدثني أبو هنيدة البراء بن نوفل عن والان العدوي عن حذيفة عن أبي بكر الصديق.
وأبو هنيدة، البراء بن نوفل، قال فيه ابن معين: ثقة [انظر الدوري 4/ 85]، وقال ابن سعد في الطبقات [7/ 226]: كان معروفاً قليل الحديث، وذكره ابن حبان في ثقاته [6/ 110] وقال:)) البراء بن نوفل أبو هنيدة: يروي عن والان العدوي عن حذيفة، روى عنه سليمان التيمي وأبو نعامة حريث بن مالك العدوي ((.
وذكره ابن شاهين في ثقاته ص76.
أما أبو هنيدة الذي وهم فيه الشيخ ربيع، أصلحه الله، فهو شخص آخر، ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات [7/ 668]، وقال:)) أبو هنيدة: يروي عن أبي ماوية روى عنه داود بن أبي هند ((، وهو الذي ذكره الذهبي في الميزان [4/ 583] وقال: لا يعرف.
[14]-ص 134 ذكر الشيخ ربيع في الحاشية قول الهيثمي في المجمع:)) ... وفيه حفص بن أبي داود القاري، وثقه أحمد وضعفه جماعة من الأئمة ((.
فقال الشيخ معقباً:)) أقول: وهم الهيثمي فيما نسبه إلى أحمد، فإنه لا يعرف عنه إلا الجرح في حفص، قال عبد الله بن أحمد في العلل (ص390) رقم (3606): سمعت أبي يقول: حفص بن سليمان -يعني أبا عمر () القاري- متروك الحديث ... ((.
قال سمير: وهذا من عجلة الشيخ، يوهم الحفاظ دون حجة، وكلام الهيثمي صحيح، فإن الإمام أحمد وثق حفصاً في رواية، فقد ذكر ابن عبد الهادي في كتابه "بحر الدم فيمن تكلم فيه الإمام أحمد بمدح أو ذم" ص117 ما نصه:)) حفص بن سليمان أبو عمر الأسدي: نقل حنبل عن أحمد: ما به بأس، وقال في المغني للذهبي (): وثقه أحمد في قول ((.
¥