حاتم و هو جده لأمه و عنه حجاج بن أرطاة والربيع والفضل أبناء سعد الجعفي ومساور الوراق و المسيب بن شريك و معن بن عبدالرحمن المسعودي.
خرج له مسلم وأبو داود و الترمذي في "الشمائل" والنسائي و ابن ماجة كلهم من طريق مساور الوراق عنه عن أبيه عمرو بن حريث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خطب الناس وعليه عمامة سوداء".
ولعله ليس له في الستة إلا هذا الحديث.
وذكره البخاري في "الكبير" (2/ 193) وسكت عنه، ومثله ابن أبي حاتم (2/ 484) وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن حجر ف ي"التقريب": مقبول. وأما الذهبي فقال في "الكاشف": ثقة.
قلت: ويبقى و يظهر أن الذهبي وثقه لاستقامة حديثه ولتخريج مسلم له وحديثه صحيح.
7. أسامة بن حفص المدني روى عن عبيد الله بن عمر و موسى بن عقبة وهشام بن عروة و يحيى بن سعيد الأنصاري وعنه إبراهيم بن حمزة الزبيدي وابن زبالة ومحمد بن عبيد الله المديني ويحيى ابن أبي قتيلة.
ذكره البخاري في "الكبير" (2/ 23) وقال: عن هشام بن عروة سمع منه محمد بن عبيد الله. اهـ ولم يذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل".
وقال اللالكائي: مجهول. روى له البخاري (7055) حديثا واحدا بمتابعة أبي خالد الأحمر و الطفاوي كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه دعنا عن عائشة أن أناسا يأتونا باللحم. . . وقد تابعه على رفعه جماعة وهو في "الموطأ" موقوف. اهـ
ينظر "تهذيب الكمال" و " تهذيبه". وقال الأزدي: ضعيف. وقال الذهبي في "الميزان": صدوق، ضعفه أبو الفتح الأزدي بلا حجة. و قال اللالكائي: مجهول. قلت: روى عنه أربعة. اهـ وسكت عليه في "الكاشف" وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق.
وقال في الفتح (9/ 634): هو شيخ لم يزد البخاري في "التاريخ" في تعريفه على ما في هذا الإسناد وذكر غيره أنه روى عنه أيضا يحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة ولم يحتج البخاري
بأسامة هذا، لأنه قد أخرج هذا الحديث من رواية الطفاوي و غيره. . . " اهـ
قلت: وقد ذكر الاختلاف الذي وقع في الحديث في وصله وإرساله.
8. محمد بن عبدالرحمن بن عبدالله مولى الزهريين،قال الذهبي في "الميزان" (3/ 622): فيه جهالة، خرج له مسلم عن أبي سلمة، تفرد عنه يحيى بن أبي كثير. اهـ
وقال ابن حجر في " التقريب": مجهول.
وفي "تهذيب الكمال": روى عن عباد بن أوس وأبي سلمة بن عبدالرحمن. . . يقال إنه ابن ثوبان. اهـ
9. عبدالله بن محمد بن معن، روى عن أم هشام،وثق، وفيه جهالة احتج به مسلم، ما روى عنه سوى خبيب بن عبد الرحمن، فروى عنه عن بنت حارثة بن النعمان قالت: ما حفظت سورة "ق" إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب بها يوم الجمعة.
قلت: قد توبع في مسلم (ينظر "الصحيح" 872، 873).
وهؤلاء الرواة الذين تقدم ذكرهم وغيرهم: بعضهم ليس بالمشهور الشهرة التامة، وبعضهم دون ذلك، وهذه الأمثلة تدل على احتياط البخاري ومسلم فيمن خرجا له، وصحة كتابيهما، وأنهما - بدون شك - في الدرجة العليا من الصحة، ذلك لأنهما عندما خرجا لمن ليس بالمشهور انتقيا ما كان مستقيما من حديثه، و أخرجا ما توبعوا عليه في الغالب، وبعض هؤلاء الرواة روى عنه بعض كبار الأئمة، هذا يعد قرينة على قوة حديثهم، والله تعالى أعلم.
فصل
في من صحح من الأئمة أحاديثَ رواةٍ فيهم جهالة
من الأئمة الذين وُقف لهم على تصحيح لأحاديثِ بعضِ من فيهم جهالة:
1. أبو عيسى الترمذي، فقد أخرج حديثا (823) من طريق محمد بن عبدالله بن الحارث بن نوفل أنه سمع سعد بن أبي وقاص. . . و ذكر الحديث في متعة الحج، ثم قال: هذا حديث صحيح.
قلت: ومحمد بن عبدالله ذكره ابن حبان في "الثقات"، وجزم ابن عبدالبر بأن الزهري تفرد بالرواية عنه، وقال: ولا يعرف إلا برواية الزهري. وسكت عنه الذهبي في "الكاشف". وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول.
وصحح أبو عيسى أيضا حديث الهرة (92) و قد صححه معه جمع من الحفاظ، وهو من طريق حميدة بنت عبيد بن رفاعة عن كبشة عن أبي قتادة.
وحميدة وكبشة غير مشهورتين، قال ابن مندة: وحميدة وخالتها كبشة لا يعرف لهما رواية إلا في هذا الحديث، ومحلهما محل الجهالة اهـ من "نصب الراية" (1/ 137)، وذكر الذهبي كبشة ضمن النساء المجهولات.
¥