تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[28 - 06 - 02, 09:06 م]ـ

الحديث الثامن:

روى يحي بن يحيى الليثي عن مالك عن زيد بن أسلم عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه أن عبد الله بن عباس والمسور بن مخرمة اختلفا بالأبواء، فقال عبد الله يغسل المحرم رأسه، وقال المسور بن مخرمة لا يغسل المحرم رأسه، قال: فأرسلني عبد الله بن عباس إلى أبي أيوب الأنصاري فوجدته يغتسل بين القرنين، وهو يستر بثوب فسلمت عليه، فقال: من هذا؟، فقلت: أنا عبد الله بن حنين أرسلني إليك عبد الله بن عباس أسألك كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغسل رأسه وهو محرم. قال: فوضع أبوأيوب يده على الثوب فطأطأه حتى بدا لي رأسه، ثم قال لإنسان يصب عليه: اصبب فصب على رأسه، ثم حرك رأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعل.

هكذا رواه يحيى الليثي، بإدخال نافع بين زيد بن أسلم وإبراهيم بن حنين، والصواب حذفه، وقد خالفه رواة الموطأ، وكل من روى الحديث عن مالك، فرووه بغير ذكر نافع في سنده.

قال محمد بن الحارث الخشني في طبقات الفقهاء (ص265): " .. وهم فيه يحيى فزاد في إسناده نافعا، وليس فيه اسم نافع، وكذلك رواه القعنبي وابن بكير وابن وهب وعامة أصحاب مالك".

قال ابن الحذاء في رجال الموطأ (ص137): " ... وقد رواه يحيى بن يحيى عن مالك عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، وهو وهم لم يقله أحد غيره فيما علمت".

وقال ابن عبد البر في التمهيد (4/ 261): "روى يحيى بن يحيى هذا الحديث عن مالك عن زيد بن أسلم عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه فذكره. ولم يتابعه على إدخال نافع بين زيد بن أسلم وبين إبراهيم بن عبد الله بن حنين أحد من رواة الموطأ عن مالك فيما علمت، وذكر نافع في هذا الإسناد عن مالك خطأ عندي لا أشك فيه، فلذلك لم أر لذكره في الإسناد وجها وطرحته منه كما طرحه ابن وضاح وغيره، وهو الصواب إن شاء الله، وهذا مما يحفظ من خطأ يحيى بن يحيى في الموطأ وغلطه .. ".

وممن خالف يحيى في هذا الحديث (ليس قصدي الحصر):

1 - عبد الرحمن بن مهدي، عند أحمد في مسنده (5/ 418).

2 - قتيبة بن سعيد المصري، عند مسلم في صحيحه (رقم1205) والنسائي في المجتبى (رقم2665) وغيرهما.

3 - عبد الله بن مسلمة القعنبي، عند أبي داود في سننه (1840) وغيره.

4 - أبو مصعب الزهري في الموطأ، ومن طريقه ابن ماجه في سننه (2934) وغيره.

5 - عبد الله بن يوسف التنيسي، عند البخاري في صحيحه (1743).

6 - سويد بن سعيد الحدثاني في الموطأ (/).

7 - عبد الرحمن بن القاسم المصري في الموطأ كما في الملخص للقابسي (/).

8 - محمد بن إدريس الشافعي في مسنده (ص116) -ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (5/ 63) -.

9 - محمد بن الحسن الشيباني في الموطأ (رقم419).

10 - يحيى بن عبد الله بن بكير المصري في الموطأ (ق/).

11 - عبد الله بن وهب المصري كما في طبقات الفقهاء والمحدثين للخشني (ص265).

ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[29 - 06 - 02, 10:05 م]ـ

إن شاءالله سأواصل الكلام على أخطاء يحيى التي جمعت، وهناك أيضا أخطا في الموطإ من ابن يحيى: عبيد الله نص عليها الأئمة وهي قليلة، بالمقارنة مع أخطاء والده، وسأنبه عليها بإذن الله، ولابن وضاح القرطبي وابن خلفون تألفين في أهطاء يحيى بن يحيى الليثي في الموطإ، وقد سرد أخطاءه الخشني في طبقات الفقهاء والمحدثين، وكذلك ابن عبد البر (سرد بعضها فقط) في التمهيد والاستذكار، وكذا ابن الحذاء في رجال الموطإ سرد بعضها.

وللحديث صلة ...

ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[29 - 06 - 02, 10:35 م]ـ

وبارك الله فيك أخي السيف المجلى،

وبإذن الله سآتي على كل الأحاديث التي أخطأ فيها يحيى بن يحيى الليثي، وأسألكم صالح دعواتكم ...

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 06 - 02, 10:56 م]ـ

أخرج البخاري (#4843) ومسلم (#1419) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، قال حدثنا أبو سلمة، قال حدثنا أبا هريرة أن رسول الله ? قال: «لا تُنكَحَ الأيم حتى تُستَأمر، ولا تُنكَح البَكر حتى تُستأذَن». قالوا: «يا رسول الله، وكيف إذنها؟». قال: «أن تسكت». وقد رواه بهذا اللفظ هشام وشيبان ومعاوية بن سلام. ورواه الأوزاعي عند الترمذي (3\ 415) وأبان عند أبي دود (2\ 231)، بنفس الإسناد لكن بلفظ "الثيّب" بدلاً من "الأيم". والظاهر أنهما روياه بالمعنى.

وفي حديثٍ صحيحٍ آخر عند النسائي (6\ 84) من طرقٍ عن عبد الله بن الفضل، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن ابن عباس مرفوعاً: «الأيم أحق بنفسها من وليّها، والبكر تستأذن في نفسها. وإذنها صماتها». رواه بهذا اللفظ رواه مالك بن أنس وصالح بن كيسان. ورواه بلفظ "الثيّب" زياد بن سعيد، ومالك بن أنس كذلك! واختلف العلماء في معنى الأيم، فمنهم من قال أنها الثيب فقط، ومنهم من قال أي امرأةٍ غير متزوجة.

السؤال: هل الخطأ هنا من مالك نفسه أم من الرواة عنه؟ وهل هذا خطأ أصلاً أم أن مالك كان يروي بالمعنى؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير