((وهبنا الله وإياك الفردوس الأعلى ... )
آمين
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[08 - 07 - 02, 03:27 ص]ـ
تأمل معي أخي الفاضل [ابن وهب] هذا الكلام حول المثال الذي ذكرته وهو حديث ((لا نكاح إلا بولي)).
ذلك أن كون بعض الأئمة قد رجح رواية [إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي] عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري.
أقول قد رجّح بعض الأئمة ذلك على رواية شعبة والثوري، و سبب هذا التصرف لا يخلو من أمرين:
1ــ أنه قد تُوبع!.
وأقرب مثال إلى هذا زيادة الإمام مالك في حديث زكاة الفطر (من المسلمين)، فقد كان الإمام أحمد يتهيبها حتى وجد متابع لمالك.
ولهذا قال الحافظ ابن رجب على تصرّف الإمام أحمد هذا: [وهذه الرواية تدلّ على توقفه في زيادة واحد من الثقات ولو كان مثل مالك حتى يتابع على تلك الزيادة، وتدلّ على أن متابعة مثل العُمري لمالك مما يقوي رواية مالك ويزيل الشذوذو والإنكار] ((شرح العلل)) (1/ 420).
وهذا الكلام من هذا الحافظ النقاد متين ورصين.
2 ــ أن [إسرائيل] قد روى هذا الحديث عن جده [أبي إسحاق السبيعي] وهو من أحفظ الناس وأتقن لحديث جدة، بل اعترف شعبة بذلك، فحريّ لهؤلاء الأئمة أن يقدموا روايته على غير.
قال ابن مهدي: [عن عيسى بن يونس: قال لي إسرائيل: كنت أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن].
وسئل الإمام أحمد [من أحب إليك: يونس أو إسرائيل في أبي إسحاق؟ قال: إسرائيل لأنه كان صاحب كتاب].
وقال أبو حاتم: [ثقة صدوق / من أتقن أصحاب أبي إسرائيل].
ووقال عيسى بن يونس: [كان أصحابنا سفيان وشريك، وعدّ أقواماً إذا اختلفوا في حديث أبي إسحاق يجيئون إلى أبي، فيقول: اذهبوا إلى ابني إسرائيل فهو أروى عنه مني، وأتقن لحديثه، هو كان قائد جده].
وقال حجّاج الأعور: [قلنا لشعبة: حدثنا حديث أبي إسحاق قال: سلوا عنها إسرائيل، فإنه أثبت فيها مني].
وقال عبد الرحمن بن مهدي: [إسرائيل في أبي إسحاق أثبت من شعبة والثوري].
فهذه قرينة قوية نُقدم بها حديث إسرائيل على غيره، حتى على رواية شعبة والثوري، فهذا المسألة ليس لها ضابط يضبطها، بل هي تتمشى مع القرائن، فقد نقدم رواية الجمع من الثقات على رواية الثقة الثبت، وقد نعكس كذلك.
أما حديث (يوم الجمعة) فإننا نحتاج إلى داعم قوي لكي نقدم به رواية هُشيم على شعبة وسفيان، أما لكونه ثقة أو ثقة تبت ــ والحالة هذه ــ فلا.
والله تعالى أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 07 - 02, 07:18 ص]ـ
اخي الكريم (راية التوحيد) وفقه الله
مالك امام حجة ثقة
وزيادته اخذه بها المحدثون كافة
والمتابع اقل شانا من مالك
وقول الحافظ ابن رجب لايسلم له
وان سلم له
فان هذا خاص بالامام احمد
وغيره من الائمة لايلتفون الى هذا
وهذا مذهب عسير صعب
لااظن ان ابن رجب نفسه قد سار عليه
وفي قول الحافظ ابي زرعة (اذا زاد حافظ على حافظ قبل)
وهناك امثلة كثيرة
في الصحيحين وغيرهما
ولو اخذ بهذا المذهب الشديد لردت احاديث كثيرة
اخي الكريم
كل متابعات اسرائيل اضعف من غيره
بل حتى ان اسرائيل قد ضعف
حتى في جده
وفي رد ابن التركماني فيما اذكر شيء من مثل هذا
وللموضوع صلة
ـ[بو الوليد]ــــــــ[08 - 07 - 02, 08:53 ص]ـ
أخي الحبيب ابن وهب وهبه الله ووصله ..
أنا على وشك الذهاب ..
وعلى عجل من أمري ..
وكأني بدأت أقتنع بكلامك، وأعدك بأني سوف أزيد التأمل في ذلك.
وأحسن الله إليك.
أخي الحبيب راية التوحيد وفقه الله ..
كلامك صحيح، ولك الشكر الموصول من أخيك ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[08 - 07 - 02, 07:29 م]ـ
أخي الحبيب ابن وهب .. حماه الله ..
عندي نقاط أود أن أعرضها عليك، وأريد قولك فيها، ومن اطلع عليها:
1 - رواية إسرائيل التي ذكرت؛ قد توبع فيها مع أنه مقدم في جده لأنه الملازم له، وله عنه كتاب!!! فهذا مرجح كافٍ لروايته، وأما هشيم في حديثنا هذا فقد تفرد بالزيادة، مع أنه مدلس كما تعرف، والأئمة يعللون الخبر بمثل التدليس إذا استنكروا فيه شيئاً.
2 - زيادة الثقة لا تقبل إذا كانت منافية لأصل الحديث، وكيف تكون منافية، هنا يخلط البعض منا في تفسير هذه العبارة، والذي أراه أن الزيادة التي لا تفيد حكماً زائداً على أصل الحديث هي الزيادة المقبولة التي لا تحتاج إلى متابعة إذا كانت الزيادة من حافظ على حافظ، وأما زيادتنا هنا فإنها منافية حيث إنها تفيد حكماً زائداً على أصل الحديث، لو تؤملت؟!!.
3 - قبولنا لإحدى الروايتين يعني رد الأخرى؛ حيث إنهما متنافيتان، فالأولى تفيد القراءة مطلقاً دون تقييد، والأخرى تفيد القراءة ليلة الجمعة، والعمل بكلتيهما متعذر، ولا أقصد تحصيل الثواب (وهذا معنى كلام الشيخ السعد حفظه الله لا أنه أراد الجمع بين الروايتين؟؟!! كيف وقد صرح بصحة رواية شعبة والثوري!!). والله أعلم.
وإلى اللقاء بمشيئة الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
¥