تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[24 - 07 - 02, 11:18 م]ـ

الحديث الثاني والثلاثون:

روى يحيى بن يحيى الليثي عن زياد –وهو ابن عبد الرحمن شبطون اللخمي الأندلسي- عن مالك عن ابن شهاب عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أراد أن يعتكف، فلما انصرف إلى المكان الذي أراد أن يعتكف فيه وجد أخبية: خباء عائشة وخباء حفصة وخباء زينب، فلما رآها سأل عنها، فقيل له: هذا خباء عائشة وحفصة وزينب. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "آلبر تقولون بهن"، ثم انصرف، فلم يعتكف حتى اعتكف عشرا من شوال.

هكذا روى هذا الحديث يحيى عن شبطون، وخالفه أصحاب مالك فرووه كلهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة عن عائشة –رضي الله عنها-، واختلفوا في وصله وإرساله عن مالك، ولا يضر فالحديث محفوظ من حديث يحيى بن سعيد، وذكر (ابن شهاب الزهري) في إسناده لا معنى له.

قال أحمد بن خالد –كما في أخبار الفقهاء والمحدثين (ص261) -: "وقع في باب من تلك الأبواب غلط من [والصواب: في] إسناد حديث رواه يحيى بن يحيى عن زياد بن عبد الرحمن عن مالك بن أنس عن الزهري، ورواه أصحاب مالك كلهم عن يحيى بن سعيد عن عمرة.

قال أحمد: فأردت أن أتبث وأعرف إن كان الغلط من زياد بن عبد الرحمن أو من يحيى بن يحيى فسألت بعض آل زياد، فأخرج إلي الكتاب الذي رواه زياد عن مالك، فوجدت الورقة التي فيها تلك الأبواب قد نزعت من كتاب زياد، فتأولت أن زياداً فعل ذلك إعظاما ليحيى بن يحيى لئلا يشره أحد في روايته عنه."اهـ

وهناك احتمال آخر، وهو أن آل زياد علموا بخطأ تلك الرواية، فنزعوا الأوراق، حتى لا يُعلم ممن الخطأ، والله أعلم.

وقال الخشني في أخبار الفقهاء (ص264): " .. والمحفوظ أنه رواه [ورد هنا ذكر (عن)، ولا معنى لذكرها] مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة، كما رواه (أصحاب) مالك عنه، فلا أدري إن كان الوهم فيه من قبل يحيى أو زياد".

قال ابن عبد البر في التمهيد (11/ 189): "هكذا هذا الحديث ليحيى في الموطأ عن مالك عن ابن شهاب، وهو غلط وخطأ مفرط لم يتابعه أحد من رواة الموطأ فيه عن ابن شهاب، وإنما هو في الموطأ لمالك عن يحيى بن سعيد".

وقال أيضا (11/ 189 - 190): "وأما رواية يحيى عن مالك عن ابن شهاب فلم يتابعه أحد على ذلك وإنما هذا الحديث لمالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة لا عن ابن شهاب عن عمرة، كذلك رواه مالك وغيره وجماعة عنه، ولا يعرف هذا الحديث لابن شهاب لا من حديث ملك، ولا من حديث غيره من أصحاب ابن شهاب، وهو من حديث يحيى بن سعيد محفوظ صحيح سنده، وهذا الحديث مما فات يحيى سماعه عن مالك في الموطأ فرواه عن زياد بن عبدالرحمن المعروف بشبطون -وكان ثقة- عن ملك، وكان يحيى بن يحيى قد سمع الموطأ منه بالأندلس، ومالك يومئذ حي، ثم رحل فسمعه من مالك حاشى ورقة في الاعتكاف لم يسمعها أو شك في سماعها من مالك فرواها عن زياد عن مالك،وفيها هذا الحديث. فلا أدري ممن جاء هذا الغلط في هذا الحديث أمن يحيى أم من زياد، ومن أيهما كان ذلك فلم يتابعه أحد عليه".

والذين خالفوا يحيى فيه:

1 - عبد الله بن يوسف التنيسي: عند البخاري في صحيحه (2034).

2 - عبد الله بن نافع المدني: عند أبي نعيم في مستخرجه على البخاري –كما في الفتح (4/ 277) -.

3 - يحيى بن بكير المصري: عند البيهقي في الكبرى (4/ 323).

4 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (*/*).

وعزاه الحافظ في الفتح (4/ 277) لكل الموطآت كما رواه أصحاب مالك.

ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[25 - 07 - 02, 11:14 م]ـ

الحديث الثالث والثلاثون:

روى يحيى بن يحيى عن مالك في الموطأ عن هشام بن عروة عن أبيه أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله، إني رجل أصوم، أفأصوم في السفر؟ فقال له رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر".

هكذا رواه يحيى الليثي عن مالك فقصر فيه، ورواه الرواة عن مالك عنه عن هشام بن عروة عن أبيه عن أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها أن حمزة بن عمرو الأسلمي ... الحديث.

قال ابن عبد البر في التمهيد (22/ 146): " هكذا قال يحيى عن مالك عن هشام عن أبيه أن حمزة بن عمرو، وقال سائر أصحاب مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال: يا رسول الله أصوم في السفر، وكان كثير الصيام .. ".

والذين خالفوا يحيى الليثي عن مالك:

1 - عبد الله بن يوسف التنيسي: عند البخاري في صحيحه (1943).

2 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: في الموطأ كما في تلخيص القابسي (**) –ومن طريقه النسائي في المجتبى (2306).

3 - محمد بن إدريس الشافعي: في اختلاف الحديث (ص84) والأم (2/ 102).

4 - عبد الله بن وهب المصري: عند الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 69).

5 - عبد الله بن عبد الحكم المصري: عند الطبراني في الكبير (3/رقم2964).

6 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: عند الطبراني أيضا (3/رقم2964).

7 - معن بن عيسى القزاز: عند جعفر الفريابي في الصيام (رقم109).

8 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (*/*).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير