تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد ذكر الهيثمي في موضع آخر من مجمع الزوائد ــ 7/ 259 لفظ «ما أنا عليه أنا وأصحابي» في حديث طويل من رواية أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك في النهي عن المراء في الدين، وقال: رواه الطبراني وفيه كثير بن مروان وهو ضعيف جدا.

وروي في بيان الفرقة الناجية أنها: «هي الجماعة». أخرجه أبو داود في سننه ــ 4/ 198 من طريق معاوية بن أبي سفيان. وقال الشيخ الألباني: حسن. وهذه الرواية أخرجها الحاكم في المستدرك ــ 1/ 218. وأخرجه ابن ماجه في سننه ــ 2/ 1322 من طريق عوف بن مالك. وقال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل الكناني (ت840هـ) في مصباح الزجاجة ــ 4/ 179: هذا إسناد فيه مقال، راشد بن سعد قال فيه أبو حاتم: صدوق. وعباد بن يوسف لم يخرج له أحد سوى ابن ماجه وليس له عنده سوى هذا الحديث. قال ابن عدي: روى أحاديث تفرد بها. وذكره ابن حبان في الثقات. وباقي رجال الإسناد ثقات انظره بتحقيق محمد المنتقي الكشناوي. ط2، دار العربية ــ بيروت، لبنان 1403هـ. وقال الشيخ الألباني: صحيح. وأخرجه ابن ماجه في الموضع نفسه من طريق قتادة عن أنس بن مالك بلفظ: «وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهى الجماعة». وقال الكناني في مصباح الزجاجة 4/ 180: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس أيضا، ورواه أبو يعلى الموصلي. ورواية الإمام أحمد في مسنده ــ 3/ 145 وهي من طريق سعيد بن أبي هلال عن أنس. أما أبو يعلى فأخرجه بلفظ السواد الأعظم الآتي.

وروي أنها: «الإسلام وجماعتهم». أخرجه الطبراني في معجمه الكبير ــ 17/ 13 من طريق عمرو بن عوف المزني. وكذلك أخرجه الحاكم في المستدرك ــ 1/ 219 شاهدا لحديث معاوية بن أبي سفيان ــ رضي الله عنهما ــ ومبينا أن في إسناده كثير بن عبد الله، وهو لا تقوم به الحجة. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ــ 7/ 260 وقال: رواه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف، وقد حسن الترمذي له حديثا، وبقية رجاله ثقات.

وروي أنها: «الجماعات». أخرجه أبو يعلى في مسنده ــ 6/ 342 من طريق زيد بن أسلم عن أنس بن مالك، في حديث طويل فيه ذكر الرجل الذي أمر الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ أبا بكر ثم عمر ــ رضي الله عنهما ــ بقتله فوجداه يصلي، فأمر علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ أن يقتله إن وجده، فلما لم يجده قال ــ صلى الله عليه وسلم ــ: «لو قتل اليوم ما اختلف رجلان من أمتي حتى يخرج الدجال». ثم ذكر افتراقَ أمتي موسى وعيسى ــ عليهما السلام ــ وافتراقَ أمته ــ صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر الهيثمي الحديث بطوله في مجمع الزوائد ــ 7/ 257، 258 وقال: رواه أبو يعلى وفيه أبو معشر نجيح وفيه ضعف، وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في قتال الخوارج.

وروي أنها: «السواد الأعظم». أخرجه أبو يعلى من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك في موضعين من مسنده ــ 7/ 32، 36. وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير ــ 8/ 273 من طريق أبي أمامة.

وأسانيد هذه الزيادة، وإن كان في بعضها الضعيف الذي لا يحتج به منفردا، يتقوى بعضها ببعض بعد الاعتبار ليكون ضعيفها الذي لا يتهم راويه بتعمد الكذب حسنا، وحسنها صحيحا لغيره على أقل تقدير.

وقد بالغ ابن الوزير اليماني ــ رحمه الله ــ فصرح بأن الزيادة القائلة بأن جميع الفرق هلكى في النار إلا واحدة ــ غير ثابتة؛ بل موضوعة لا يؤمن أن تكون من دسيس الملاحدة .. انظره: العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم ــ 1/ 186. وقد ذكر في هذا الموضع عن ابن حزم أنها موضوعة غير موقوفة ولا مرفوعة، وعزا نقل كلام ابن حزم إلى الحافظ زين الدين عمر ابن بدر الموصلي في كتابه: المغني عن الحفظ من الكتاب بقولهم لم يصح شيء في هذا الباب؛ وقد نقل ابن الوزير ذلك عن الحافظ ابن النحوي الشافعي في كتاب له اختصر فيه كتاب الحافظ زين الدين .. قال: وفي كليهما نقل عن المحدثين حيث قالا بقولهم: لم يصح شيء في هذا الباب. فالضمير في قولهم راجع إلى أهل الفن بغير شك، وهما من أئمة هذا الشأن وفرسان هذا الميدان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير