[تخريج حديث ((تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، ... )) للشيخ (محمد عمرو عبد اللطيف)]
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 06 - 02, 06:08 م]ـ
من كتابه ((تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع)) الحديث 13
((تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام، ومنار سبيل أهل الجنة، وهو الأنيس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاء، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخير قادة وأئمة، تقتص آثارهم، ويقتدى بأفعالهم، وينتهى إلى رأيهم، ترغب الملائكة في خلتهم، وبأجنحتها تمسحهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس، وحيتان البجر وهوامه، وسباع البر وأنعامه، لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصابيح الأبصار من الظلم. يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة. التفكر فيه بعدل الصيام، ومدارسته تعدل القيام، به توصل الأرحام، وب يعرف الحلال من الحرام، هو إمام العمل، والعمل تابعه، يلهمه السعداء ويحرمه الإشقياء)).
موضوع. رواه ابن عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (1/ 54 - 55) من طريق عبيد الله بن محمد بن خنيس الكلاعي (في الأصل – خطأ -: عبيد ابن محمد). حدثنا موسى بن محمد بن عطاء القرشي قال: حدثنا عبد الرحيم ابن زيد العمى عن أبيه عن الحسن عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعاً به (وصوبنا بعض ألفاظه من المنذري) وقال – عقبة -: ((هكذا حدثنيه أبو عبدالله بن عبيد بن محمد رحمه الله مرفوعاً بالإسناد المذكور، وهو حديث حسن جداً ولكن ليس له إسناد قوي. ورويناه من طرق شتى موقوفاً، منها ... )) الخ. فتعقبه الحافظ المنذري رحمه الله في ((الترغيب)) (1/ 96) بقوله ((كذا قال رحمه الله. ورفعه غريب جداً. والله أعلم)).
وقال شارحه – روّح الله روحه – تعليقاً على قول ابن عبد البر: ((ولكن ليس له إسناد قوي)): ((ولا ضعيف، ولا يعقل أن يكون هذا من كلام النبوة أصلاً)) اهـ.
قلت: بل هو كذب موضوع لا ريب فيه، وفي هذا الإسناد:
1 - عبيد الله بن محمد بن خنيس، تقدم ذكره في الحديث الثاني.
2 - وشيخه موسى بن محمد بن عطاء وضاع. تقدم أيضاً في نفس الحديث.
3 - وشيخه عبد الرحيم بن زيد العمى كذاب معروف. قال البخاري: تركوه. وقال أبو حاتم: يترك حديثه، منكر الحديث، كان يفسد أباه يحدث عنه بالطامات. وقال ابن معين: كذاب خبيث. وفي رواية: ليس بشئ.
4 - وأبوه زيد العمى هو ابن الحواري البصري أبو الحواري، ضعيف كما في ((التقريب)) (2131).
5 - والحسن البصري ثقة حافظ وإمام جليل، لكن روايته عن معاذ منقطعة كما يأتي. ولا شك أنه رحمه الله برئ من هذا الإفك.
وللحديث طرق أخرى مرفوعة عن أبي هريرة وأنس وعلي. أما حديث أبي هريرة، فقد قال الخطيب في ((الفقيه)) (1/ 15): ((أنا أبو القاسم على بن محمد ابن عبد الله بن الهيثم الأصبهاني نا سليمان أحمد بن أيوب الطبراني نا يحيى بن عثمان بن صالح المصري نا نعيم بن حماد نا عبد العزيز الدراوردي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً بنحوه. وهذا الإسناد لا يثبت، وفيه:
1 - أبو القاسم علي بن محمد الأصبهاني – شيخ الخطيب – لم أقف له على ترجمة ولا ذكر، وما هو في ((تاريخ بغداد)) ولا ((أخبار أصبهان)).
2 - يحيى بن عثملن بن صالح – وهو السهمي – صدوق له ما ينكر. قاله الذهبي.
3 - نعيم بن حماد، وهو ضعيف صاحب مناكير كما قدمت في ((تبييض الصحيفة)) (10).
وأزيد هنا قول محمد بن علي المروزي: ((سألت يحيى بن معين عنه – يعني حديثاً لنعيم في ذم القياس بالرأي – فقال ك ليس له أصل. قلت: فنعيم؟ قال (22): ثقة قلت: كيف يحدث ثقة بباطل؟ قال: شبه له)) كما في ((التهذيب)) (10/ 460). فلعل هذا أيضاً مما شبه له، فإن هذا المتن بهذا الإسناد طامة لا تحتمل، والبلاء منحصر في نعيم وشيخ الخطيب، والعلم عند الله تعالى.
وأما حديث أنس، فوقفت على طريقين:
¥