[هل هذه الزيادة في صحيح البخاري شاذة؟]
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[24 - 03 - 02, 05:55 ص]ـ
قال الإمام البخاري (رحمه الله):
حدثنا عبيدالله بن سعد بن إبراهيم حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: اختصمت الجنة والنار إلى ربهما، فقالت الجنّة: يا ربّ ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟، وقالت النار: أوثرت بالمتكبرين، فقال الله (تعالى) للجنّة: أنت رحمتي، وقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، ولكلّ واحدة منكما ملؤها، قال: فأمّا الجنّة فإنّ الله لا يظلم من خلقه أحداً، وإنّه ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها فتقول: هل من مزيد ثلاثاً، حتى يضع فيها قدمه فتمتلئ ويردّ بعضها إلى بعض وتقول: قط قط قط.
قلت هذه الزيادة ليس في شيء من طرق الحديث الأخرى:
1) ليست في طرق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة،
2) وليست في طرق محمّد بن سيرين عن أبي هريرة،
3) وليست في طرق همّام بن منبه عن أبي هريرة،
4) وليست في طرق عبدالرحمن بن عوف الجهني عن أبي هريرة،
والذي عند هؤلاء هو:
"فأمّا النار فلا تمتلئ حتى يضع الربّ (تبارك وتعالى) فيها رجله، فتقول: قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله (عز وجل) من خلقه أحداً، وأمّا الجنة فإنّ الله (عز وجل) ينشئ لها خلقاً".
فما قول الإخوة؟ وإذا كانت الزيادة خطأ: فما هو مصدر الخطأ؟
هل يخلق الله أناساً لا لشيء سوى لتعذيبهم في جهنّم؟
ـ[احمد بخور]ــــــــ[24 - 03 - 02, 06:15 ص]ـ
قال ابن حجر في الفتح قال أبو الحسن القابسي المعروف في هذا الموضع أن الله ينشئ للجنة خلقا وأما النار فيضع فيها قدمه قال: ولا أعلم في شيء من الأحاديث أنه ينشئ للنار خلقا إلا هذا انتهى
فكأنها خطأمن احد الرواة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 03 - 02, 08:46 ص]ـ
جزم ابن حزم وابن تيمية بأنها خطأ من الرواة، بناء على ما قدمه الأخ حمدان، وبناء على نكارة المتن. وأجاب بعض العلماء عن هذا الأخير بوجوه فيها بعض التكلف، والله أعلم.
والراجح عندي أنها زيادة شاذة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 03 - 02, 05:17 م]ـ
زاد المعاد ج: 1 ص: 226
وكما انقلب على بعضهم حديث لا يزال يلقى في النار فتقول هل من مزيد إلى أن قال وأما الجنة فينشىء الله لها خلقا يسكنهم إياها فقال وأما النار فينشىء الله لها خلقا يسكنهم إياها
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[24 - 03 - 02, 07:30 م]ـ
بارك الله في الجميع
كنت في صدد وضع هذه الزيادة ضمن موضوعي (الجامع للروايات والزيادات الشاذة).
لكن لا مانع من ذكر كلام الإمام ابن القيم والحفظ ابن كثير رحمهما الله:
قال الإمام ابن القيم في ((أحكام أهل الذمة)) (2/ 87 ـ 89) دار الكتب العلمية:
[قال شيخنا: وهذه حجة باطلة، فإن هذه اللفظة وقعت غلطاً من بعض الرواة، وبينها البخاري رحمه الله تعالى في الحديث الآخر الذي هو الصواب، فقال في ((صحيحه)): (وذكر الحديث دون الزيادة).
ثم قال: [هذا الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا ريب]
(ثم ذكره بالزياده)
ثم قال: [فهذا غير محفوظ، وهو مما انقلب لفظه على بعض الرواة قطعاً كما انقلب على بعضهم أن بلال يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، فجعلوه: إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال.
وهذا له نظائر من الأحاديث المقلوبة من المتن.
وحديث الأعرج عن أبي هريرة هذا لم يحفظ كما ينبغي، وسياقه يدل على أن راويه لم يقم متنه، بخلاف حديث همام عن أبي هريرة].
وقال الحافظ ابن كثير في ((تفسيره)) (3/ 31):
[طعن جماعة من العلماء في اللفظة التي جاءت معجمة في ((صحيح البخاري)) عند قوله تعالى {إن رحمة الله قريب من المحسنين}
حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن الأعرج بإسناده إلى أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((اختصمت الجنة والنار)) فذكر الحديث إلى أن قال: ((وأما الجنة فلا يظلم الله من خلقه أحداً وإنه ينشيء للنار خلقا فيلقون فيها فيقول هل من مزيد؟ ثلاثا)) وذكر تمام الحديث.
فهذا إنما جاء في الجنة لأنها دار فضل، وأما النار فإنها دار عدل لا يدخلها أحد إلا بعد الإعذار إليه وقيام الحجة عليه.
وقد تكلم جماعة من الحفاظ في هذه اللفظة وقالوا لعله انقلب على الراوي بدليل ما أخرجاه في ((الصحيحين)) و اللفظ للبخاري من حديث عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تحاجت الجنة والنار)) فذكر الحديث، إلى أن قال: ((فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع فيها قدمه فتقول قط قط فهنالك تمتلئ وينزوي بعضها إلى بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدا، وأما الجنة فإن الله ينشيء لها خلقا))]
¥