وابن حبان في المجروحين، في ترجمة كثير بن مروان السلمي (2/ 225) وساقه بتمامه. والخطيب في تاريخ بغداد في ترجمة كثير - أيضًا-، كرواية الآجري سواء، رقم الترجمة (6954)، (12/ 481).
والبيهقي في الزهد الكبير، دون ذكر السياق الأول، برقم (201)، ص (147). ومدار الحديث عند جميعهم على كثير بن مروان الشامي (في نسخة المجروحين المطبوعة: "السلمي"، والتصويب من المصادر التي أخرجت الحديث، ومن كتب التراجم) عن عبد الله بن يزيد (وفي نسخة المجروحين أيضًا: "عبد الله بن بريد"، في موضعين، والتصويب من مصادر الحديث، وكتب التراجم) الدمشقي.
وقد أعله الهيثمي بالأول، قال مرة: ضعيف جدًا، وقال مرة: كذبه يحيى والدارقطني. وكثير قال فيه يحيى والدارقطني: ضعيف، وقال يحيى -مرة-: كذاب، وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: ليس حديثه بشيء، انظر: الميزان: (3/ 409)، والمعرفة والتاريخ: (2/ 450)، والمجروحين لابن حبان: (2/ 225).
ولكن في الحديث علة أخرى؛ فإن عبد الله بن يزيد: هو ابن آدم الدمشقي، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وذكر عنه حديثًا، وقال: سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه وهذا حديث باطل.
وقال الإمام أحمد: أحاديثه موضوعة، انظر: الجرح والتعديل: (5/ 197)، والمغني في الضعفاء: (1/ 363)، والديوان ص (180).
فالحديث على هذا باطل، ولكن المتن المتعلق بالغربة صحيح عدا وصف الغرباء بترك المراء وترك التكفير.
(11) رواه ابن ماجه في: 36 - كتاب الفتن، 15 - باب بدأ الإسلام غريبًا حديث رقم (3987)، (2/ 1320).
والطحاوي في المشكل: باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله: "إن الإسلام بدأ غريبًا" .. (1/ 298).
كلاهما من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، أو سعد ابن سنان، عن أنس. ويزيد: ثقة فقيه. انظر: التهذيب (11/ 318)، والتقريب: (2/ 363).
وسنان بن سعد، أو سعد بن سنان، مختلف في اسمه: صدوق له أفراد. انظر: التهذيب (3/ 471)، التقريب (1/ 287).
فالحديث - بهذا الإسناد - حسن.
وقد تابع سعدًا:
مالك بن دينار عند الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: ترجمة عمار ابن محمد بن مخلد التميمي، ورقمها (6704)، (12/ 257).
ومالك: ثقة زاهد. انظر: التهذيب (10/ 14)، التقريب (2/ 224).
والحسن البصري عند أبي نعيم في أخبار أصبهان: ترجمة إسماعيل ابن زياد بن عبيد الخزاعي، (1/ 212).
والحسن: ثقة فقيه إمام مشهور، ولكنه يرسل ويدلس، وقد لقي أنسًا، وأخذ عنه، وسبق.
فالحديث عن أنس صحيح، وله طرق أخرى ستأتي - إن شاء الله-.
(12) رواه الإمام أحمد عن أبي حازم عن ابن سعد بن أبي وقاص: سمعت أبي .. ، (1/ 184)، وكذلك رواه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند في الموضع ذاته. والبزار عنه عن ابن لسعد - وأحسبه عامرًا- عن أبيه، إلى قوله: "فطوبى للغرباء"، كتاب الفتن، باب بدأ الإسلام غريبًا .. ، حديث رقم (3286)، كشف الأستار (4/ 98). ونسبه الهيثمي في المجمع لأبي يعلى، كتاب الفتن، باب بدأ الإسلام غريبًا .. (7/ 277). وابن منده في الإيمان: 80 - ذكر ابتداء الإيمان والإسلام وتغربه .. ، برقم (424)، (2/ 521) وسمى ابن سعد: عامرًا.
ورواه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (ل 26/أ).
وعامر بن سعد: إمام ثقة مكثر، انظر ترجمته في التهذيب: (5/ 64)، وسير أعلام النبلاء: (4/ 349)، وطبقات ابن سعد (5/ 167) وغيرها فالحديث صحيح.
وقد قال فيه الهيثمي في المجمع: "ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح".
وقال الشيخ أحمد شاكر: (3/ 95)، رقم الحديث (1604).
"إسناده صحيح على إبهام ابن سعد بن أبي وقاص، فإن أبناءه كلهم ثقات معروفون".
وصحح الشيخ الألباني إسناد أبي عمرو الداني، كما في حاشية المشكاة: (1/ 60).
أما قول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله إن أبناء سعد كلهم ثقات معرفون، فما يسلم له ذلك - وكانوا عشرة- بل إن فيهم من لم يذكر بجرح ولا تعديل - فيما وقفت عليه من المصادر- كعمر وعمير وإسماعيل ويحيى وعبد الرحمن.
وانظر أسماءهم وتراجمهم في: طبقات ابن سعد: (5/ 167 - 170) وسير أعلام النبلاء: (4/ 348 - 351)، والمعارف لابن قتيبة ص (106)، وطبقات خليفة بن خياط، ص (243) وغيرها ..
بل إن من العلماء من نال من عمر بن سعد لأنه اشترك في قتل الحسين، انظر: التهذيب، ومختصر سنن أبي داود للمنذري: (2/ 142).
¥