المرحلة الخامسة: وهي المرحلة التي سادت بين أوساط المشتغلين بهذا العلم – على قلتهم- في العصور المتأخرة وإلى يوم الناس هذا، وهي التي تعتمد أقوال المتأخرين في نقد الرجال، ولا سيما الأحكام التي صاغها الحافظ ابن حجر في "التقريب" حيث صار دستوراً لمشتغلين في هذا العلم، فيحكمون على أسانيد الأحاديث استناداً إليه، ولا يرجعون – في الأغلب الأعم – إلى أقول المتقدمين، ولم يكتفوا بذلك بل راحوا يعتمدون تصحيح أو تضعيف المتأخرين للأحاديث مثل الحاكم، والمنذري، وابن الصلاح، والنووي، والذهبي، وابن كثير، والعراقي، وابن حجر، وغيرهم من أن هؤلاء لم ينهجوا منهج المتقدمين في معرفة حال الراوي من خلال مروياته، وإنما اعتمدوا أقوال المتقدمين في نقد الرجال مع تساهل غير قليل عند بعضهم مثل الحاكم وغيره.
ثانياً: قواعد المصطلح والحكم على الرواة اجتهادية:
إن القواعد التي وضعها مؤلفو كتب المصطلح اجتهادية، منها ما هو مبني على استقراء تام، ومنها – وهو أغلبها – ما هو مبني على استقراء غير تام.
وكذلك الحكم على الرواة في الغالب، لم يبين على الاستقراء التام؛ فالأحكام الصادرة عن الأئمة النقاد تختلف باختلاف ثقافاتهم، وقدراتهم العلمية والذهنية، والمؤثرات التي أحاطت بهم، وبحسب ما يتراءى لهم من حال الراوي تبعاً لمعرفتهم بأحاديثه ونقدهم مروياته، وتبينهم فيه قوة العدالة أو الضبط أو الضعف فيهما، وقد رأينا منهم من ضعف محدثاً بسبب غلط يسير وقع فيه لا وزن له بجانب العدد الكثير من الأحاديث الصحيحة التي رواها، ووجدنا منهم من يوثق محدثاً على الرغم من كثرة أوهامه وأخطائه، قال العلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني صاحب "سبل السلام" في رسالته: "إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد": "قد يختلف كلام إمامين من أئمة الحديث في الراوي الواحد، وفي الحديث الواحد، فيضعف هذا حديثاً، وهذا يصححها، ويرمي هذا رجلاً من الرواة بالجرح، وآخر يعدله، وذلك مما يشعر أن التصحيح ونحوه من مسائل الاجتهاد التي اختلفت فيها الآراء" ().
وقال الحافظ المنذري في جوابه عن أسئلة في الجرح والتعديل ص83: واختلاف المحدثين في الجرح والتعديل كاختلاف الفقهاء، كل
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[03 - 05 - 03, 09:24 م]ـ
بارك الله في الإخوة الكرام على جهودهم المتواصلة نفع الله بها.
واود التنبيه لئلا يحصل خلط بين الأسماء والمسميات
فإبراهيم بن سعيد الصبيحي صاحب كتاب "النكت الجياد" غير الدكتور إبراهيم بن محمد الصبيحي الأستاذ بقسم السنة وعلومها. فلينتبه لذلك ولينسب كل قول إلى قائله.
ودمتم بخير وعافية.
ـ[الطالب الصغير]ــــــــ[04 - 05 - 03, 02:56 م]ـ
شكر الله لك أخي هيثم وجزاك الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 05 - 03, 04:42 ص]ـ
كأن مقالة الأرنؤوط فيها نقص في آخرها. أرجو من الشيخ هيثم الاستدراك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 08 - 04, 11:16 م]ـ
كأن مقالة الأرنؤوط فيها نقص في آخرها. أرجو من الشيخ هيثم الاستدراك.
لعلنا نكمل النقص بإذن الله تعالى.
ـ[خالد العوفي]ــــــــ[20 - 08 - 04, 12:08 ص]ـ
بارك الله في جهود الجميع
مقالات مضيئة، محررة
هي منهج ونبراس لمن أرد الطريق الصحيح
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 05 - 07, 04:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا