تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[[الجامع] لأحكام الشيخ المحدث [حاتم الشريف] على الأحاديث]

ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[16 - 04 - 02, 10:23 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وبعد:

وبعد أن وفقني الله تعالى في نشر الجزء الأول من ((الجامع لأحكام بعض العلماء على الأحاديث))، وكان للشيخ سليمان العلوان حفظه الله تعالى.

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=646

أحببت أن أنشر الجزء الثاني وهو للشيخ حاتم بن عارف الشريف حفظه الله تعالى.

(تنبيه) غالب أحكام الشيخ حاتم على الأحاديث قد تمّ نشرها في موقع ((الإسلام اليوم)) فجزاهم الله خيراً.

ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[16 - 04 - 02, 10:25 م]ـ

وجدت الحديث التالي وأريد أن أعرف معناه ومدى صحته من إحدى المنتديات عن أبي هريرة رفعه قال: ((كلم الله هذا البحر الغربي، وكلم البحر الشرقي، فقال للغربي: إني حامل فيك عباداً من عبادي، فكيف أنت صانع بهم؟)) قال أغرقهم قال: بأسك في نواحيك،وحرمه الحلية والصيد وكلم هذا البحر الشرقي، فقال: إني حامل فيك عباداً من عبادي، فما أنت صانع بهم؟ ((قال: أحملهم على يدي، وأكون لهم كالوالدة لولدها، فأثابه الحلية والصيد. ثم قال لا تعلم أحداً)) جزاكم الله خيراً.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:

أولاً: الحديث موضوع مكذوبٌ على النبي -صلى الله عليه وسلم-، لا تجوز نسبته إليه -صلى الله عليه وسلم- بحالٍ من الأحوال.

وبيان ذلك أن الحديث باللفظ الذي ذكره السائل أخرجه البزار في مسنده (كما في كشف الأستار عن زوائد البزّار: 2/ 265 – 266 رقم 1669)، من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قال البزّار عقبه: "تفرّد به عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة: عبدُ الرحمن، وهو منكر الحديث وقد رواه سهيل، عن النعمان بن أبي عياش، عن عبد الله بن عمرو موقوفاً)).

فهنا قد بيَّنَ البزار سببَ ردِّ الحديث:

فهو من جهة: يرويه رجلٌ متهم بالكذب هو عبد الرحمن بن عبد الله العمري حتى قال الإمام أحمد (كما في العلل ومعرفة الرجال: رقم 4364): "أحاديثه مناكير، كان كذّاباً"، وكفى بمن كذّبه الإمام أحمد – على ورعه وإنصافه – سوءاً.

ولذلك أنكر هذا الحديث عليه عامّة أهل العلم: كالعقيلي في الضعفاء (2/ 748)، وابن حبّان في المجروحين (2/ 53 - 54)، وابن عدي في الكامل في معرفة ضعفاء المحدّثين (4/ 277)، وابن

الجوزي في العلل المتناهية (رقم 33). بل إن ابن عدي لما أورده، قال بعد إيراده: "هو أفظعُ

حديثٍ أُنكر عليه".

ثم هو من جهةٍ أخرى إنما يُروى من حديث عبد الله بن عَمرو بن العاص عن كعب الأحبار، أو من حديث عبد الله بن عَمرو من كلامه لا يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. (كما تراه في

المصادر الأتيه: السنن لسعيد بن منصور (رقم 2389)، وتاريخ بغداد للخطيب (10/ 233

235)، والعلل المتناهية لابن الجوزي (رقم 35، 36).

وهذا يعني أن الحديث من الإسرائيليات، إمّا أن عبد الله بن عَمرو بن العاص أخذه عن كعب الأحبار، وهو من علماء اليهود الذين أسلموا وحَسُنَ إسلامهم، فكانت تُنقل عنه بعضُ أخبار كُتُب أهل الكتاب.

وإما أن عبد الله بن عَمرو أخذ هذا الخبر عن كتب بني إسرائيل مباشرة، وإلى ذلك مال ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية1/ 52) وبهذا نعلم أن هذا الحديث إنما هو من الإسرائيليات، وهي الأخبار عن التوراة والإنجيل وغيرهما من كتب اليهود والنصارى. والمسلمون يؤمنون بأن الله ـ عز وجل ـ أنزل التوراة على موسى عليه السلام والإنجيل على عيسى عليه السلام وأنزل كُتباً أخرى على أنبيائه عليهم السلام، بل هذا أحد أركان الإيمان عند المسلمين، كما قال تعالى: "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلٌ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحدٍ من رسله"، وقال -صلى الله عليه وسلم- لما سأله جبريل عليه السلام عن الإيمان: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه" أخرجه مسلم (8) من حديث عمر، لكن كما يؤمن المسلمون بذلك، ولا يصح إيمانهم إلا به، فإنهم يؤمنون كذلك أن هذه الكتب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير