[] عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للشيطان لمة وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد من ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله ومن وجد من الآخر فليتعوذ من الشيطان ثم قرأ (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا).
أخرجه الترمذي (2988) قال: حدثنا هناد حدثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن مرة الهمداني، فذكره.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11051)، وأبو يعلى في "مسنده" (4999) وابن جرير في التفسير (3/ 88).
وابن حبان (997) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى.
جميعهم (النسائي، وأبو يعلى، وابن جرير، وأحمد بن علي بن المثنى) عن هناد.
وتابع هناد بن السري: حسن بن الربيع البوراني.
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4506) قال: أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير القاضي بالكوفة أنا أبو جعفر بن دحيم نا أحمد بن حازم نا حسن بن الربيع البوراني
كلاهما (هناد، وحسن بن الربيع البوراني) عن أبي الأحوص عن عطاء بن السائب عن مرة، فذكره.
O وأخرجه ابن جرير في التفسير (3/ 88) قال: حدثنا بن حميد قال ثنا الحكيم بن بشير بن سليمان قال ثنا عمرو.
وابن جرير في التفسير (3/ 89) قال: حدثني المثنى بن إبراهيم قال ثنا حجاج بن المنهال قال ثنا حماد بن سلمة.
وابن جرير في التفسير (3/ 89) قال: حدثنا بن حميد قال ثنا جرير.
ثلاثتهم (عمرو، وحماد، وجرير) عن عطاء عن مرة عن عبد الله بن مسعود. (موقوف).
وأخرجه ابن جرير في التفسير (3/ 88) قال: حدثني يعقوب قال ثنا بن علية قال ثنا عطاء بن السائب عن أبي الأحوص أو عن مرة قال قال عبد الله. (موقوف).
وأخرجه ابن جرير في التفسير (3/ 89) قال: حدثني المثنى قال ثنا سويد بن نصر قال أخبرنا بن المبارك عن فطر عن المسيب بن رافع عن عامر بن عبدة عن عبد الله بنحوه. (موقوف).
رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عنه.
[] عن عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن مسعود كان يقول ولا نراه يأثره إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. (البيهقي).
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4507) قال: حدثنا أبو الحسن العلوي إملاء أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ نا محمد بن يحيى الذهلي نا يعقوب بن ابراهيم بن سعد نا أبي عن صالح بن كيسان أن عبيد الله بن عبد الله أخبره، فذكره.
O قال البيهقي: غير أنه زاد في لمة الملك ورجاء صالح ثواب وزاد في لمة الشيطان وقنوط من الخير وقال فإذا وجدتم لمة الملك فاحمدوا الله واسألوه من فضله وإذا وجدتم لمة الشيطان فاستعيذوا بالله واستغفروه ولم يذكر الآية.
O وأخرجه ابن جرير في التفسير (3/ 88) قال: حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن مسعود. (موقوف).
قال الترمذي في الجامع: "هذا حديث حسن غريب، وهو حديث أبي الأحوص، لا نعلمه مرفوعاً إلا من حديث أبي الأحوص".
وقال في العلل: "سألت محمداً عن هذا الحديث؟ فقال: روى بعضهم هذا الحديث عن عطاء بن السائب وأوقفه، وأرى أنه قد رفعه غير أبي الأحوص عن عطاء بن السائب، وهو حديث أبي الأحوص".
وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد رواه غير أبي الأحوص موقوفاً".
وقال ابن أبي حاتم: "وسألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه أبو الأحوص عن عطاء بن السائب ... فذكره؟ فقال أبو زرعة: الناس يوقفونه عن عبد الله وهو الصحيح.
فقال أبي: رواه حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن مرة، عن عبد الله، موقوفاً.
قلت: فأيهما الصحيح؟
قال: هذا من عطاء بن السائب كان يرفع الحديث مرة، ويوقفه أخرى، والناس يحدثون من وجوه عن عبد الله، موقوف، ورواه الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن مسعود، موقوف، وذكر أشياء من هذا النحو موقوف" [العلل (2/ 244/2224)].
والذي أراه -والله أعلم- أن حماد بن سلمة سمع هذا الحديث من عطاء قبل الاختلاط، وحدث به على الوجه المحفوظ، ولم ينفرد حماد بذلك، فقد تابعه على وقفه عن عطاء، عن مرة، عن ابن مسعود: حماد بن زيد، وابن علية، وجرير، وغيرهم – سبق ذكرها-.
وحماد بن زيد ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط: قاله يحيى بن سعيد القطان، وعلي بن المديني، والنسائي.
ثم إن للحديث طرقاً أخرى موقوفة سبق تخريجها تؤيد ذلك.
والخلاصة: أنه لم ترجح رواية حماد بن سلمة هنا إلا لأمر خارج عنها، وهو متابعته لمن روى عن عطاء قبل الاختلاط مثل حماد بن زيد، ولموافقته في ذلك طرق الحديث الأخرى، والله أعلم.
والحاصل: أن حماد بن سلمة شأنه شأن أبي عوانة: سمع من عطاء بن السائب في حال الصحة والاختلاط، ولم يفصل هذا من هذا، كما قال الإمام الناقد يحيى بن سعيد القطان، وله عنه أحاديث مستقيمة كما قال ابن معين وغيره، والأصل في هذه الأحاديث أنه لم ينفرد بها دون من روى عن عطاء قبل الاختلاط، أو قامت القرائن على أنه حمله عنه حال الصحة دون الاختلاط.
وهذا هو الذي ذهب إليه ابن حجر في التهذيب (3/ 105)