ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[28 - 11 - 04, 08:05 م]ـ
يقول الإمام الشاطبي .. رحمه الله في ذكر طرق أهل العلم .. ما يسعفالسائل .. وما أخاله الجواب الكامل ..
{الشرط الآخر: أن يتحرى كتب المتقدمين من أهل العلم المراد؛ فإنهم أقعد به من غيرهم من المتأخرين وأصل ذلك التجربة و الخَبَر.
أما التجربة فهو أمر مشاهد في أي علم كان فالمتأخر لا يبلغ من الرسوخ في علم ما يبلغه المتقدم , وحسبك من ذلك أهل كل علم عملي أو نظري فأعمال المتقدمين - في إصلاح دنياهم ودينهم - على خلاف أعمال المتأخرين , وعلومهم في التحقيق أقعد , فتحقق علم الصحابة بعلوم الشريعة ليس كتحقيق التابعين , والتابعون ليسوا كتابعيهم , وهكذا إلى الآن ومن طالع سيرهم وأقوالهم وحكاياتهم أبصر العجب في هذا المعنى 0
أما الخير: ففي الحديث (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم) (1) وفي هذا إشارة إلى أن كل قرن مع ما بعده كذلك ... ثم ذكر أثر اين مسعود ليس عام إلا والذي بعده شر منه .. ) (2) ....
والأخبار هنا كثيرة وهي تدل على نقص الدين والدنيا , وأعظم ذلك العلم , فهو إذا في نقص بلا شك.
ولذلك صارت كتب المتقدمين وكلامهم وسيرهم , أنفع لمن أراد الأخذ بالاحتياط في العلم , وخصوصا علم الشريعة , الذي هو العروة الوثقى , ةالوَزَرُ الأَحْمَى , وبالله التوفيق.} أهـ. الموافقات (1/ 148) ت/مشهور 0
ومعلوم أن العراقي والسيوطي بينهما قرن من الزمان تقريبا ..
(1) قال المحقق حفظه الله أنه في الصحيح ,, ولا أدري فلعله خطأ منه حفظه الله. لأن روايات البخاري ليس فيها خير القرون .. وقد تتبعتها .. وأذكر من زمن ليس باليسير كلام لإمام هذا الفن في هذا الزمان -الألباني- في شريط له فقال (ولم تثبت هذه اللفظه) يقصد (خير القرون قرني) والذي في الصحيح بألفاظ عده .. خير الناس .. وسأل أي الناس خير قال قرني .. وقال خيركم قرني .. والله أعلم ..
(2) وإسناده ضعيف وله شواهد بمعناه.
يذكر في ترجمةابن السبع (بفتح المهملة وسكون الموحدة وبالعين المهملة)
ذكر القاضي علاء الدين في تاريخ حلب أنه حفظ ربع ألفية العراقي في يوم واحد ولو عمر لفاق الأقران لكن مات عن نيف وثلاثين سنة في شهر رمضان .. ذكره ابن العماد في شذرات الذهب.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[29 - 11 - 04, 08:02 م]ـ
ذكر الشوكاني في البدر الطالع .. في ترجمة:
ابراهيم بن محمد بن خليل البرهان الطرابلسى
وذكر شيئا من تآليفه ومنها كتاب التيسير على الفية العراقى وشرحها مع زيادة أبيات فى الأصل غير مستغنى عنها .. (فهل من خبر عن هذا الكتاب وهذه الزيادات .. )
وفي بيان صريح للشوكاني .. وفصل بين الألفيتين فقال رحمه الله في ترجمة الإمام السيوطي ما نصه
{وانه عمل ألفية فى الحديث فايقة على ألفية العراقى}
. -. يتبع بحول الله. -.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 11 - 04, 09:55 م]ـ
يقول الإمام الشاطبي .. رحمه الله في ذكر طرق أهل العلم .. ما يسعفالسائل .. وما أخاله الجواب الكامل ..
{[ COLOR=DarkRed] الشرط الآخر: أن يتحرى كتب المتقدمين من أهل العلم المراد؛ فإنهم أقعد به من غيرهم من المتأخرين وأصل ذلك التجربة و الخَبَر.
ومعلوم أن العراقي والسيوطي بينهما قرن من الزمان تقريبا ..
- أحسنتم أبا أنس ...
جزاكم الله خيراً
هنا تعقبان:
- الأول: لا يلزم من التقدُّم في التأريخ التقدُّم في الفضل مطلقاً، فكم من متأخِّرٍ فاق من تقدَّمه في أمرٍ.
وقد قال ابن مالك:
......... فائقةً ألفية ابن معطي
وهو بسبق حائزٌ تفضيلاً * * * مستوجبٌ ثنائيَ الجميلا
- ولا شكَّ أن التعويل على نظم ابن مالك لا ابن معطي ...
بل هذا حال كثير من المتون النثر منها والنظم
فالمتون المعتمدة التي عليها المعوَّل والدراسة في كثير من الفنون إنما هي المتأخرة لا المتقدِّمة.
- وذلك لأمور:
1 - أنَّ المتقدَّم سابق وقد تفوته أشياء كثيرة في ذاك العلم الذي متنه أو نظمه (وهو ما حصل في نظم العراقي)، فيأتي المتأخر فيسدُّ ما نقص.
2 - أنَّ المتقدِّم قد تعاب عليه أمورٌ فيما ذكره في متنه أو نظمه (وهو ما حصل في نظم العراقي)، فيأتي المتأخر فيتخطى ذاك المعيب ويصلحه بعبارة أوفق ...
3 - المتأخر مشتملٌ على متن أو نظم المتقدِّم وزائد عليه، ففيه خيران وحسنيان.
- الثاني: التقدُّم والتأخر فيما بين العراقي والسيوطي يسير أمره، فالسيوطي تلميذ تلامذة العراقي وقد نهل من علمه وعلم من تعقَّبه في نظمه ونكته على ابن الصلاح.
وليس المقصود بكلام العلماء عن التقدم والتأخر يؤخذ على إطلاقه في كل حال ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[07 - 12 - 04, 09:07 م]ـ
جزيتم خيرا أبا عمر .. وكلامكم لا غبار عليه ..
لكننا أيضا .. نتكلم كلاما عاماً .. أن المتقدم في الغالب .. يفوق المتأخر ..
..
وقرن ليس بالطويل .. صحيح .. لكنه ليس باليسير أيضا ..
..
فغفر الله لكم ..
ومن باب الفائدة:
بين يدي نسخة لألفية السيوطي .. تصحيح وشرح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله .. وهي مختصرة .. لكن تعليقاته نفسية ..
الطبعة قديمة .. ناشرها دار المعرفة .. وموزعها دار عباس الباز ..
¥