[[دراسة حديثية] لحديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة.]
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[21 - 07 - 02, 09:39 ص]ـ
للشيخ الفاضل [سلمان العودة] حفظه الله.
ومن كتابه المفيد [صفة الغرباء]
قال:
وقد ورد الحديث الذي يبشر بها عن جمع من الصحابة، وهم: أبو هريرة، ومعاوية، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعوف بن مالك، وأنس بن مالك، وأبو أُمامة، وابن مسعود، وجابر بن عبد الله، وسعد بن أبي وقَّاص، وأبو الدَّرداء، وواثلة بن الأسقع، وعمرو بن عوف المزني، وعلي بن أبي طالب، وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهم جميعًا.
وفي معظم الأحاديث ذُكرت الفرقة الناجية بعد ذكر الاختلاف، وفي بعضها ذُكر الاختلاف دون إشارة للفرقة الناجية.
وسأسوق هذه الأحاديث كلها مساقًا واحدًا؛ حتى يتبين بوضوح ثبوت الخبر في اختلاف الأمَّة ثبوتًا لا شكَّ فيه، إذ إن بعض هذه الأحاديث يشهد لبعضها الآخر.
ويكفي في ثبوت وجود الفرقة الناجية أن تكون معظم هذه الروايات ذَكَرَتْها.
ويؤكِّده تأكيدًا لا يقبل الشك، ما سيأتي -بعد- من ذكر الطائفة
المنصورة (3).
وهذه أحاديث الفرقة الناجية:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "افترقَت اليهودُ على إحدى -أو ثنْتَيْن- وسبعين فرقةً، وتفرَّقَت النَّصارى على إحدى -أو ثنْتَيْن- وسبعين فرقةً، وتفتَرقُ أُمَّتي على ثلاث وسبعينَ فرقةً" (4).
وعن أبي عامر عبد الله بن لُحَيّ قال: حَجَجْنا مع معاوية بن أبي سفيان، فلما قدمنا مكَّة؛ قام حين صلَّى صلاة الظهر، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أهل الكتابين افتَرقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملَّة، وإنَّ هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملَّة -يعني: الأهواء- كلُّها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة، وإنه سيخرج في أمتي أقوام تَجَارى بهم تلك الأهواءُ كما يَتَجارى الكَلَب (5) بصاحبه؛ لا يبقى منهُ عرقٌ ولا مِفْصَلٌ إلا دخله". والله - يا معشر العرب - لئن لم تقوموا بما جاء به نبيُّكم صلى الله عليه وسلم؛ لَغَيْرُكم من الناس أحرى أن لا يقومَ به (6).
وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "افترقتُ اليهود على إحدى وسبعينَ فرقةً، فواحدةٌ في الجنَّة وسبعون في النار، وافترقت النَّصارى على ثنتين وسبعين فرقةً، فإحدى وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده؛ لتفترقنَّ أُمَّتي على ثلاث وسبعين فرقةً، واحدةٌ في الجنة، وثنتان وسبعون في النار". قيل: يا رسول الله! مَن هُم؟ قال: "الجماعة" (7).
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستفترقُ أُمَّتي على بضع وسبعين فرقةً: أعظمُها فتنةً على أمَّتي قومٌ يقيسون الأمورَ برأيهم؛ يُحرِّمون الحلال، ويُحُّلون الحرام" (8).
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنت -يا عوف- إذا افترقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة: واحدة في الجنة، وسائرهن في النار؟ ". قلت: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: "إذا كَثُرَت الشُّرط، وَمَلَكَت الإِماءُ، وَقَعَدَت الحملانُ على المنابر، واتُّخِذَ القرآن مزامير، وزُخْرِفَتِ المساجد، ورُفِعَتِ المنابر ... "الحديث (9).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليأتيَنَّ على أُمَّتي ما أتى على بني إسرائيلَ حَذْوَ النعل بالنعل، حتى إن كان منهُم مَن أتى أُمَّه علانية؛ لكان في أُمَّتي مَن يصنع ذلك، وإنَّ بني إسرائيل تفرَّقت على ثنتين وسبعين ملَّة، وتفترق أُمَّتي على ثلاث وسبعين ملة؛ كلهم في النار؛ إلا ملة واحدة". قالوا: ومَن هي يا رسول الله؟ قال: "ما أنا عليه وأصحابي" (10).
وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بني إسرائيل افتَرَقَتْ على إحدى وسبعين فرقةً، وإن أمَّتي ستفترق على ثنتين وسبعينَ فرقةً؛ كلًّها في النار؛ إلا واحدة، وهي الجماعة" (11).
¥