[تخريج لحديث: ((من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كان دواء من تسعة و تسعين داء أيسرها]
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[03 - 04 - 02, 09:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه، و بعد:
فهذا تخريج لحديث: ((من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كان دواء من تسعة و تسعين داء أيسرها الهم))، و نصُّهُ كما في ((المعجم الأوسط)) (5/ 187/ رقم:5028) للطبراني، هكذا:
قال – رحمه الله تعالى -:
*حدثنا محمد بن النضر الأزدي قال: حدثنا خالد بن خداش قال: حدثنا عبدالرزاق، قال: حدثني بشر بن رافع الحارثي عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله e : (( لا حول ولا قوة الا بالله دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم)).
ثم قال عقبه: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عجلان إلا بشر بن رافع، تفرد به: عبد الرزاق.
دراسة إسناده
أما رجال الإسناد، فهم:
1 - محمد بن النضر الأزدي و هو: محمد بن أحمد بن النضر نُسِبَ هنا إلى جده، و هو ابن بنت معاوية بن عمرو.
قال عبد الله بن أحمد ومحمد بن عبدوس: ثقة لا بأس به (تاريخ بغداد 1/ 364).
كذلك ذكره ابن حبان في ((الثقات)) (9/ 153)، و قال: ((كتب عنه أصحابنا))
قلتُ: و قد أخرجه بنفس الإسناد في كتابه ((الدعاء)) (رقم: 1674)؛ لكن قرنه بإسناد آخر، فقال: وحدثنا إسماعيل بن إسحق النيسابوري حدثنا إسحق بن راهويه قالا – يعني: ابن راهويه و خالد بن خداش - حدثنا عبد الرزاق به بباقي الإسناد و المتن سواء.
قلت: و أخرجه ابن راهويه في ((مسنده)) (رقم: 541) – و من طريقه: ابن حبان في ((المجروحين)) (1/ 188) و الحاكم في ((المستدرك)) (1/ 542) – و لفظه: ((من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كانت له دواء من تسعة داء أيسرها الهم)).
و تابعهما عن عبد الرزاق:
1 - محمد بن سهل بن عسكر: فقد أخرجه ابن عدي في ((الكامل)) (2/ 12)، فقال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الكريم، حدثنا محمد بن سهل بن عسكر، أخبرنا عبد الرزاق به، و لفظه: ((لا حول ولا قوة إلا بالله تدفع عن صاحبها تسعة وتسعين داء من أنواع البلاء أدناها الهم)).
و من طربق ابن عدي: أخرجه ابن الجوزي في ((العلل المتناهية)) (2/ 833).
2 - محمد بن رافع النيسابوري: أخرجه أبو الشيخ في ((طبقات المحدثين بأصبهان)) (3/ 617/رقم: 521) فقال: حدثنا أحمد بن محمد بن سريج قال حدثنا محمد بن رافع قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا بشر بن رافع عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا حول ولا قوة إلا بالله دواء من تسعة وتسعين داء أهونها الهم)).
قلت: و أحمد بن محمد بن سريج: ثقة.
و ذكره الديلمي في ((الفردوس)) دون سند (5/ 9/رقم: 7284).
و عزاه السيوطي في ((الجامع الصغير)) إلى ابن أبي الدنيا في ((كتاب الفرج بعد الشدة))، فقصر في العزو، قال المناوي في شرحه عليه ((فيض القدير)) (6/ 425): ((و فيه كما في الميزان بشر بن رافع قال البخاري لا يتابع في حديثه وقال أحمد ضعيف وقال غيره حدث بمناكير هذا منها وقضية كلام المصنف أن ذا لا يوجد مخرجا لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز مع أن الطبراني خرجه في الأوسط وفيه بشر المذكور قال الهيثمي: و بقية رجاله ثقات)).
درجة إسناده
هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيفٌ، لحال بشر بن رافع فقد ضعفه أكثر أهل العلم بالحديث، و إن اختلفوا في: هل بشر بن رافع أبو أسباط الحارثي أم الكوفي؟
فكلاهما فيه ضعف، لكن أحاديث بشر كما قال ابن عدي أنكر من أحاديث أبي أسباط الكوفي؛ لكن هذا الحديث قد جاء التصريح بتمسية بشر و نسبته ((الحارثي))، فعلم أنه المراد.
و مما يدل على ضعف حديثه تفرده بهذا الحديث عن محمد بن عجلان دون ثقات أصحابه، فأين كانوا عن هذا الحديث؟ و بمثل هذا يعلُّ أئمة الحديث ما يتفرد به من هو دون الثقة ضبطاً و حفظاً، لا سيما إذا كان الحديث المتفرد به غريب المتن لا أصل له في أحاديث الثقات و أشباههم.
¥