2 - و قد خالفهم: أبومعاوية عند سعيد بن منصور في " سننه " (2/ 67 - 68) و عمار بن زريق عند الدارقطني في " علله " () معلقا؛ و سعيد بن عبيدة عند الدارقطني أيضا في " علله " () معلقا و ابن حجر في " تغليقه " (4/ 457) موصولا؛ فجعلوه عن الأعمش عن أبي ظبيان موقوفا من غير ذكر ابن عباس.
و رجح الدارقطني رواية وكيع و ابن فضيل و من تابعهما فقال:" و قول وكيع و ابن فضيل أشبه بالصواب ".و وافقه ابن حجر في " تغليق التغليق " (4/ 457) فقال:" و الأول - يعني رواية من ذكر ابن عباس - أولى " اهـ.
و الظاهر أن أباظبيان كان ينشط مرة و يقصر أخرى، و لا ضير في ذلك.
و قد قال الترمذي في " العلل الكبير " (2/ 594): " روى غير واحد عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس عن عمر موقوفا، و كان هذا أصح من حديث عطاء بن السائب ".
قلت: و هو الطريق الثاني:
(ب) - و هو رواه عطاء بن السائب عن أبي ظبيان عن علي مرفوعا.أخرجه أبوداود (رقم: 4402) و الترمذي معلقا في " جامعه " (6/ 196عارضة) و في " العلل الكبير " (2/ 593) والنسائي في "الكبرى " (رقم: 7344) و الطيالسي (15/ رقم: 90) و أحمد (رقم: 1330 و 1364و 1366) و أبويعلى (رقم: 587) و البيهقي (8/ 264 - 265) من طرق عن عطاء بن السائب عن أبي ظبيان، قال: أتى عمر .. فذكر القصة و الحديث مرفوعا.و في لفظ أبي الأحوص:" يبلغ "، و الطيالسي:" حتى يبلغ أو يعقل ".
رواه عن عطاء:" حماد بن سلمة و عبدالعزيز بن عبدالصمد وجرير و أبوالأحوص ".
قلت: في سماع أبي ظبيان من عمر و علي خلاف؛ فقد أثبت لقيه لهما الدارقطني في "علله "، و جعل ابن معين - في رواية الدوري عنه - الذي سمع من عمر أباظبيان آخر؛ و انظر: الكنى للدولابي (2/ 19).
و قال أبوحاتم:" لا يثبت له سماع من علي " (المراسيل ص:50) و صرح بنفي سماعه من عمر و علي: الذهبي في " سيره" (4/ 363).
و قال العلائي: " و لا يتبين لي سماعه من علي " (جامع التحصيل ص: 200).
ثم رأيت البخاريَّ - رحمه الله - يصرح بسماعه من سلمان و علي في كتابيه " الكبير " (3/ 3) و" الأوسط " (1/ 208)، و قال في " الأوسط ": " و كان يحيى ينكر أن يكون سمع من سلمان ".
لكن يشكل على هذا ما في " جامع الترمذي " (13/ 281/رقم: 3936 - عارضة)، قال: ((سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أبوظبيان لم يدرك سلمان، مات سلمان قبل علي)).
فعلى هذا للبخاري في سماعه من سلمان قولان، أقربهما - فيما يظهر لي -: ما نقله الترمذي، لكونه فسره، فكأنه لما اتضح له خلاف ما قرره في " تاريخيه " صرح به مبينا وجه ذلك و الله أعلم
لكن يبقى أن تصريحه بسماعه من علي لم يتغير،و لأن عليا متأخر في الوفاة.
قلت: و هذا مما فات جميع من ترجمه كالمزي و ابن حجر و العلائي و غيرهم مع أهميته، إضافة إلى أصالة المرجع، فتاريخ البخاري أصل لما بعده من مصنفات الرجال، وهذا يدلك على أن تتبع عبارات الأئمة من مصادرها الأصيلة أمرٌ لا بد منه.
وقال ابن دقيق العيد في " الإمام ":" و على تقدير الاتصال فعطاء بن السائب اختلط بآخره .. فلينظر في حال المذكورين و حال سماعهم منه، و أيضا فهو معلول بالوقف "ثم ذكر رواية أبي حصين و ستأتي.
قلت: إعلاله باختلاط عطاء ليس بشيء، فرواية ابن سلمة عنه قبل ذلك، كما نص على ذلك جميع من تقدم إلا ما حكي عن العقيلي، وليس مما يلتفت إليه.
(جـ) - ورواه أبوالحصين عن أبي ظبيان عن ابن عباس عن علي موقوفا.
رواه النسائي في " الكبرى " (رقم: 7345) من طريق إسرائيل عن أبي الحصين به.
و قد توبع إسرائيل؛ فقد قال الدارقطني:" و اختلف عه: فقيل: عن أبي ظبيان عن علي موقوفا، قاله أبوبكر بن عياش و شريك عن أبي حصين ".
قال النسائي: " و هذا أولى بالصواب، و أبو الحصين أثبت من عطاءبن السائب "اهـ.
و أما الثانية: فطريق أبي الضحى - مسلم بن صبيح - عن علي مرفوعا: أخرجها أبوداود (رقم: 4403) و البيهقي (3/ 83) و (6/ 57) و (7/ 359) و (8/ 265) من طريق خالد الحذاء عنه، و فيه: " عن الصبي حتى يحتلم ".
و إسنادها منقطع، أبوالضحى لم يدرك علي بن أبي طالب.
قال أبوزرعة: " حديثه عن علي مرسل ".
¥