تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثانياً: أن خالد بن الحارث روى الحديث عن شعبة وجعله في مسند ثوبان وخالد من أثبت الناس في شعبة، فقد ذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (برقم1460) "حدثنا عبد الرحمن أخبرنا صالح بن أحمد بن حنبل أخبرنا علي يعني بن المديني قال ذكرت ليحيى بن سعيد أصحاب شعبة فقال كان عامتهم يمليها عليهم رجل إلا خالد ومعاذ فانا كنا إذا قمنا من ثم شعبة جلس خالد ناحية ومعاذ ناحية فكتب كل واحد بحفظه" وقال كذلك"حدثني أبي أخبرنا معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله الدمشقي قال قلت ليحيى بن معين من أثبت شيوخ البصريين قال خالد بن الحارث مع جماعة سماهم" وقال كذلك" أخبرنا أبو بكر الأسدي قال سمعت احمد بن حنبل يقول خالد بن الحارث إليه المنتهى في التثبيت بالبصرة"، وذكر الحافظ في التهذيب (برقم 155) " وقال المروزي عن أحمد كان خالد بن الحارث يجيء بالحديث كما يسمع" وهذا يشير إلى أنه سمعه من شعبة هكذا.

ثالثاًً: أن خالد بن الحارث لم ينفرد بهذه الرواية بل تابعه عليها آدم بن أبي إياس وهو من المتثبتين في حديث شعبة كما ذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (برقم 970) عن أبيه عن آدم قوله" كنت سريع الخط وكنت اكتب وكان الناس يأخذون من عندي، وقدم شعبة بغداد فحدث فيها أربعين مجلسا في كل مجلس مائة حديث فحضرت أنا منها عشرين مجلسا سمعت ألفى حديث و فاتني عشرون مجلسا"، وذكر الحافظ في التهذيب (برقم 368) " وقال أحمد كان مكينا عند شعبة وقال أحمد كان من الستة أو السبعة الذين يضبطون الحديث عند شعبة".

إذاً لا نستطيع أن نقول أن الوهم من الراوي عن شعبة وذلك لأن توهيم رجلين أمراً يصعب تصوره خاصة وهما من الضابطين لحديث شعبة.

2 - الحفظ من أول السورة أم من آخرها؟

اختلفت روايات الحديث في ذكر الحفظ على ثلاث روايات:

- الحفظ من أول السورة وهذا رواه سعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي وهمام بن يحيى و شيبان النحوي جمعيهم عن قتادة.

- من ذكر الحفظ ولم يقيده بأول السورة أو بآخرها وهم سعيد بن أبي عروبة في رواية يزيد بن زريع عنه (صحيح بن حبان برقم 785) وشعبة في رواية عمرو بن علي عن محمد بن جعفر عنه (النسائي في عمل اليوم والليلة برقم 949) و همام بن يحيى في رواية عبد الصمد بن عبد الوارث عنه (مسند الإمام أحمد برقم27582).

- من قيد الحفظ بالعشر الأواخر وهي المذكورة في رواية شعبة عن قتادة.

الرواية التي لم يُذكر فيها تقييد الحفظ بأول السورة أو آخرها يمكن حملها على أحد الروايتين الأخريين، ويبقى أن نعرف هل الحفظ من أول السورة أم من آخرها؟

كل الرواة عن قتادة قيدوا الحفظ من أول السورة عدا شعبة فقي روايته عن قتادة قيد الحفظ بآخر السورة.

والراجح والله أعلم أن الحفظ يكون من أول السورة للآتي:

- أن كل الرواة عن قتادة-عدا شعبة- ذكروا هذا وفيهم أثبت أصحاب قتادة وهم سعيد وهشام، وقد ذكرنا قبل ذلك أنهم إذا اجتمعوا على رواية وخالفهم شعبة ترجحت روايتهم (راجع كلام البرديجي في شرح علل الترمذي لإبن رجب ص 364).

- كذلك فإن شعبة وهو الذي ذكر رواية الحفظ من آخر السورة، خرج الترمذي حديثه من طريق محمد بن بشار عن محمد بن جعفر عن شعبة عن قتادة بلفظ" من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال" وهو نفس السند الذي خرج بن مسلم رواية محمد بن جعفر عن شعبة عن قتادة و قال فيها" قال شعبة من آخر الكهف"، وفي هذا إشارة إلى أن شعبة روى الحديث على الوجهين.

والمعروف أن مسلم يرتب الأحاديث حسب درجتها كما ذكر ذلك في مقدمة صحيحه و قد أورد رواية شعبة كمتابعة لرواية هشام الدستوائي مما يشعر أنها الأصح عنده وأن الراجح هو الحفظ من أول الكهف والله أعلم.

تنبيه:

1 - روى الدارمي في سننه (برقم 3405) هذا الحديث عن خالد بن معدان موقوفاً عليه بلفظ" من قرأ عشر آيات من الكهف لم يخف الدجال".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير