[31]-ص 233 - 234 ذكر الشيخ ربيع في الحاشية حديث أحمد [5/ 317] من طريق موسى بن داود قال: ثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح أن رجلاً سمع عبادة بن الصامت يقول: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... الحديث.
قال الشيخ عقبه:)) وموسى بن داود هو الضبي أبو عبد الله الطرطوسي، صدوق فقيه زاهد له أوهام، من صغار التاسعة، فيبدو أنه ممن روى عن ابن لهيعة بعد اختلاطه، فالحديث على هذا ضعيف ((اهـ.
قال سمير: ذكر المحققون من أهل العلم أن رواية العبادلة عن ابن لهيعة أمثل من غيرها، أما رواية غيرهم عنه فهي ضعيفة.
وهناك ضعف آخر ظاهر جداً، وهو الرواي عن عبادة بن الصامت، وهو مبهم.
ثم رأيت الشيخ ربيعاً أعاد نفس الحديث وأعاد تخريجه في ص264 فقال فيه:)) وفي هذا الإسناد ابن لهيعة، وهو ضعيف، والراوي عنه ليس من العبادلة وليس ممن روى عنه قبل الاختلاط. وفيه الرجل المجهول الرواي عن عبادة ((.
فكأن الذي خرج الحديث في الموضع السابق في ص234 غير الذي خرجه في ص264.
[32]-ص 246 ذكر ابن تيمية حديث ابن عمر في البخاري:)) ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- يستسقي، فما ينزل حتى يجيش له ميزاب:
ثِمالُ اليتامى عصمة للأرامل ((وأبيضُ يُستسقى الغمام بوجهه
وضع الشيخ ربيع علامة الترقيم (2) على كلمة:)) له ((، وعلق عليها في الحاشية بقوله: [في الأصل:)) له ((والتصحيح من البخاري].
قال سمير: لم يفعل الشيخ ربيع شيئاً، فوضعه لكلمة:)) له ((في الأصل تناقض تعليقة في الحاشية، وكان ينبغي عليه أن يحذفها من الأصل، ليستقيم تعليقه.
أو يبقي الأصل كما هو، ويعلق في الحاشية بقوله مثلاً:)) كذا في الأصل، ولم أجدها في البخاري ((.
ثم إن الشيخ غفل عن كلمة:)) كل ((الواردة في البخاري قبل كلمة:)) ميزاب ((فرواية البخاري هكذا:)) حتى يجيش كل ميزاب ((ولا يستقيم المعنى دون كلمة:)) كل ((.
وثمة خطأ آخر، وهو أن الشيخ شكل البيت كما تراه، والصواب فتح ضاد كلمة:)) أبيض ((كما نبه إلى ذلك الحافظ في الفتح [2/ 496] حيث قال:)) بفتح الضاد وهو مجرور برُبَّ مقدرة، أو منصوب بإضمار أعني أو أخص، والراجح أنه بالنصب عطفاً على قوله:)) سنداً ((في البيت الذي قبله)).
ولم يشكل الحافظ كلمة:)) ثمال ((، ويجوز فيها الثلاثة أوجه، فالضم لأنه خبر لمبتدأ محذوف، والفتح والكسر تبعاً لكلمة:)) أبيض ((.
[33]-ص 272 قال الشيخ ربيع في الحاشية في السطر الثالث منها:)) وهذا إسناد رجاله رجال الصحيح إلا أبو خزيمة ... ((.
قال سمير: الصواب:)) أبا خزيمة ((.
[34]-ص283 قال ابن تيمية:)) فقد ثبت في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ((.
خرجه الشيخ ربيع من مسلم، ولم يكتف به بل ذكر له ثلاثة شواهد:
الأول: من طريق سويد بن عبد العزيز عن زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل مرفوعاً:)) ألا أخبرك عن ملوك الجنة؟ قلت: بلى. قال: رجل ضعيف مستضعف ذو طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره ((. وعزاه لابن ماجه.
والثاني: من طريق موسى بن داود ثنا محمد بن جابر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة مرفوعاً. وعزاه لأحمد.
والثالث: من طريق عبد الله بن أبي زياد حدثنا سيار حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا ثابت وعلي بن زيد عن أنس مرفوعاً بلفظ:)) كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره ((وعزاه للترمذي.
ثم قال الشيخ ربيع بعد هذا العناء الطويل:)) فهذا الحديث صحيح بمجموع طرقه ((.
قال سمير: حديث أخرجه مسلم في صحيحه لا يحتاج إلى كل هذا العناء والبحث وجمع الشواهد لتصحيحه بطرقه. هذه واحدة.
والثانية: هذه الشواهد كلها معلولة.
فالأول: فيه سويد بن عبد العزيز، قال عنه أحمد: متروك الحديث. وقال البخاري: فيه نظر. وقال الترمذي:كثير الغلط في الحديث. وضعفه ابن معين ويعقوب وأبو حاتم وغيرهم. انظر التهذيب [4/ 276].
والثاني: فيه محمد بن جابر السحيمي، قال البخاري: ليس بالقوي يتكلمون فيه، روى مناكير. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال أحمد: لا يحدث عنه إلا شر منه.
وقال ابن حبان: كان أعمى يلحق في كتبه ما ليس من حديثه ويسرق ما ذوكر به فيحدث به.
وضعفه ابن مهدي والعجلي ويعقوب والدارقطني وغيرهم. انظر التهذيب [9/ 89].
وفيه أيضاً أبو البختري، سعيد بن فيروز أرسل عن حذيفة. انظر التهذيب [4/ 72].
والثالث: فيه سيار العنزي، ضعفه ابن المديني وأبو داود والعقيلي وغيرهم انظر التهذيب [4/ 290].
قال سمير: فليت الشيخ حين لم يكتف بصحيح مسلم، أتى بروايات صحيحة، لكنه أورد مثل ما رأيت.
وهناك شواهد صحيحة أمثل من هذه أعرض عنها، منها حديث حارثة بن وهب قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((ألا أدلكم على أهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره ... ((الحديث.
أخرجه البخاري [11/ 541]، ومسلم [2853].
[35]-ص 286 جاء في أصل الكتاب في السطر الأول:)) والذين يتوسلون بذاته لقبول الدعاء وعدلوا عما أمروا به ... ((.
قال سمير: والصواب:)) عدلوا ((بحذف الواو.
[36]-ص 286 ذكر ابن تيمية حديثاً وقال:)) رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي ((. فخرجه الشيخ ربيع في الحاشية من الكتب الأربعة، وقال:)) وابن حبان في صحيح ... ((ثم قال:)) هؤلاء الأئمة الأربعة رووه بأسانيدهم إلى أبي هانئ حميد بن هانئ ... ((.
قال سمير: والصواب أن يقول:)) وابن حبان في صحيحه ((أو:)) في الصحيح ((.
وأن يقول:)) هؤلاء الخمسة ((لأن ابن حبان أيضاً رواه عن أبي هانئ. انظر الإحسان [5/ 290].
تنبيه:
يحتمل أن تكون الأخطاء النحوية والتصحيفات الواردة في هذا الكتاب، والذي قبله، بسبب الطباعة، لا من عمل المحقق، والله تعالى أعلم.
سمير المالكي من رسالته [بيان الوهم والإيهام] التي ذكرها أحد الإخوة سابقاً ..
¥