تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا الإسناد ضعيف لا يصحُّ، وقد اغتر الإمام الطَّحاوي والإمام أبو ابن عبد البر والشيخ الألباني رحمهم الله بظاهر الإسناد فصحَّحوه واحتجُّوا به، وهذا الوهم كان بسبب تصحيف في اسم أحد الرُّواة اغتر به من صحح الرِّواية من العلماء رحمهم الله تَعَالَى (3).

والتَّصحيف الَّذِيْ وقع فيها أن (حفص بن سليمان) تحرَّف إلى (جعفر بن سليمان)، ورسمهما قريب جدّا، لكن ينبغي على العلماء المحقِّقين أن ينظروا في سماع الرُّواة من بعضهم وإلى التُّفرُّد وغيره، وهذا ما لم يتنبهوا له رحمهم الله، وهم بشر غير معصومين، ولا أدَّعي أني تفوَّقت عليهم باكتشاف هذه العلَّة فما أنا إلا عيال على كتبهم وعلمهم رحمهم الله.

وبعد تصحيف الاسم تغيَّر الحكم على الحديث عند من اغتر بالاسم المحرَّف لأن حفص بن سليمان (الأسدي القارئ) ربيب عاصم بن بهدلة وصاحب رواية القرآن عنه ضعيف جدا في الحديث، وروايته غير مقبولة.

أمَّا جعفر بن سليمان (الضُّبعي) فهو مقبول الرِّواية كما هو معلوم، و تفرُّده هنا هو ما دعاني للاستغراب ثم التنقيب.

وقد ظهر ضعف هَذَا الإسناد وأنَّ هذه الرِّواية غير محتَجٍّ بها، وهي إحدى الرِّواياتِ الَّتِيْ اعتمد عليها الطَّحاوي رَحِمَهُ اللهُ وابن عبد البَرِّ والألباني رحمهم الله في عدم كفر تارك الصَّلاة (4).

أقول أنا خالد بن عمر: وتصرُّف الإمام المنذري رَحِمَهُ اللهُ في التَّرغيب يفيد ضعفها كذلك حيث إنَّه صدَّر الرِّواية بقوله " روي "، ولم يتكلَّم عليها في آخرها، وقد قَالَ في أول كتابه " التَّرغيب والتَّرهيب " (1/ 37):

((وإذا كان في الإسناد من قيل فيه كذاب أو وضاع أو متهم أو مجمع على تركه أو ضعفه أو ذاهب الحديث أو هالك أو ساقط أو ليس بشيء أو ضعيف جدا أو ضعيف أو لم أر فيه توثيقا بحيث لا يتطرق إليه احتمال التحسين صدَّرته بلفظ (روي) ولا أذكر ذلك الراوي ولا ما قيل فيه البتة، فيكون للإسناد الضعيف دلالتان:

1 - تصديره بلفظ روي

2 - إهمال الكلام عليه في آخره)). اهـ

2 - ما رواه ابن عدي في الكامل قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبيد الله الخوارزمي حدَّثني صالح بن عمران السفري الدَّعاء حَدَّثَنَا يحيى بن هاشم عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله عن النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((أُتى رجل في قبره فقيل إنا جالدوك ثلاث جلدات. قال ولم؟. قالوا لأنك صليت الصلاة بغير طهور ومررت بمظلوم فلم تنصره)) (5).

وهذه الرِّواية ضعيفة جدّا، آفتها هَذَا الكذَّاب " يحيى بن هاشم الغسَّاني "

قَالَ ابن عدي رَحِمَهُ اللهُ: كان يضع الحديث ويسرقه

وقال ابن معين: لا يحمل عن مثله الحديث، كذَّاب

وقال النَّسائي: متروك الحديث.

وقال ابن حبَّان: كان ممن يضع الحديث على الثقات، ويروى عن الأثبات الأشياء المعضلات، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب لأهل الصناعة ولا الرواية بحال.

فوجود هذه الرِّواية وعدمها سواء، فلا تصلح شاهدا أو مشهودا.

ثانيا: رواية ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

أخرج الطبراني في الكبير (12/ 267) حدثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي ثنا أيوب بن نهيك قال سمعت عطاء بن أبي رباح يقول سمعت ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يقول ثم سمعنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ((أُدْخِلَ رَجُلٌ فِي قَبْرِهِ , فَأَتَاهُ مَلَكَانَ فَقَالا لَهُ: إِنَّا ضَارِبُوكَ ضَرْبَةً. فَقَالَ لَهُمَا: عَلامَ تَضْرِبَانِي؟ فَضَرَبَاهُ ضَرْبَةً امْتَلأَ قَبْرُهُ مِنْهَا نَارًا , فَتَرَكَاهُ حَتَّى أَفَاقَ وَذَهَبَ عَنْهُ الرُّعْبُ.

فَقَالَ لَهُمَا: عَلامَ ضَرَبْتُمَانِي؟.

فَقَالا: إِنَّكَ صَلَّيْتَ صَلاةً , وَأَنْتَ عَلَى غَيْرِ طُهُورٍ , وَمَرَرْتَ بِرَجُلٍ مَظْلُومٍ وَلَمْ تَنْصُرْهُ)) (6).

أقول أنا خالد بن عمر: هذه الرِّواية ضعيفة لا تصحُّ ففيها ضعيفان:

1 - يحيى بن عبد الله البابلتي:

قال أبو زرعة: لا أحدث عنه، وقال ابن حبان: يأتي عن الثقات بأشياء معضلات يهم فيها

وقال ابن عدي: أثر الضعف على حديثه بين، وضعفه الذهبي وابن حجر رحمهم الله جميعا

2 - أيوب بن نهيك: قال أبو حاتم ضعيف الحديث

قال أبو زرعة: منكر الحديث

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير