فخالف عبد الرحمن بن سلام الجمحي مرحومَ بن عبد العزيز العطار في السند والمتن:
في السند حيث جعل شيخ هشام: ابنَ سيرين، وليس الحسن.
وفي المتن لم يذكر ليلة النصف من شعبان.
فالجواب على هذا: أن مرحوم بن عبد العزيز العطار أوثق وأثبت من عبد الرحمن بن سلام الجمحي.
فمرحوم العطار ثقة من رجال الجماعة.
وعبد الرحمن بن سلام الجمحي: صدوق من رجال مسلم
ثم إن رواية هشام بن حسان عن ابن سيرين أشهر وهي الجادة فمن سلك الجادة مع المخالفة أولى بالوهم ممن لم يسلك الجادة والله أعلم.
فتبين أن رواية عبد الرحمن بن سلام الجمحي شاذة.
الوجه الثاني من الاختلاف: ما رواه الحمادان عن علي بن زيد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة فيقول: هل من داع فاستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟)).
وما رواه إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن عبد الله بن عامر استعمل كلاب بن امية على الأبلة فمر به عثمان بن أبي العاص فقال له ما شأنك؟ الحديث.
وما رواه عدي بن الفضل عن علي بن زيد عن الحسن عن كلاب بن أمية عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول: ((ينْزل الله عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا، ثم يأمر منادياً ينادي: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من داع فأستجيب له؟)) ثم قال رسول الله: ((إنَّ داود عليه السلام خرج ذات ليلة على أهله في ثلث الليل فقال: يا أهلي، قوموا فصلوا، فإن هذه ساعة يستجاب فيها الدعاء إلا لعشار أو ساحر)).
فالجواب: أن علي بن زيد سيء الحفظ ومخالفته تعد منكرة وقد اضطرب فيه، وفي الرواية الثالثة عدي بن الفضل وهو متروك.
الوجه الثالث: ما رواه خليد بن دعلج عن سعيد بن عبد الرحمن عن كلاب بن أمية أنه لقي عثمان بن أبي العاص فقال ما جاء بك؟ ..
وخليد بن دعلج ضعفه ابن معين وغيره وال النسائي: ليس بثقة، وتركه الدارقطني، وقال الساجي: مجمع على ضعفه.
وقد خلط فيه فتارة يجعله من مسند عثمان بن أبي العاص ويرويه مطولاً، وتارة يجعله من مسند كلاب بن أمية ويختصر متنه.
وقد ضعف ابن حجر سند حديث كلاب في الإصابة (5/ 615)
فظهر بما سبق أن المحفوظ هو رواية مرحوم بن عبد العزيز عن داود بن عبد الرحمن عن هشام بن حسان عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه- به. وأن سندها صحيح -إنْ شَاءَ اللهُ تَعالَى-.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[30 - 09 - 03, 10:53 ص]ـ
هذا الشاهد الذي ذكرته لايفرح به لأنه ليس في لفظ الحديث الذي ذكرته موضع الشاهد فلفظه (إذا كان ليلة النصف من شعبان فإذا مناد هل من مستغفر فاغفر له هل من سائل فأعطيه فلا يسأل أحد إلا أعطي إلا زانية بفرجها او مشرك)
فأين ما ورد في الحديث من المغفرة لكل مشرك ومشاحن!
فليس في لفظ الحديث شاهد فغاية ما يفيده مثل ما يفيد حديث النزول الإلهي كل ليلة وليس فيه زيادة البتة.
وهناك عدة أمور في بحثك لعلي أبينها بإذن الله تعالى.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[30 - 09 - 03, 11:11 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فلم أورد حديث عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه- الصحيح من أجل لفظة المشرك.
وإنما ردا على من ينكر صحة حديث النزول الإلهي ليلة النصف من شعبان.
والحديث صحيح على قواعد المتقدمين والمتأخرين.
إلا إذا كنت ترى رد حديث الحسن بتهمة التدليس فهات من صنيع الأئمة ما يثبت ذلك في الحسن البصري رحمه الله.
وأمامك إمامان يذهبان إلى سماعه أحمد والبخاري ..
وهو حديث صحيح بلا شك.
ومرحبا بالنقد العلمي المبني على أصول السلف.
والله الموفق.
ـ[الشافعي]ــــــــ[30 - 09 - 03, 11:14 ص]ـ
لا يوجد أحد هنا ينكر النزول الإلهي ليلة النصف من شعبان فإن النزول
ثابت في كل ليلة وليلة النصف منها.
وإنما الذي لا يثبت هو ما ورد في خصوص تلك الليلة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[30 - 09 - 03, 11:19 ص]ـ
لاأحد ينكر النزول الإلهي في النصف من شعبان أو غيره من الأيام وكلها سواسية إلا المبتدعة
أما الحديث الذي ذكرته فسواء صح أم لا، فلا يفيدنا في مسألتنا هذه فهو أجنبي عنها
اللهم إلا في زيادة إثبات نزول الله تعالى في كل ليلة، وهذا والحمد لله ثابت في أحاديث كثيرة
ونحن كلامنا حول نزول الله في النصف من شعبان ومغفرته للناس كلهم إلا لمشرك أو مشاحن.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[30 - 09 - 03, 11:20 ص]ـ
النزول كل ليلة يكون في الثلث الأخير من الليل.
أما ليلة النصف فلعله يشمل كل الليلة.
وكذلك شمولية المغفرة إلا من استثني وهم: المشرك والمخاصم (المشاحن) والعاق وقاطع الرحم والزانية وقاتل النفس.
والله أعلم
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[30 - 09 - 03, 11:26 ص]ـ
ثم إن لفظ حديث عثمان رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان ليلة النصف من شعبان فإذا مناد هل من مستغفر فاغفر له هل من سائل فأعطيه فلا يسأل أحد إلا أعطي إلا زانية بفرجها او مشرك)).
ففيه النص على المشرك.
والله أعلم
¥