تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك.

قال بريد: فدخلت على محمد بن علي الشعب، فحدثته بهذا الحديث، عن أبي الحوراء، عن الحسن، فقال: صدق، هن كلمات علمناهن أن نقولهن في القنوت. وأخرجها الدولابي في الذرية الطاهرة (129).

وأخرجها البيهقي بإسناده من طريق العلاء بن صالح عن بُريد في الدعوات الكبير (380)

قلت: فهذه متابعات صحيحة من الحسن بن عبيد الله والعلاء بن صالح , لأبي إسحاق وابنه وفيها تصريح شيخهم وشيخ شعبة بُريد بن أبي مريم بأن هذا الدعاء في القنوت.

بل قد رويت هذه اللفظة من طريق شعبة أيضاً وأخرجها الطبراني في الكبير وفي الدعاء بإسناد حسن من طريق عمرو بن مرزوق مما يدل على أن الزيادة والنقصان ليست من باب الشذوذ وإنما من باب رواية الحديث مقطعاً وذلك أنه قد جاءت رواية لشعبة لم يذكر من المتن إلا قوله " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " وهي عند النسائي (5220) , وكذلك جاءت رواية لشعبة وأقتصر فيها على قصة أخذ الحسن من تمر الصدقة وكذلك غيره من الرواة , فدل ذلك على أن تقطيع الحديث بحسب الغرض من الرواية فوجب قبول لفظة الوتر لوجودها في أحدى روايات شعبة والله أعلم

وأما ما نُقل عن الإمام أحمد فهو غلط على الإمام , لأن الإمام يقصد بنفي ثبوت شيء أي في مسألة ((متى يكون الدعاء , أقبل الركوع أم بعده؟)) وفي مسألة ((متى يكون القنوت لغير النوازل , أفي العام كله أم في رمضان فقط؟)).

جاء في زاد المعاد: وقال أحمد في رواية ابنه عبد الله: أختار القنوت بعد الركوع، إنَّ كُلَّ شيء ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في القنوت، إنما هو في الفجر لمَا رفع رأسه من الركوع، وقنوت الوتر أختارُه بعد الركوع، ولم يصحَّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قنوت الوتر قبلُ أو بعدُ شيء.

وقال الخلاَّل: أخبرني محمد بن يحيى الكحال، أنه قال لأبي عبد الله في القنوت في الوتر؟ فقال: ليس يُروى فيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيء، ولكن كان عمر يقنُت من السنة إلى السنة. انتهى

فرواية عبد الله بن أحمد ظاهرة في أنها عند محل الدعاء , وأما رواية الخلال وقوله ((ليس يُروى)) قطعاً ليس على صيغة دعاء القنوت وإنما على فعله ومتى يكون , ويؤكد ذلك ما أخرجه أبودواد في مسائل الإمام أحمد [ط طارق عوض الله (483)]: قيل لأحمد وأنا أسمع: تختار من القنوت شيئاً؟ قال: كل ما جاء به الحديث لا بأس به. انتهى

قال أبو عبد الله الحاكم في المستدرك (7700): " حديث بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي في دعاء القنوت الذي علمه النبي صلى الله عليه و سلم: اللهم اهدني فيمن هديت أشهر من أن يذكر إسناده و طرقه ". انتهى

قال ابن دقيق العيد في الإلمام: " وَعَن أبي الْحَوْرَاء، قَالَ: الْحسن بن عَلّي: عَلمنِي رَسُول الله [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ] كَلِمَات أقولهن فِي الْوتر، وَفِي رِوَايَة: فِي قنوت الْوتر .... وَهُوَ مِمَّا ألزم الشَّيْخَانِ تَخْرِيجه ". انتهى

وقول ابن دقيق ((مما ألزم الشيخان تخريجه)) يشير إلى إخراج الدارقطني لحديث الحسن في إلزاماته لصاحبي الصحيح البخاري ومسلم.

قال الدارقطني في الإلزامات: " الحسن بن علي بن أبي طالب حديث بريد، عَن أبي الحوراء ". انتهى

وقال ابن عبد البر في الاستذكار: " وهذا يرويه الحسن بن علي من طرق ثابتة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه هذا الدعاء يقنت به في الصلاة ". انتهى

والله أعلم وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم والحمد لله رب العالمين.

ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[09 - 10 - 09, 11:12 م]ـ

2 – العلاء بن صالح (لا بأس به): (رواه محمد بن بشر العبدي عنه دون ذكر الوتر، وخالفه أبو أحمد الزبيري فذكره مقيدًا بالوتر، ورواية محمد بن بشر أولى).

بل في رواية العلاء بن صالح ذُكر القنوت في كلا الطريقين:

1 - أخرج البيهقي في الدعوات الكبير (380): وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا علي بن حمشاذ العدل حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي حدثنا أحمد بن يونس حدثنا محمد بن بشر العبدي حدثنا العلاء بن صالح حدثني بريد بن أبي مريم حدثنا أبو الحوراء قال: سألت الحسن بن علي عليه السلام: ما عقلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: علمني كلمات أقولهن: ((اللهم اهدني فيمن هديت)) فذكر الحديث بمثله إلا أنه قال: ((لا يذل من واليت)) لم يذكر الواو. قال بريد: فذكرت ذلك لمحمد بن الحنفية فقال: إنه الدعاء الذي كان أبي يدعو به في صلاة الفجر في قنوته.

2 - وأخرج الطبراني في الدعاء (748): حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عمرو بن محمد الناقد ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا العلاء بن صالح عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال علمني رسول الله أن أقول في قنوت الوتر فذكر نحو حديث شعبة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير