هنا سؤال ملح ومهم: هل يُحفظ عن أحد من السلف القول بوجوب وضع اليدين على الصدر او الاستحباب؟ واذا لم يوجد .. ألا يكون ما ذهب اليه الألباني قولا شاذا .. حيث انه احداث قول جديد في المسألة؟ جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 07 - 03, 09:35 ص]ـ
لأن عددا من الإخوة استنكروا ما ذكر في الموضوع من تفرد يحيى بن سعيد القطان بلفظة (على صدره) فقد ذكرت عددا من الأمثلة على ما ذكره العلماء حول تفرده ببعض الألفاظ، وهي:
قال ابن رجب في فتح الباري (3/ 130) (وقد روي مرفوعا من حديث يحيى بن سعيد عن سفيان عن منصور عن ربعي بن حراش عن طارق بن عبدالله المحاربي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا كنت في الصلاة فلا تبزق عن يمينك ولا بين يديك ولكن ((((خلفك)))) أو تلقاء شمالك أو تحت قدمك اليسرى)
خرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي وصححه 000000
وقد أنكر الإمام أحمد هذه اللفظة في هذا الحديث وهي قوله (((خلفك))) وقال (لم يقل ذلك وكيع ولا عبدالرزاق
قال الدارقطني: (هي وهم من يحيى بن سعيد ولم يذكرها جماعة من الحفاظ من أصحاب سفيان وكذلك رواه أصحاب منصور عنه لم يقل احمد منهم ((ابزق خلفك)) انتهى
فقد استنكر أحمد والدارقطني على يحيى بن سعيد تفرده بلفظة (خلفك)
وقال ابن رجب في فتح الباري (3/ 396) (وخرجه الإسماعيلي أيضا من رواية حاتم هو ابن اسماعيل عن الجعيد عن السائب لم يذكر بينهما يزيد بن خصيفة واشار إلى ترجيح هذه الرواية على رواية ((((القطان))))) انتهى
وقال الحافظ ابن رجب في فتح الباري (8/ 131) (في الكلام على حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر يوم الجمعة (الم تنزيل) السجدة و (هل أتى على الإنسان)
(وقد رواه يحيى القطان عن سفيان فقال في حديثه: وفي الثانية (هل أتاك حديث الغاشية)
خرجه من طريقه الإسماعيلي في صحيحه (((((والظاهر أن ذلك وهم منه))) انتهى يعني من القطان
ويراجع كذلك (7/ 169) من فتح الباري لابن رجب مع الحاشية
ولو تتبعت كتب العلل لوجدت أمثلة اخرى
ويضاف لما سبق:
ما ذكره الخطيب البغدادي في الفصل للوصل المدرج (2/ 671)
((وكان محمد بن علي يرسل هذه الكلمات عن علي ويقول لم يذكرها جابر بن عبد الله في حديثه بين ذلك وهيب بن خالد وعبد الملك بن جريج ويحي بن سعيد القطان في روايتهم هذا الحديث عن جعفر بن محمد بن علي
وكان يحيى بن سعيد يدرج في روايته أيضا أحرفا ويجعلها مرفوعة وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عند مقام إبراهيم ركعتين وقرأ فيهما ب (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد))) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 09 - 03, 10:29 ص]ـ
قال طارق عوض الله في الإرشادات ص 82 - 83
فمن ذلك:
ما رواه الإمام أحمد (1): حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال حدثني عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن صفوان بن عسال قال: قال رجل من اليهود: انطلق بنا إلى هذا النبي. قال: لا تقل: النبي؛ فإنه لو سمعها كان له أربعة أعين ـ وقص الحديث ـ، فقالا: نشهد أنك رسول الله (2).
ذكر عبد الله ابن الإمام أحمد، عن أبيه، أنه قال:
" خالف يحيى بن سعيد غير واحد (3)، فقالوا: " نشهد أنك نبي "؛ ولو قالوا " نشهد أنك رسول الله " كانا قد أسلاما؛ ولكن يحيى أخطأ فيه خطأً قبيحاً ".
فأنت ترى الإمام أحمد ـ عليه رحمة الله ـ قد قضى على خطأ يحيى بن سعيد القطان في هذا الحديث، بأنه "خطأ قبيح"؛ ومعنى هذا: أنه فاحش شديد، لا سبيل لقبوله.
ويحيى؛ هو يحيى في الحفظ والإتقان والتثبت، ولكن أحمد لم يعلق الحكم على روايته بما يعرفه من حاله في الحفظ والإتقان، ولو كان كذلك لما تردد في قبولها؛ ولكنه نظر في روايته، وتأملها من حيث المعنى، وقابلها برواية غيره من الثقات؛ فتبين لديه أنها رواية شاذة غير مقبولة، وأن يحيى أخطأ فيها، وإن كان ثقة حافظاً، واعتبره " خطأ قبيحاً " مع أنه من ثقة.
هذا؛ وقد علمت أن الخطأ الذي وقع فيه يحيى القطان خطأ في المتن، أدى إلى فساد المعنى.
ومعنى هذا: أن الراوي إذا أخطأ في المتن بما يؤدي إلى فساد معناه كان خطؤه شديداً؛ فلا يحتج بروايته، ولا يُعتبر بها، ولو كان الراوي ثقة.
الحواشي:
(1) رواه عنه ابنه في "العلل" (4286)، وهو في "المسند" (4/ 240). وذكر الخلال في "جامعه" في كتابه "أهل الملل والردة" (2/ 373) من طريق عبد الله بن أحمد في "العلل".
(2) زاد فيه "العلل": "? "، وأظنها زيادة ناسخ؛ فهي ليست عند الخلال، ولا في "المسند".
(3) منهم: غندر، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن إدريس، وأبو أسامة، والطيالسيان.
أخرجه: أحمد (4/ 239). والترمذي (2733)، وابن ماجه (3705)، والنسائي في "الكبرى" (تحفة 4/ 192)، وانظر: المحدث الفاصل "للرامهرمزي" (ص 248).
¥