تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[06 - 08 - 02, 11:21 م]ـ

الحديث الأربعون:

روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام حجة الوداع فأهللنا بعمرة، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان معه هدي فليهلل بالحج مع العمرة، ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا"، قالت: فقدمت مكة وأنا حائض فلم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة فشكوت ذلك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "انقضي رأسك وامتشطي وأهلي بالحج ودعي العمرة"، قالت: ففعلت، فلما قضينا الحج أرسلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق إلى التنعيم فاعتمرت، فقال: "هذا مكان عمرتك"، فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم حلوا منها، ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى لحجهم، وأما الذين كانوا أهلوا بالحج أو جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافا واحدا.

وحدثني عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة بمثل ذلك.

قال ابن عبد البر في التمهيد (8/ 199): "روى هذا الحديث يحيى في الموطأ عن مالك عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة هكذا قالت: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحديث حرفا بحرف، ثم أردفه بحديث مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة، ولم يذكر في إسناد ابن شهاب عن عروة عن عائشة أكثر من قوله بمثل ذلك عطفا على حديث عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة كما ذكرنا لفظه وسياقه هنا، وهذا شيء لم يتابع يحيى عليه أحد من رواة الموطأ فيما علمت ولا غيرهم عن مالك، أعني إسناد عبدالرحمن بن القاسم في هذا المتن، وإنما رواه أصحاب مالك كلهم كما ذكرنا عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة إلى قوله (وأما الذين كانوا أهلوا بالحج) فلم يذكروه، وقالوا: (وأما الذين جمعوا الحج والعمرة) ".

وقال أيضا (8/ 200): "فحصل ليحيى حديث هذا الباب بإسنادين، ولم يفعل ذلك أحد غيره، وإنما هو عند جميعهم عن مالك بإسناد واحد عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة، وهو المحفوظ المعروف عن مالك، وسائر رواة ابن شهاب".

قلت: يتبين من كلام ابن عبد البر أن يحيى الليثي غلط فروى حديث عائشة –رضي الله عنها- بإسنادين، إنما رواه أصحاب مالك عنه بإسناد واحد عن ابن شهاب عن عروة عن أبيه عن عائشة، وكذلك خالفوه في متنه فقد قال يحيى في الحديث (وأما الذين كانوا أهلوا بالحج أو جمعوا بين الحج والعمرة)، وقال أصحاب مالك كلهم (وأما الذين جمعوا الحج والعمرة).

والذين خالفوا يحيى الليثي عن مالك:

1 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: عند البخاري في صحيحه (1556) وأبي داود في سننه (1781).

2 - عبد الله بن يوسف التنّيسي: عند البخاري في صحيحه (1638).

3 - محمد بن إدريس الشافعي: في السنن المأثورة (474).

4 - عبد الرحمن بن مهدي: عند أحمد في مسنده (6/ 35 و177).

5 - بشر بن عمر الزهراني: عند النسائي في الكبرى (2/رقم3909) وابن الجارود في المنتقى (422).

6 - عبد الله بن وهب المصري: عند ابن خزيمة في صحيحه (4/رقم2788 و2789) والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 199).

7 - محمد بن جعفر غندر: عند أحمد (6/ 177) وابن خزيمة في صحيحه (2789).

8 - محمد بن الحسن الشيباني: في الموطأ (رقم465).

9 - يحيى بن يحيى النيسابوري: عند مسلم في صحيحه (1211).

10 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: في الموطأ بتلخيص القابسي (**) ومن طريقه النسائي في المجتبى (2764).

11 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (1/رقم1303 و1325).

12 - يحيى بن بكير المصري: في الموطأ (كما في موطأ الإمام المهدي ص273) ومن طريقه أبو نعيم في مستخرجه على مسلم (3/رقم2794) والبيهقي في الكبرى (5/ 105).

13 - إسماعيل بن أبي أويس المدني: عند البخاري في صحيحه (4395).

وقد رواه جماعة عن مالك لكن اختصوا متنه، وهم:

14 - قتيبة بن سعيد المصري: عند أبي داود في سننه (1896) والنسائي في الكبرى (2/رقم4172).

15 - أشهب بن عبد العزيز المدني: عند النسائي في المجتبى (242)، وقرن مع الزهري: هشام بن عروة.

16 - يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة: عند النسائي في الكبرى (2/رقم4175).

17 - أبو سعيد مولى بني هاشم.

18 - موسى بن داود الضبي.

19 - إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير الهاشمي [ذكر هؤلاء الثلاثة ابن عبد البر في التمهيد (8/ 201)].

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 08 - 02, 11:48 م]ـ

أخي التطواني

كم حديثاً أخطأ بها يحيى بن يحيى؟

أيضاً هل تجد نفس نسبة الخطأ في روايات أخرى كرواية محمد بن الحسن للموطأ؟

ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[07 - 08 - 02, 11:16 م]ـ

ال>ي يظهر ولله أعلم أن يحيى الليثي هو أكثر رواة الموطأ خطأ، والله أعلم، وإلى الآن لم أحثر أخطاءه، وقد أوصلها إبراهيم بن محمد بن باز إلى ثلاثمائة خطأ ..

وللموضوع صلة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير