تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابو محمد المصرى الأثرى]ــــــــ[23 - 03 - 10, 06:32 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله تعالي وبركاته

كنت قرأت في مرحلة متقدمة من عمري _منذ حوالي خمس عشرة سنة_كتاب (شرح الصدور بشرح حال الموتي و القبور) للسيوطي وذكر فيه هذا الحديث -موضوع المذاكرة-و ذكر أن البخاري - رحمه الله تعالي وقدس روحه و رفع درجته في الفردوس الأعلي-أخرج هذا الحديث،و كنت أستغرب هذا جدا.

فلما ذكر الأخ /خالد بن عمر هذا الحديث بحثت عن كتاب السيوطي -سابق الذكر-فوجدت نسخة ألكترونية (طبعة دار المدني /تصدير أحمد حمدي إمام) قال السيوطي-ص165 في و سط الصفحة-:

و أخرجه البخاري،و أبو الشيخ في كتاب التو بيخ، عن ابن مسعود (رضي الله عنه)،عن النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) ...... الحديث.

قلت:

لعل السيوطي -رحمه الله- و قع له ما وقع لأخينا أبي إسحاق التطواني (


بينما أنا أقرأ في كتاب (الحدائق في علم الحديث والزهديات) لابن الجوزي فإذا بي أعثر على علة هذا الحديث، ولله الحمد والمنة، فقد قال (3/ 113): أخبرنا هبة الله بن أحمد الحريري (في الأصل: الجريري، وهو تصحيف)، قال: أخبرنا أبو طالب العشاري، قال: حدثنا أبو الحسين بن سمعون، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا عمرو بن عون الواسطي، قال: حدثنا حفص بن سليمان، عن عاصم، عن شقيق، عن عبد الله، عن النبي –صلى الله عليه وسلم-، قال: ((إن الله تعالى أمر بعبد من عباده أن يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يسأل حتى صارت جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه نارا، فلما سري عنه وأفاق قال: لم جلدتموني؟ قالوا: إنك صليت صلاة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره)).
· قلت: هذا سند صحيح إلى عمرو بن عون؛ أبو الحسين بن سمعون هو: محمد بن أحمد ابن إسماعيل بن عنبس البغدادي الواعظ ثقة إمام زاهد توفي سنة 387هـ، ثم وقفت بعد ذلك على هذا الحديث في أماليه -المطبوعة مؤخرا بدار البشائر- (رقم212)، فلله الحمد والمنة.
· وشيخه أبو بكر محمد بن جعفر هو المطيري الصيرفي، وثقه الدارقطني وغيره كما في تاريخ بغداد (2/ 145).
· ومحمد بن إسماعيل (1) الراجح عندي أنه: أبو إسماعيل السلمي الترمذي؛ قال فيه الحافظ في التقريب (رقم5775): "ثقة حافظ، لم يتضح كلام أبي حاتم فيه"، وعمرو ابن عون تقدم، وحفص بن سليمان هو المقرئ متروك.
· فتبين مما سبق، أن ما استقرأه الأخ الفاضل (خالد بن عمر) حفظه الله هو الصواب، ولعل تصحيف اسم (حفص) بـ (جعفر) من شيخ الطحاوي: فهد بن سليمان المصري النحاس، فيكون هذا من خطأ المصريين على الواسطيين، والله أعلم.

ولا تنسونا من صالح دعواتكم ..

ــــــــــــ
(1) (محمد بن إسماعيل) في طبقة شيوخ المطيري كثير، وقد ترجح لي أنه الترمذي لأني وجدته يروي عنه كما في كامل ابن عدي (3/ 448) وتاريخ بغداد للخطيب (3/ 300)، ولم يذكروا في في ترجمة المطيري ضمن شيوخه من اسمه (محمد بن إسماعيل)، والله الموفق.)
فظن-واهما- أن محمد بن إسماعيل في هذا السند هو نفسه البخاري -رحمه الله-.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير