تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تخريج حديث أنت أنت وأنا أنا]

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 07 - 02, 09:54 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ففي إحدى الجلسات كرر أحد طلبة العلم الأفاضل حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن في هذا الحديث غرابة، فقررت البحث عنه وتتبع طرقه لأتبين درجته وأتعرف على قوته من ضعفه، وهو عموما من أحاديث الترغيب

المتن هو (مر رجل ممن كان قبلكم في بني إسرائيل بجمجمة فنظر إليها فقال أي رب أنت أنت وأنا أنا أنت العواد بالمغفرة وأنا العواد بالذنوب ثم خر ساجدا فقيل له ارفع رأسك فأنا العواد بالمغفرة وأنت العواد بالذنوب فرفع رأسه فغفر له)

وهذا الحديث أخرجه جماعة من المصنفين فمنهم من أورده مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من وقفه على جابر رضي الله عنه)

والذين أخرجوه هم:

1 - ابن أبي شيبة (8/ 198) ___ موقوفا

2 - البزار كشف (1/ 361) ___ مرفوعا

3 - ابن عدي (2/ 384) ___ مرفوعا

4 - تاريخ بغداد (9/ 92) ___ مرفوعا وموقوفا ورجح الوقف

5 - ابن عساكر (تاريخ دمشق) (5/ 149) تهذيب التاريخ (1/ 434) ___ مرفوعا

6 - الفردوس للديلمي (4/ 172) رقم 6535 ___ مرفوعا

7 - المتقي الهندي في الكنز رقم 10276

وطريق هذه الرواية هو جعفر بن سليمان الضبعي حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه

وقد رواه عنه مرفوعا:

1 - سيار بن حاتم عند ابن عدي في الكامل، تاريخ دمشق، الفردوس للديلمي، تاريخ بغداد

2 - حبان بن هلال عند البزار

ورواه موقوفا:

1 - عفان بن مسلم (مصنف ابن أبي شيبة)

2 - العباس بن الوليد النرسي (تاريخ بغداد)

وبعد تتبع الطرق والروايات تبين لي أن الموقوف هو الصحيح وأما الرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يصح

وقد قال الخطيب عقب رواية سيار بن حاتم (لفظ أبي نعيم تفرد بروايته هكذا مرفوعا سيار بن حاتم عن جعفر بن سليمان ورواه العباس بن الوليد النرسي عن جعفر عن بن المنكدر عن جابر موقوفا من قوله وذاك أصح)

وقال ابن عدي بعد الرواية (وهذا الحديث لا أعرفه إلا من هذا الطريق)

قال البزار بعد إخراج الرواية (ولا نعلمه عن جابر إلا من هذا الوجه، ولا أحسب جعفر بن سليمان سمع ابن المنكدر ولا روى عنه إلا هذا)

وعند التأمل في ما سبق ودراسة طرق الحديث تبين لي الآتي

أن هذه الرواية صحيحة موقوفة على جابر بن عبد الله رضي الله رضي الله عنه ولا تصح مرفوعة

وذلك لأسباب:

1 - أن سيار بن حاتم وإن كان راوية جعفر بن سليمان الضبعي إلا أنه متكلم فيه وعنده مناكير

2 - أن متابعة حبّان بن هلال أتت من طريق الوليد بن عمرو بن سُكين وهو لا بأس به كما قال النسائي وقد وثقه الذهبي، وابن حبان وقال ربما وهم، وقال ابن حجر صدوق ـ وهذه متابعة جيدة لو لم يرو الحديث غير سيار عن جعفر، ولكن قد خالف هؤلاء إثنان من الأئمة الثقات الأثبات وهما عفان بن مسلم و العباس بن الوليد النرسي، فرووه عن جعفر موقوفا، وخاصة رواية عفان بن مسلم التي فاتت على الشيخ الألباني رحمه الله تعالى حيث إنها عند ابن أبي شيبة في المصنف ولا يمكن الطعن فيها بشيء لقرب إسنادها ولثقة رجالها

والشيخ الألباني رحمه الله تعالى قد ذكر الحديث في الصحيحة (7/ 2 / 703) رقم 3231

وصحح المرفوع بناء على متابعة حبّان بن هلال، وقد عرفتَ أن الذين وقفاها ثقتان وأن الراوي عن حبان ليس من أهل الإتقان

وفي نظري القاصر أن سبب عدم تنبه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى لرواية ابن أبي شيبة أن الرواية بدأت هكذا (رأى رجل جمجمة ... )

فلو بحثت في الأطراف فلن تجد هذه الرواية لأن رواية الباب (مر رجل ممن ... ) والله أعلم

والله أعلم وأحكم

وكتب

خالد بن عمر الفقيه

19/ 5/1423

والموضوع مفتوح للنقاش العلمي

ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[29 - 07 - 02, 02:35 م]ـ

الشيخ خالد بن عمر الفقيه

جزاك الله خيرا على هذا البحث.

ورأيك هو الصواب.

ولكن هناك سؤال يطرح نفسه:

إذا كان الحديث موقوفا على جابر رضي الله عنه فهل يكون له حكم الرفع بحكم أن جابر رضي الله عنه لا يُعرف برواية الإسرائيليات؟؟؟؟؟؟؟؟

بالمناسبة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير