تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد اشتغلت قبل سنوات بتخريج حديث افتراق الأمة خلال زمان إعدادي لرسالة الدكتوراه، وقد يكون في ذلك التخريج شيء من الفائدة لأصل موضوع الرد، وفي ختامه ما يتعلق بمراد الشيخ رضوان من تخريج زيادة (كلها في الجنة إلا واحدة).

والله الموفق لكل خير وبر

ـ[د. مصعب الخير]ــــــــ[23 - 12 - 05, 08:47 ص]ـ

حديث افتراق الأمة:

قال رسول الله ــ صلى الله عليه وآله وسلم ــ: «تفرقت اليهود على إحدى وسبعين أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة».

أخرجه الإمام أحمد في مسنده من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا بدون ذكر النصارى ــ 2/ 332. وأخرجه أبو داود في سننه وسكت عنه، في كتاب السنة، باب شرح السنة ــ 4/ 197. وأخرجه الترمذي في جامعه، في كتاب الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، واللفظ له، وقال: حديث حسن صحيح ــ 5/ 25. وأخرجه ابن ماجه في سننه بنحو لفظ الإمام أحمد، في كتاب الفتن، باب افتراق الأمم ــ 2/ 1321. وقال الشيخ الألباني في مواضع حديث أبي داود والترمذي وابن ماجه جميعا: حسن صحيح. وأخرجه ابن حبان في صحيحه ــ 14/ 140 من ترتيب ابن بلبان. وأخرجه الحاكم في المستدرك ــ 1/ 47، 217 وقد صححه في الموضع الثاني على شرط مسلم، ووافقه الذهبي على ذلك في التلخيص؛ على حين أنه قال في الموضع الأول معلقا على كلام الحاكم: ما احتج مسلم بمحمد بن عمرو منفردا؛ بل بانضمامه لغيره. وأخرجه أبو يعلى في مسنده ــ 10/ 381، 502. وقال في الموضع الأول: محمد ابن عمرو يشك.

والحديث مروي بعد ذلك بزيادة تبين حكم الفرق، وهي على وجهين:

الوجه الأول، وهو المشهور: «تفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة». قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي».

أخرجه الترمذي من طريق سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عبد الله ابن يزيد، عن عبد الله بن عمرو مرفوعا، وقال: حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه .. وقال الشيخ الألباني: حسن ــ 5/ 26. وأخرجه الحاكم شاهدا للحديث السابق في المستدرك ــ 1/ 218، وبين أن إسناده قد تفرد به عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، وهو لا تقوم به حجة.

وأخرجه الطبراني في معجمه الأوسط ــ 8/ 22. قال: حدثنا محمود، ثنا وهب بن بقية، نا عبد الله بن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ «تفترق هذه الأمة ثلاثا وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة». قالوا: وما تلك الفرقة؟ قال: «من كان على ما أنا عليه اليوم وأصحابي». وأخرجه الطبراني أيضا في المعجم الصغير ــ 2/ 29 من طريق عيسى بن محمد السمسمار الواسطي، قال: حدثنا وهب بن بقية، بمثل إسناده السابق، ولفظه «تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة». قالوا: وما هي تلك الفرقة؟ قال: «ما أنا عليه اليوم وأصحابي». وقال الطبراني: لم يروه عن يحيى إلا عبد الله بن سفيان. وأخرجه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي في الأحاديث المختارة ــ 7/ 277. بإسناد له عن سليمان ابن أحمد الطبراني بمثل روايته في المعجم الصغير إسنادا ولفظا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ــ 1/ 189. من طريق أنس بن مالك، وقال: رواه الطبراني في الصغير وفيه عبد الله بن سفيان، قال: إنه لا يتابع على حديثه هذا، وقد ذكره ابن حبان في الثقات. وفي ترجمة عبد الله بن سفيان بميزان الاعتدال ــ 4/ 109 قال الحافظ الذهبي: عبد الله بن سفيان الخزاعي الواسطي عن يحيى بن سعيد الأنصاري. قال العقيلي: لا يتابع على حديثه. حدثنا أسلم بن سهل، حدثنا جدي وهب بن بقية، حدثنا عبد الله بن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن أنس مرفوعا: «تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة: ما أنا عليه اليوم وأصحابي». وإنما يعرف هذا بابن أنعم الإفريقي عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو.

أقول: إذا جمعنا بين كلام الهيثمي وكلام الذهبي؛ علمنا أن عبد الله بن سفيان ليس منتقدا على الإطلاق، وإنما تكلموا فيما انفرد بروايته عن يحيى بن سعيد الأنصاري خاصة؛ فقد ترجم له البخاري في التاريخ الكبير ــ 5/ 101 ولم يذكر فيه نقدا لأحد. وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ــ 5/ 66: ليس به بأس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير