العباس بن مصعب قال وضع نعيم بن حماد الفارضي كتبا في الرد على أبي حنيفة وناقض محمد بن الحسن ووضع ثلاثة عشر كتابا في الرد على الجهمية وكان من أعلم الناس بالفرائض فقال ابن المبارك نعيم هذا قد جاء بأمر كبير يريد أن يبطل نكاحا قد عقد ويبطل بيوعا قد تقدمت وقوم توالدوا على هذا ثم خرج إلى مصر فأقام بها نحو نيف وأربعين سنة وكتبوا عنه بها وحمل إلى العراق في امتحان القران مخلوق مع البويطي مقيدين فمات نعيم بالعسكر سنة تسع وعشرين
((قلت نعيم من كبار أوعية العلم لكنه لا تركن النفس إلى رواياته))
قال أبو زرعة الدمشقي قلت لدحيم حدثنا نعيم بن حماد عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحلون الحرام ويحرمون الحلال فقال هذا حديث صفوان بن عمرو حديث معاوية
قال أبو زرعة وقلت لابن معين في حديث نعيم هذا فأنكره قلت من أين يؤتى قال شبه له
وقال محمد بن علي بن حمزة سألت يحيى بن معين عن هذا فقال ليس له أصل ونعيم ثقة قلت كيف يحدث ثقة بباطل قال شبه له
قال الخطيب وافق نعيما عليه عبد الله بن جعفر الرقي وسويد بن سعيد ويروى عن عمرو بن عيسى بن يونس كلهم عن عيسى
وقال ابن عدي في حديث سويد إنما يعرف هذا بنعيم وتكلم الناس فيه من أجله ثم رواه رجل خراساني يقال له الحكم بن المبارك أبو صالح الخواستي ويقال إنه لا بأس به ثم سرقه قوم ضعفاء يعرفون بسرقة الحديث منهم عبد الوهاب بن الضحاك والنضر بن طاهر وثالثهم سويد
قال الخطيب وروي عن ابن وهب ومحمد بن سلام المنبجي جميعا عن ابن يونس ثم ساقه من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عمه ومن حديث المنبجي ثم قال أبو بكر الخطيب حدثني الصوري
قال قال لي عبد الغني الحافظ كان من حدث به عن عيسى غيلر نعيم فإنما أخذه من نعيم
((((وبهذا الحديث سقط نعيم ثم كثير من الحفاظ)))
إلا أن يحيى بن معين لم يكن ينسبه إلى الكذب فأما حديث ابن وهب فبليته من ابن أخيه لأن الله رفعه عن أدعاء مثل هذا ولأن حمزة بن محمد حدثني عن عليك الرازي أنه رأى هذا الحديث ملحقا بخط طري في قنداق ابن وهب لما أخرجه إليه بحشل ابن أخي ابن وهب وأما المنبجي فليس بحجة
قال ابن عدي قال لنا جعفر الفريابي لما أردت الخروج إلى سويد بن سعيد قال لي أبو بكر الأعين سل سويدا عن هذا الحديث قال فأملاه علي عن عيسى بن عيسى ووقفته فأبى
قال ابن عدي ورواه ابن اخي ابن وهب عن عمه عن عيسى لكن قال عن صفوان بن عمرو بدل حريز بن عثمان ورواه هلال بن العلاء حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا عيسى حدثنا حريز وروي من وجه غريب عن عمرو عن أبيه عيسى بن يونس وزعم ابن عدي وغيره أن هؤلاء سرقوه من نعيم
قال عبد الخالق بن منصور رأيت يحيى بن معين كأنه يهجن نعيم بن حماد في خبر أم الطفيل في الرؤية ويقول ما كان ينبغي له أن يحدث بمثل هذا
وقال أبو زرعة النصري عرضت على دحيم ما حدثناه نعيم بن حماد عن الوليد بن مسلم عن ابن جابر عن ابن أبي زكريا عن رجاء بن حيوة عن النواس إذا تكلم الله بالوحي الحديث فقال لا أصل له
فأما خبر أم الطفيل فرواه محمد بن إسماعيل الترمذي وغيره حدثنا نعيم حدثنا ابن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن مروان بن عثمان حدثه عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أنه رأى ربه في صورة كذا فهذا خبر منكر جدا أحسن النسائي حيث يقول ومن مروان بن عثمان حتى يصدق على الله
وهذا لم ينفرد به نعيم فقد رواه أحمد بن صالح المصري الحافظ وأحمد بن عيسى التستري وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن ابن وهب قال أبو زرعة النصري رجاله معروفون قلت بلا ريب قد حدث به ابن وهب وشيخه وابن أبي هلال وهم معروفون عدول فأما مروان وما أدراك ما مروان فهو حفيد أبي سعيد بن المعلى الأنصاري وشيخه هو عمارة بن عامر بن عمرو بن حزم الأنصاري
¥