تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فيرويه ابن لهيعة عن عبدالرحمن ابن أنعم عن عبادة بن نسي عن كثير بن مرة عنه. أخرجه أبو محمد الجوهري في المجلس السابع والبزار في مسنده (ص245) وقال: (إسناده ضعيف). قلت: وعلته عبدالرحمن هذا، وبه أعله الهيثمي فقال: (وثقه أحمد بن صالح، وضعفه جمهور الأئمة، وابن لهيعة لين، وبقية رجاله ثقات). قلت: وخالفه مكحول فرواه عن كثير بن مرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلاً. رواه البيهقي وقال: (وهذا مرسل جيد). كما قال المنذري. وأخرجه اللالكائي (1/ 102/1) عن عطاء بن يسار ومكحول والفضل بن فضالة بأسانيد مختلفة عنهم موقوفاً عليهم، ومثل ذلك في حكم المرفوع؛ لأنه لا يقال بمجرد الرأي. وقد قال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف (ص143): (وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة، وقد اختلف فيها، فضعفها الأكثرون وصحح ابن حبان بعضها، وخرجه في صحيحه، ومن أمثلها حديث عائشة قالت: فقدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ... ) الحديث.

8 - وأما حديث عائشة

فيرويه حجاج عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عنها مرفوعاً بلفظ: (إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب). أخرجه الترمذي (1/ 143) وابن ماجه (1389) واللالكائي (1/ 101/2) وأحمد (6/ 238) وعبد بن حميد في المنتخب من المسند (194/ 1 - مصورة المكتب) وفيه قصة عائشة في فقدها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة. ورجاله ثقات، لكن حجاج وهو ابن أرطأة مدلس وقد عنعنه، وقال الترمذي: (وسمعت محمداً (يعني البخاري): يضعف هذا الحديث).

وجملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب، والصحة تثبت بأقل منها عدداً، ما دامت سالمة من الضعف الشديد كما هو الشأن في هذا الحديث، فما نقله الشيخ القاسمي رحمه الله تعالى في إصلاح المساجد (ص170) عن أهل التعديل والتجريح أنه ليس في فضل ليلة النصف من شعبان حديث يصح،فليس مما ينبغي الإعتماد عليه، ولئن كان أحد منهم أطلق مثل هذا القول فإنما أُوتي من قبل التسرع وعدم وسع الجهد لتتبع الطرق على هذا النحو الذي بين يديك. والله تعالى هو الموفق. " انتهى كلامه رحمه الله تعالى.


التنبيه على كلام الشيخ الألباني المذكور في المقال السابق

1) حديث معاذ رضي الله عنه:
ذكره الدارقطني في العلل (6/ 50) وبين أوجه الاختلاف فيه فقال:
يروى عن مكحول واختلف عنه فرواه أبو خليد عتبة بن حماد القاري عن الأوزاعي عن مكحول وعن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال ذلك هشام بن خالد عن أبي خليد حدثناه ابن أبي داود قال ثنا هشام بن خالد بذلك وخالفه سليمان بن أحمد الواسطي فرواه عن أبي خليد عن ابن ثوبان عن أبيه عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل ((كلاهما غير محفوظ))
وقد روي عن مكحول في هذا روايات
وقال هشام بن الغاز عن مكحول عن عائشة رضي الله عنها
وقيل عن الأحوص بن حكيم عن مكحول عن أبي ثعلبة
وقيل عن حبيب بن صهيب عن أبي ثعلبة وقيل عن مكحول عن أبي إدريس مرسلا
وقال الحجاج بن أرطأة عن مكحول عن كثير بن مرة مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
وقيل عن مكحول من قوله
((والحديث غير ثابت))
انتهى كلام الدارقطني رحمه الله.
ويبدوا أن مكحولا قد اختلف عليه في هذا الحديث كثيرا كما سبق في كلام الدارقطني وأشار إلى هذا الاختلاف البيهقي في فضائل الأعمال ص 119 - 122 حيث ذكره
عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ رضي الله عنه
وعن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني
وعن مكحول عن كثير بن مرة الحضرمي
وعن مكحول موقوفا عليه.

2) حديث أبي ثعلبة رضي الله عنه
ذكره الدارقطني في العلل 6/ 323 فقال (يرويه الأحوص بن حكيم واختلف عنه فرواه عيسى بن يونس عن الأحوص عن حبيب بن صهيب عن أبي ثعلبة وخالفه مخلد بن يزيد فرواه عن الأحوص عن مهاصر بن حبيب عن أبي ثعلبة (((والحديث مضطرب غير ثابت) انتهى كلام الدارقطني رحمه الله.
وهناك من ذكر بين المهاصر بن حبيب وبين أبي ثعلبة (مكحولا) كما عند الطبراني في الكبير (22/ 224) والبيهقي في الفضائل ص 121 وفي الشعب كذلك
فيكون هذا لون من الاختلاف على مكحول
والأحوص فيه كلام من ناحية حفظه ومن ناحية رفعه للأحاديث
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير