[تخريج حديث: ((من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة))]
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[13 - 06 - 02, 12:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
فإن من النعم التي أنعم الله تعالى بها على هذه الأمة هي الأعمال القليلة التي رتب عليها أجورا عظيمة ولكن الكثير من الناس أخذوا بالقاعدة التي فيها أن الترغيب والترهيب لا يشدد في أسانيدها وهذا مزلق خطير ويجب على الإنسان وخاصة طالب الحديث أن يتنبه له ولا يعلّم الناس إلا ما صح من ألأذكار والأوراد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أود الإطالة هنا ولكن راجع (صحيح الجامع مع الزيادة للشيخ الألباني رحمه الله 1/ 49 - 57)
وقد تناقشت أنا وبعض الإخوة حول حديث من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة
ورجعت لكلام الشيخ الألباني رحمه الله على الحديث (الصحيحة 589) فوجدته قد جانب الصواب غفر الله لنا وله وسأبين ذلك بالأدلة هنا ومن كان لديه تعقيب أو توضيح فليكن بعلم وأدب فنحن هنا نبحث عن الصواب وإذا وجدناه أخذنا به والحق أحق أن يتبع، خاصة وان هذا أجر عظيم يجب معرفة صحته من ضعفه
جاء هذا الحديث من طرق:
الأولى
أحمد (3/ 437)
حدثنا حسن حدثني أبي ثنا حسن ثنا بن لهيعة قال (ح) وثنا يحيي بن غيلان ثنا رشدين ثنا زبان بن فائد الحبراني عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه معاذ بن أنس الجهني صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه ...
### الطبراني في الكبير (20/ 183) من طريقين:###
1 - حدثنا المقدام بن داود حدثنا أسد بن موسى ثنا ابن لهيعة حدثني زبان بن فايد ...
2 - حدثنا بكر بن سهل ثنا محمد بن أبي السري ثنا رشدين بن سعد ثنا زبان بن فايد ...
###ابن السني (693 - ) ###
اخبرنا الحسين بن يوسف ثنا علي بن عبدالرحمن بن المغيرة ثنا عثمان بن صالح ثنا ابن لهيعة ثنا زبان بن فائد ...
وهذه الطريق لها ثلاث علل:
1 - ابن لهيعة ورشدين بن سعد وكلاهما ضعيف.
2 - زبان بن فائد (الحبراني) وقد جاء في الصحيحة (الجداني) وعند البخاري في التاريخ (2/ 1/444) الحمراوي
قال أحمد: أحاديثه مناكير وقال ابن معين: شيخ ضعيف وقال أبو حاتم: صالح وضعفه العقيلي (2/ 454) تحقيق السلفي، وابن حبان وقال في المجروحين (((ينفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها موضوعة لا يحتج به))) وضعفه ابن الجوزي
3 - سهل بن معاذ بن أنس:
ضعفه ابن معين وابن الجوزي، وقال ابن حجر: لا بأس به إلا في روايات زبان
(وهذه منها)
الثانية
الطبراني في الأوسط (1/ 198)
حدثنا أحمد بن رشدين قال حدثنا هانئ بن المتوكل الإسكندراني قال حدثنا خالد بن حميد المهري عن زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي قال ثم من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بني له قصر في الجنة ومن قرأها عشرين مرة بني له قصران ومن قرأها ثلاثين مرة بني له ثلاثة لم يرو هذا الحديث عن زهرة بن معبد متصل الإسناد إلا خالد بن حميد تفرد به هانئ بن المتوكل
وهذا فيه ثلاث علل:
1 - احمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين: قال ابن عدي:كذبوه، وانكرت عليه أشياء وقال البخاري: لايتابع على حديثه
2 - هاني بن المتوكل الاسكندراني:
قال ابن حبان: كان تدخل عليه المناكير فكثرت لا يجوز الاحتجاج به بحال.
3 - ما رواه الدارمي في سننه (4/ 2156) تحقيق الداراني، (2/ 459) الأخرى
حدثنا عبد الله بن يزيد ثنا حيوة قال أخبرني أبو عقيل انه سمع سعيد بن المسيب يقول ان نبي الله قال ثم من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بني له بها قصر في الجنة ومن قرأ عشرين مرة بني له بها قصران في الجنة ومن قرأها ثلاثين مرة بني له ثلاثة قصور في الجنة فقال عمر بن الخطاب والله يا رسول الله إذن لنكثرن قصورنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أوسع من ذلك قال أبو محمد أبو عقيل زهرة بن معبد وزعموا أنه كان من الأبدال
وهذا المرسل علة للرولية السابقة لا شاهدا لها كما قال الشيخ الألباني رحمه الله
وذلك لأن ((خالد المهري)) الراوي عن زهرة بن معبد سلك الجادة وهي سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهو ليس بالقوي)
وقد تفرد بالرفع كما قال الطبراني
وأما حيوة بن شريح ا (لثقة الثقة كما قال أحمد، وابن معين وغيرهم) فقد حفظ الإسناد جيدا فوقفه على سعيد (مرسلا)
ومعلوم أن من خالف الجادة تقدم روايته، كيف ومن خالفه هنا (المهري) لم يوثقه إلا ابن حبان وقال عنه أبو حاتم لابأس به
وبهذا يتبين أن هذا الحديث له طريقان:
الأولى: (طريق معاذ بن أنس الجهني) وفيها زبان بن فائد لا تصح روايته وخاصة عن معاذ بن أنس
الثانية: (طريق أبي هريرة) والصواب فيه المرسل عن ابن المسيب
وأقوى الروايات هي المرسلة
فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
هذا والله أعلم وأحكم
¥