#ورواه الطبراني في الدعاء (ص/61رقم140) من طريق عدي بن الفضل عن علي بن زيد عن الحسن عن كلاب بن امية عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول: ((ينْزل الله عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا، ثم يأمر منادياً ينادي: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من داع فأستجيب له؟)) ثم قال رسول الله: ((إنَّ داود عليه السلام خرج ذات ليلة على أهله في ثلث الليل فقال: يا أهلي، قوموا فصلوا، فإن هذه ساعة يستجاب فيها الدعاء إلا لعشار أو ساحر)).
وروى الطبراني في المعجم الكبير (9/ 54)، وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 388) وابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق خليد بن دعلج عن سعيد بن عبد الرحمن عن كلاب بن أمية أنه لقي عثمان بن أبي العاص فقال ما جاء بك؟ فقال: استعملت على عشر الأبلة فقال عثمان: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله يدنو من خلقه فيغفر لمن استغفر إلا لبغي بفرجها أو لعشار)) هذا لفظ الطبراني.
ولفظ ابن قانع-ومن طريقه ابن عساكر-: عن كلاب بن أمية: أنه لقي عثمان بن أبي العاص فقال له: ما جاء بك؟ قال: استعملت على عشور الأبلة. فقال له كلاب بن أمية سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن الله يدنو من خلقة فيغفر لمن استغفر الا البغي بفرجها والعشار)). فجعله من مسند كلاب بن أمية، ولذلك أورده في الصحابة.
الحكم عليه:
الحديث إسناده صحيح ورجاله ثقات.
مرحوم بن عبد العزيز: ثقة من رجال الجماعة.
وداود بن عبد الرحمن العطار: ثقة من رجال الجماعة.
هشام بن حسان: ثقة إمام من رجال الجماعة، وقد تكلم بعض العلماء في روايته عن الحسن استصغاراً له أو يرون أنه أخذها من حوشب وهو من ثقات أصحاب الحسن، ولكن الذي استقر عليه عمل الأئمة وأصحاب الصحاح هو تصحيح رواية هشام عن الحسن حتى قال ابن عدي في الكامل (7/ 113): [وهشام بن حسان أشهر من ذاك، وأكثر حديثاً فمن احتاج أن اذكر له شيئاً من حديثه فإن حديثه عمن يرويه مستقيم، ولم أرَ في حديثه منكراً إذا حدث عنه ثقة، وهو صدوق لا بأس به].
الحسن: هو ابن أبي الحسن يسار البصري الإمام الحافظ الفقيه المعروف، وهو قليل التدليس وكثير الإرسال.
قال الحاكم في المستدرك (1/ 283): الحسن لم يسمع من عثمان بن أبي العاص
وقال المزي: يقال: لم يسمع منه.
وجزم الحافظ بذلك.
وقال ابن معين -رحمَهُ اللهُ- -كما في سؤالات الدوري (4/ 260): ويقال إنه رأى عثمان بن أبي العاص.
ولكن أشار الإمام أحمد والبخاري -رحمَهُما اللهُ- إلى سماعه منه.
فقد روى عبد الله في العلل (2/ 211) عن أبيه حدثنا أبو داود قال حدثنا أبو عامر عن الحسن قال: كنا ندخل على عثمان بن أبي العاص وكان له بيت.
وكذا أورد هذه الرواية البخاري في التاريخ الكبير (6/ 212) في ترجمة عثمان بن أبي العاص حيث روى عن الحسن -رحمَهُ اللهُ- أنه قال: كنا ندخل على عثمان بن أبي العاص وقد أخلى بيتا للحديث.
وقد صحح الترمذي وابن خزيمة روايات للحسن عن عثمان بن أبي العاص وهذا يقتضي أنهما يقولان بسماعه منه.
وقال ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 342): حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا حميد الطويل قال: ذُكر عند الحسن أن صيام عرفة يعدل صيام سنة فقال الحسن: ما أعلم ليوم فضلاً على يوم، ولا لليلة على ليلة إلا ليلة القدر، فإنها خير من ألف شهر، ولقد رأيت عثمان بن أبي العاص صام يوم عرفة يرش عليه الماء من إداوة معه يتبرد به.
فالصحيح أن الحسن البصري -رحمَهُ اللهُ- سمع من عثمان بن ابي العاص -رضي الله عنه- لاسيما وأنه قد روي تصريحه بالسماع منه بسند ضعيف.
وعنعنة الحسن البصري محمولة على السماع لقلة تدليسه.
فالسند صحيح -إنْ شَاءَ اللهُ تَعالَى-.
فإن قيل: إنه قد اختلف في الحديث سنداً ومتناً على ثلاثة أوجه كلها واهية:
الوجه الأول: ما رواه عبد الرحمن بن سلام حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عثمان بن أبي العاص الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تفتح أبواب السماء نصف اليل فينادي مناد: هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى؟ هل من مكروب فيفرج عنه؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عز وجل له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشار)).
¥