تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولئن جوزنا أن النبي صلى الله عليه وسلم فهو أدرى بما قال ولرؤياه في المنام تعبير لم يذكره عليه السلام ولا نحن نحسن أن نعبره فأما أن نحمله على ظاهره الحسي فمعاذ الله أن نعتقد الخوض في ذلك بحيث إن بعض الفضلاء قال تصحف الحديث وإنما هو رأى رئية بباء مشددة وقد قال علي رضي الله عنه حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون

وقد صح أن أبا هريرة كتم حديثا كثيرا مما لا يحتاجه المسلم في دينه وكان يقول لو لقطع هذا البلعوم وليس هذا من باب كتمان العلم في شيء فإن العلم الواجب يجب بثه ونشره ويجب على الأمة حفظه والعلم الذي في فضائل الأعمال مما يصح إسناده يتعين نقله ويتأكد نشره وينبغي للأمة نقله والعلم المباح لا يجب بثه ولا ينبغي أن يدخل فيه إلا خواص العلماء والعلم الذي يحرم تعلمه ونشره علم الأوائل وإلهيات الفلاسفة وبعض رياضتهم بل أكثره وعلم السحر والسيمياء والكيمياء والشعبذة والحيل ونشر الأحاديث الموضوعة وكثير من القصص الباطلة أو المنكرة وسيرة البطال المختلفة وأمثال ذلك ورسائل إخوان الصفا وشعر بعرض فيه إلى الجناب النبوي فالعلوم الباطلة كثيرة جدا فلتحذر ومن فيها للفرحة والمعرفة من الأذكياء فليقلل من ذلك وليطالعه وحده وليستغفر الله تعالى وليلتجىء إلى التوحيد والدعاء بالعافية في الدين وكذلك أحاديث كثيرة مكذوبة وردت لا يحل بثها إلا التحذير من اعتقادها وإن أمكن إعدامها فحسن اللهم فاحفظ علينا إيماننا ولا قوة إلا بالله

حديث اخر أنكر على نعيم بن حماد فقال حدثنا ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن محمد بن جبير سمع عمرو بن العاص يقول لا تنقضي الدنيا حتى يملكها رجل من قحطان فقال معاوية ما هذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال هذا الأمر في قريش لا يناوئهم فيه أحد إلا أكبه الله على وجهه

ورواه شعبة عن الزهري فقال كان محمد بن جبير يحدث عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمراء فقال صالح جزرة والزهري إذا قال كان فلان يحدث فليس هو بسماع

ثم قال وقد رواه نعيم عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري قال وليس لهذا الحديث أصل ولا يعرف من حديث ابن المبارك ((قال ولا أدري من أين جاء به نعيم وكان يحدث من حفظه وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها سمعت ابن معين سئل عنه فقال ليس في الحديث بشيء ولكنه صاحب سنة))!

قلت خبر الأمراء غريب منكر والأمر اليوم ليس في قريش والنبي صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا حقا فإن كان المراد بالحديث الأمر لا الخبر فلعل والحديث فله أصل من حديث الزهري ولعل نعيما حفظه عن ابن المبارك وحدث نعيم بن حماد عن ابن المبارك أيضا عن معمر عن الزهري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جاء شهر رمضان قال قد جاءكم شهر مطهر الحديث قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في ترجمة نعيم وجودها كعادته هذا رواه أصحاب الزهري عن الزهري عن ابن أبي أنس عن أبيه عن أبي هريرة قلت فهذا غلط نعيم في إسناده

وتفرد نعيم بذاك الخبر المنكر حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا إنكم في زمان من ترك فيه عشر ما أمر به فقد هلك وسيأتي على أمتي زمان من عمل بعشر ما أمر به فقد نجا فهذا ما أدري من أين أتى به نعيم وقد قال نعيم هذا حديث ينكرونه وإنما كنت مع سفيان فمر شيء فأنكره ثم حدثني بهذا الحديث قلت هو صادق في سماع لفظ الخبر من سفيان والظاهر والله أعلم أن سفيان قاله من عنده بلا إسناد وإنما الإسناد قاله لحديث كان يريد أن يرويه فلما رأى المنكر تعجب وقال ما قال عقيب ذلك الإسناد فاعتقد نعيم أن ذاك الإسناد لهذا القول والله أعلم

وقال نعيم بن حماد حدثنا ابن المبارك وعبدة بن سليمان عن عبيد الله عن نافع عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر في العيدين سبعا في الركعة الأولى وخمس تكبيرات في الثانية كلهن قبل القراءة وهذا صوابه موقوف ولم يرفعه أحد سوى نعيم فوهم

حديثه عن معتمر عن أبيه عن أنس عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خمس من الإبل شاة فذكر صدقة الإبل وصوابه من قول الصديق واختلف في رفعه أيضا على نعيم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير