الشَّجري ((أن رجلاً أتى في قبره فقيل له: إنا جالدوك فلم يزل يناقصهم ويناقصوه حتى قالوا: إنا جالدوك جلدة واحدة، قال أخبروني لم تجلدوني؟ قالوا نجلدك ثم نخبرك، قال: فجلدوه جلدة واحدة، قال: فاضطرم عليه فيها قبره ناراً فلما سرى عنه، قال أخبروني لم جلدتموني؟ قالوا: صليت صلاة كذا وكذا بغير طهور، ومررت بأخيك وهو يظلم فلم تنصره))
• ملحوظة:
جاءت روايات للقصَّة في كتب الرَّوافض عن أبي عبد الله جعفر الصَّادق رَحِمَهُ اللهُ، فيها أنَّ هَذَا الرَّجل كان من بني إسرائيل (8)
• هذا آخر ما قيَّدته من تخريج للرِّوايات وقد تبيَّن ولله الحمد أن هذه الرِّواية لم تأت من طريق صحيح متَّصل إلى النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وإنما جاءت مرسلة من التَّابعي عمرو بن شراحيل رَحِمَهُ اللهُ تعالى
• ويأتي الكلام على خطأ الاستدلال بهذه الرِّواية - لو صحَّت - على عدم كفر تارك الصلاة في الفصل التَّالي إن شاء الله
ـــــ
(1) الهندية (4/ 230)، (8/ 212) رقم: 3185، ط: الرسالة.، وقد نقل هَذَا الكلام الإمام أبو عمر بن عبد البر رَحِمَهُ اللهُ واحتجَّ به على ما احتجَّ به الإمام الطَّحاوي رَحِمَهُ اللهُ كما في التمهيد (4/ 239) فَقَالَ: ومما يدل على أن تارك الصلاة ليس بكافر كفرا ينقل عن الإسلام إذا كان مؤمنا بها معتقدا لها حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلده فلم يزل يسأل الله ويدعوه ... ، ثمَّ الشيخ الألباني رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في السلسلة الصَّحيحة حيث قَالَ: وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات ... والحديث أورده المنذري في التَّرغيب (3/ 148) برواية أبي الشيخ ابن حيَّان في كتاب (التوبيخ والتنبيه) وأشار إلى تضعيفه!، وفاته هَذَا المصدر العزيز، بالسَّند الجيِّد.
ثم قَالَ: ومن فقه الحديث، ونقل كلام الطحاوي وتأييد ابن عبد البرِّ له، ثم قَالَ: وهذا هو الحقُّ ... .
(2) الطحاوي في مشكل الآثار الهندية (4/ 230)، (8/ 212) رقم: 3185، ط: الرسالة، وأبو
الشَّيخ في " التوبيخ والتنبيه " كما عزاه المنذري وليس موجودا في المطبوع منه، وابن سمعون
الواعظ في "الأمالي " رقم 212، وعنه ابن الجوزي في " الزهديَّات " (3/ 113)
(3) وقد حصل نقاش طويل بيني وبين بعض الإخوة من طلبة العلم الفضلاء _ في ملتقى أهل الحديث _ حول هذه الرِّواية، ثم اتضح لي أن الإسناد وقع فيه تصحيف، وأنه هو العلَّة الحقيقيَّة للرِّواية كما سبق في المقدمة.
(4) وقد تكلَّم أبو الحسن المأربي وفقه الله في كتابه " سبيل النَّجاة في حكم تارك الصَّلاة " ص 180 - 182 عن هَذَا الأثر، وقد ضعَّف الأثر لكنَّه أعلَّة بقوله: ((وهذا سند رجاله ثقات، إلا أن عاصمًا، هو ابن أبي النجود بهدلة، ومثله لا يحتج به، لكلام فيه من قبل حفظه))، ثم استشهد له بحديث ابن عمر الضَّعيف الَّذِيْ سيأتي إن شاء الله، وقال إن حديث ابن عمر صالح للاستشهاد، ثم قَالَ ((على كل حال، فهذا الحديث يصلح للإستشهاد به، والله أعلم.
والحديث قد ذكره شيخنا الألباني رحمه الله بهذا اللفظ في "الضعيفة" (2188) وقال: ضعيف. اهـ
فالناظر في حديث ابن مسعود وابن عمر، يجد أن حديث ابن مسعود انفرد بطلب صاحب القبر التخفيف، ودعاء الله عز وجل بذلك، وأن الله استجاب له، فهذا مما انفرد به عاصم، ولا يحتج به، أما بقية الحديث، فحديث ابن عمر يشهد له، والله أعلم)).
فلم يقف على العلَّة الحقيقيَّة لهذه الرِّواية وهي التصحيف الَّذِيْ حصل في اسم (حفص بن سليمان).
(5) الكامل (9/ 121) ط الكتب العلمية، ترجمة " يحيى بن هاشم السمسار الغسَّاني "
(6) قَالَ الهيثمي في المجمع (7/ 268) فيه يحيى بن عبد الله البابلتي، وهو ضعيف، و ضعفة الألباني رحمه
الله في الضعيفة (5/ 210) رقم 2188.
(7) وقع في المجالسة " عن أبي ميسرة " وهي كنية عمرو بن شرحبيل
(8) هذه الرِّوايات لا أسوقها من باب الاحتجاج، بل من باب المعرفة، فلعلنا نجد في روايات السُّنَّة ما يؤيدها:
1 - في كتاب المحاسن للبرقي (1/ 78)
أحمد بن أبي عبد الله البرقى، عن محمد بن حسان، عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي بخران، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال، أقعد رجل من الأحبار في قبره، فقيل له: إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله، قال: لا أطيقها، فلم يزالوا يقولون حتى انتهى إلى واحدة، فقالوا: ليس منها بد، فقال: فبم تجلدوني؟ قالوا نجلدك لأنك صليت صلاة يوما بغير وضوء، ومررت على ضعيف فلم تنصره، فجلد جلدة من عذاب الله فامتلى قبره نارا.
2 - أخرج ابن بابويه القمي في كتابيه، علل الشَّرائع (1/ 309) و الأعمال ص 267 ط الأعلمي
حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن السندي بن محمد عن صفوان بن يحيى عن صفوان بن مهران بن الحسن عن أبي عبد الله (ع) قال: أقعد رجل من الأحبار في قبره فقيل له إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله فقال لا أطيقها فلم يفعلوا حتى انتهوا إلى جلده واحدة فقالوا ليس منها بد قال فيما تجلدونيها قالوا نجلدك لأنك صليت يوما بغير وضوء ومررت على ضعيف فلم تنصره، قال: فجلدوه جلدة من عذاب الله تعالى فامتلى قبره نارا.
¥