ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[22 - 03 - 02, 01:44 م]ـ
كلام مفيد جدا يا استاذنا محمد الامين:
ونتظر المزيد. وتعليق الاخوة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 03 - 02, 10:06 ص]ـ
حديث معلول أخرجه مسلم ولم يخرجه البخاري
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عشر من الفطرة وذكر منها المضمضمة والاستنشاق. هذا حديثٌ رواه الجماعة إلا البخاري. فمسلم (1\ 223) وأبو داود (1\ 14) وابن ماجة (1\ 107) في الطهارة، والترمذي (5\ 91) في الاستئذان، والنسائي (5\ 405) في الزينة، كلهم عن زكريا بن أبي زائدة (مدلّس) عن مصعب بن شيبة (ضعيف) عن طلق بن حبيب عن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت قال رسول الله (ص): «عشرٌ من الفطرة: قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء». قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة. قال مسلم: وحدثناه أبو كريب أخبرنا ابن أبي زائدة عن أبيه عن مصعب بن شيبة ثم في هذا الإسناد أنه قال: قال أبوه ونسيت العاشرة.
قلت هذا إسناد ضعيف لا تقوم به الحجة. ومما يدل على ضعفه تحسين الترمذي له في سننه (5\ 91). وهذا الحديث وان كان مسلم أخرجه في صحيحه فهو في الشواهد وليست في الأصول. وأشار الكثير من الحفاظ إلى أنه معلول كابن عبد البر وابن مندة وغيرهم. قلت: وفيه ثلاثة علل:
1 - فزكريا هذا مدلّسٌ ليّنه أبو حاتم، و قد عنعن في كل طرق الحديث!
2 - مصعب بن شيبة ضعيف. قال عنه الدراقطني ليس بالقوي ولا بالحافظ، و قال أحمد روى أحاديث مناكير، وقال أبو حاتم لا يحمدونه وليس بقوي، و قال النسائي منكر الحديث، وقال عنه إبن حجر ليّن الحديث، وقال الذهبي فيه ضعف. ولذلك أشار أبو نعيم الأصبهاني إلى ضعف هذا الحديث في مستخرجه على صحيح الإمام مسلم (1\ 318)، بقوله: «إسناده فيه مصعب بن شيبة، ليِّن الحديث». وقد جعل العقيلي هذا الحديث من منكرات معصب، كما في ضعفائه (4\ 197).
3 - الحديث أخرجه النسائي في المجتبى (5\ 405) من طريق سليمان التيمي وأبي بشر عن طلق بن حبيب موقوفاً. قال النسائي: «وحديث سليمان التيمي وجعفر بن إياس أشبه بالصواب من حديث مصعب بن شيبة، ومصعب منكر الحديث».
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 03 - 02, 07:01 ص]ـ
حديث يكثر المستشرقين من استخدامه في الطعن برسول الله صلى الله عليه وسلم
أبو الزبير ثقة يدلّس عن الضعفاء في حديث جابر ?، فما كان منه في صيغة العنعنة فهو ضعيف. وقد ذكر ابن حزم أن الليث بن سعد قال لأبي الزبير: أعلِم لي على ما سمعت من أحاديث من جابر حتى أسمعها منك. فعلّم له على أحاديث (لعلها 17 حديث)، فسمعها منه. ولذلك رأيت مسلم لا يخرج له إلا من طريق الليث، أو مقروناً بغيره، أو ما صرّح به بالسماع. وبقيت بضعة أحاديث لا تنطبق عليها تلك الشروط.
قال الذهبي في ميزان الاعتدال (6\ 335): «وفي صحيح مسلم عدة أحاديث مما لم يوضِّح فيها أبو الزبير السماعَ عن جابر، وهي من غير طريق الليث عنه، ففي القلب منها شيء. من ذلك حديث: "لا يحل لأحدكم أن يحمل بمكة السلاح" (#1356). وحديث "أن رسول الله ? دخل مكة وعليه عمامة سوداء بغير إحرام" (#1358). وحديث "رأى –عليه الصلاة والسلام– امرأةً فأعجبته، فأتى أهله زينب" (#1403). وحديث "النهي عن تجصيص القبور" (#970)، وغير ذلك».
قلت الحديث الأخير صرّح فيه أبو الزبير بالسماع من جابر، كما في النسخة المطبوعة من صحيح مسلم وكذلك في مستخرج أبي النعيم (3\ 49)، وباقي الأحاديث هي كما قال الحافظ الذهبي. ولم أجد في أول حديثين نكارةً، بخلاف الحديث الثالث الذي فيه طعنٌ برسول الله ?. وقد أخرجه مسلم بعدة ألفاظ منها (2\ 1021): حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الأعلى حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن أبي الزبير عن جابر: «أن رسول الله ? رأى امرأةً، فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها، فقضى حاجته. ثم خرج إلى أصحابه، فقال: إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان. فإذا أبصر أحدكم امرأةً، فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه». وأخرجه كذلك: حدثنا زهير بن حرب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا حرب بن أبي العالية حدثنا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله:؛أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فذكر أنه قال فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة»، ولم يذكر تدبر في صورة شيطان. ثم قال مسلم: حدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا معقل عن أبي الزبير قال، قال جابر، سمعت النبي ? يقول: «إذا أحدكم أعجبته المرأة، فوقعت في قلبه، فليعمد إلى امرأته فليواقعها، فإن ذلك يرد ما في نفسه».
والحديث مضطربٌ مردودٌ لانقطاع سنده ووجود النكارة الشديدة في متنه. وقد حاول بعض العلماء التكلف بالإجابة عن هذه النكارة بأجوبة ليست بالقوية، إلا أن الحديث الضعيف لا يُعبئ بشرحه أصلاً، والله أعلم.
¥