تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولكن من خالفنا اعتبروا موافقة مرسل ابن المسيب لتلك الرواية مما يشد عضدها وخاصَّة أنها في الفضائل، وقد وجدت عللا لهذه الرواية تزيل الغشاوة عن عيون الحائرين، أسأل الله الحي القيوم أن يجعلنا من المتعصبين للحق، الداعين إليه بالحكمة والموعظة الحسنة إنه جواد كريم.

****************************** ((التخريج الجديد للرواية)) ******************************

جاءت هذه الرواية من ثلاث طرق فيما وقفت عليه، إلى يوم كتابة هذا الكلام، وهي:

1 - زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلَّم

واختلف على زبان في هذا الاسناد:

_ فرواه عنه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلَّم:

أ _ ابن لهيعة:

[المسند (3/ 437)، الطبراني في الكبير (2/ 183)، ابن السني (رقم 693)، فتوحات مصر (ص 199)].

ب _ ور شدين بن سعد:

[المسند (3/ 437)، الطبراني في الكبير (2/ 183)].

... ((وخالفهما)) ...

_ يحيى بن أيوب الغافقي:

فقد رواها [بإسناد صحيح إليه] عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه عن كعب الأحبار من قوله.

[الحلية (6/ 29)].

** ((وهذه الرواية تبين بجلاء ضعف زبان بن فائد وتخليطه في الروايات عن سهل، وأن الأئمة لم يقولوا عنه إنه منكر الحديث هكذا جزافا، فهم أعلم ممن بعدهم، ويجب أن نحترم كلماتهم، ونقف عندها طويلا إن أردنا أن نفهم)).

2 - حيوة بن شريح عن زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب مرسلا.

رواه عنه: عبدالله بن يزيد المقرىء [الدارمي (2/ 459)]

وتابعة عليها ((عبدالله بن وهب)) حيث إنه رواها عن:

حيوة بن شريح و ((ابن لهيعة)) عن زهرة عن ابن المسيب مرسلا [الجامع لابن وهب (3/ 112).

وفي نظري _ القاصر _ أن هذه الرواية علة للروايات التي جاءت عن ابن لهيعة عن زبان بن فائد، لأن ابن وهب من أوثق الرواة عن ابن لهيعة وكان ينقل من كتبه.

فلعل ابن لهيعة دلَّس تلك الرواية عن رشدين عن زبان [وهذا لا أجزم به، ولكن المتأمل في متابعتهما لبعضهما في غالب الروايات يشك في الأمر، وخاصة أن ابن لهيعة يصرح بالتحديث في روايات لم يسمعها، وبينه وبين من صرح عنه بالتحديث وسائط، وخير من تكلم عنه فيما رأيت هو الشيخ طارق عوض الله في مقدمة كتابه (النقد البناء لحديث أسماء)].

** ((تنبيه)) **

قد وصل هذه الرواية بعض الضعفاء فسلكوا الجادة فجعلوها عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي الرواية التي أخرجها الطبراني في الأوسط (1/ 198):

حدثنا أحمد بن رشدين قال حدثنا هانئ بن المتوكل الإسكندراني قال حدثنا خالد بن حميد المهري عن زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي قال:

((من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بني له قصر في الجنة ومن قرأها عشرين مرة بني له قصران ومن قرأها ثلاثين مرة بني له ثلاثة))

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن زهرة بن معبد متصل الإسناد إلا خالد بن حميد تفرد به هانئ بن المتوكل.

وهذه الرواية فيها:

أ _ أحمد بن رشدين، وهاني بن المتوكل: ضعيفان

ب _ تفرد خالد بن حميد المهري برفهعا حيث إنه سلك الجادة. والثقات رووه عن سعيد مرسلا.

3 - أبو معاوية عن ليث عن هلال [مصنف ابن أبي شيبة (7/ 131)]

وهذا إسناد معضل وهلال هذا لا يدرى من هو فقد قال أبو داود: ((عامة شيوخ ليث لا يعرفون)).

وأبو معاوية في روايته اضطراب عن غير الأعمش، وكذلك ليث كلام الأئمة فيه مشهور معلوم للمشتغل بهذا الفن.

فبان أن المسلم عليه أن يتأكد من أحاديث الفضائل ولا يعمل إلا بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلَّم، ففي الصحيح غنية وكفاية عن أمثال هذه الروايات الضعيفة.

وتبين أن هذه الرواية لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلَّم، وأن العمل بما جاء فيها غير صحيح.

والله أعلم وأحكم

وكتب

خالد بن عمر الفقيه الغامدي

15/ 9/1424

ـ[أبو نايف]ــــــــ[07 - 04 - 04, 05:19 م]ـ

الإمام الجليل سعيد بن المسيب من كبار التابعين في المدينة

قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالي: أفضل التابعين سعيد بن المسيب.

وقال علي بن المديني: وهو عندي أجل التابعين.

وروي عن جمع من الصحابة ومنهم الخلفاء الثلاثة:

1) عمر بن الخطاب رضي الله عنه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير