تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذا الخطأ من شريك في أمر لا يتعلق بفقهه العملي لأنه من باب الأخبار التي يحفظها الراوي ثم لا يعود إليها بالتحديث إلا حينا بعد حين، بينما ما يتعلق بفقهه العملي كالصلاة والصيام و الطهارة وغيرها يرجع إليه على الدوام.

ومع ذلك فإننا قد وجدنا لشريك كثيرا من الأحاديث التي هي من قسم الأخبار وقد ضبطها و أداها بألفاظها، منها:

1 ـ حديث أبي هريرة:" إذا استهل المولود ورّث"

رواه أبو داود من طريق محمد بن إسحاق، وعنه رواه البيهقي، ورواه ابن ماجة عن جابر من طريق أبي الزبير، ومن طريق سعيد بن المسيب.

و أخرجه ابن عدي من طريق شريك عن أبي إسحاق عن عطاء عنه به، و فيه زيادة" صلى عليه وورث" التي جاءت كذلك في طريق أبي الزبير.

فهذا الحديث قد ضبطه شريك ولم يخالف فيه الثقات.

2 ـ حديث" أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك"

أخرجه أبو داود و الترمذي و الدار مي و الخرائطي في " مكارم الأخلاق"، و الدار قطني والحاكم من طريق طلق بن غنام عن شريك.

فهذا الحديث قرن فيه شريك وقيس بن الربيع فهو صحيح.

ثم أخرجه أبو داود من طريق يوسف بن ماهك المكي، وورد من طريق أخرى عند أحمد و الدار قطني، والطبراني و الحاكم و ابن السكن صحح بعض طرقه.

3 ـ حديث:" من ولاه الله عز وجل شيئا من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره".

أخرجه أحمد و الطبراني في " الكبير"، قال عنه المنذري:" جيد"، و قال الهيثمي في" الجمع":"رواه أحمد و الطبراني، ورجال أحمد ثقات".

فهذا الحديث ورد من عدة طرق تبين من خلالها أن شريكا ضبطه، وتوبع عليه،و أشهرها طريق علي بن الحكم عند الترمذي و الحاكم و أحمد.

وجاء كذلك من طريق القاسم بن مخيمرة أخرجه أبو داود و الترمذي، وابن سعد في " الطبقات"، و الحاكم والبيهقي و ابن عساكر في " تاريخ دمشق".

4 ـ حديث:" إن من أشراط الساعة إذا كانت التحية على المعرفة "، وفي رواية:" أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم عليه إلا للمعرفة"

جاء من طريق شريك عن عياش العامري عن الأسود بن يزيد، أخرجه أحمد و الطبراني في"الكبير"، فهذه متابعة لشريك.

5 ـ ومنها حديث:" خير التابعين رجل يقال له: أويس".

هذا الحديث رواه مسلم،عن وابن مسعود، و العقيلي في " الضعفاء" والحاكم عن سعيد الحريري عن أبي نضرة عن أسيد بن جابر.

ورواه الحاكم من طريق شريك عن يزيد بن أبي زياد.

6 ـ حديث:" بادروا بالأعمال فصالا ستا: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وقطيعة الرحم، وبيع الحكم، واستخفافا بالدم، ونشوا يتخذون القرآن مزامير،يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أعلمهم ما يقدمونه إلا ليغنيهم."

أخرجه أحمد، و أبو عبيد في " فضائل القرآن"، و أبو عزرة الحافظ في" مسند عباس" و ابن أبي الدنيا في" العقوبات"، والطبراني في" الكبير" عن شريك عن أبي اليقظان عن زاذان عن عليم.

و أخرجه أبو عمر الداني في " الفتن" و الطبراني، و أخرجه البخاري في" التاريخ الكبير" معلقا من وجهين، ورواه الطبراني و ابن شاهين من طريق موسى الجهني.

و للحديث طرق أخرى يعتضد بعضها ببعض، وقد صححها الحافظ في ترجمة الحكم من " الإصابة".

7 ـ حديث:" أول ما يحاسب به العبد الصلاة وأول ما يقضى بين الناس في الدماء".

أخرجه النسائي، وابن نصر في" الصلاة" و ابن أبي عاصم في" الأوائل"، و الطبراني في " الكبير"،والقضاعي في" مسند الشهاب" عن شريك عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله.

وشطر الحديث الثاني في الصحيحين، و النسائي، وابن أبي عاصم وغيرهم من طرق أخرى، وكذلك رواه ابن أبي الدنيا في" الأهوال"، والبيهقي في"شعب الإيمان" و احمد وغيرهم.

و الشطر الأول له شواهد من حديث أبي هريرة وتميم الداري عند أبي داود، والطبراني للشطر للثاني.

فهذه الأحاديث التي رواها شريك ثبت منها أنه لم يهم فيها ولم يخطىء، ولذلك قال عنه الأوائل:" ثقة، وصدوق"

ولما قال فضل الصائغ:" إن شريكا حدث بواسط بأحاديث بواطيل" قال له أبو زرعة:" لا تقل بواطيل"" الجرح والتعديل" لا بن أبي حاتم {4/ 367}.

قال عيسى بن يونس:" ما رأيت أحد قط أورع في علمه من شريك" {المصدر السابق}.

فمن كانت هذه صفته، وكان فقيها، قاضيا، ثبتا عاقلا شديدا على أهل البدع، قديم السماع من شيوخه، لا يهم في حديث هو من فقهه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير